تفاصيل 120 دقيقة جمعت بين «الشاطر» و«بديع» و3 قيادات عسكرية «إذا استطعنا أن نجعل الجيش يقف فى صف الجماعة ورجلنا بقصر الاتحادية فلا خوف من 30 يونيو أو ما بعد 30 يونيو».. هذا ما دار فى عقول صقور جماعة الإخوان المسلمين، إذ كشفت مصادر سياسية وعسكرية مطلعة ل«فيتو»، عن أن الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين ونائبه الرجل الأقوى المهندس خيرت الشاطر «لهثا» بحسب المصادر من أجل لقاء قيادات عسكرية وتقول المصادر – إن الرئيس محمد مرسى توسط بين الطرفين وبالفعل عقد لقاء استمر ما يقرب من ساعتين. فى مطلع الأسبوع الماضى فى أحد المبانى السيادية.. توجه الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان والمهندس خيرت الشاطر نائبه الأول إلى المبنى ولم يكن معهما أى حراسات توجها إلى أحد المكاتب حيث كانت القيادات العسكرية فى انتظارهما. بدأ اللقاء بكلمة من «الشاطر» قال فيها: «فى ناس كتير مش عايزنا فى الحكم وعايزين يولعوا البلد عشان يداروا على فسادهم، وهيعملوا مظاهرات فى 30 يونيو ضد الرئيس مرسى والجماعة». ويضيف «الشاطر» -حسبما قالت مصادرنا- أن «المعارضة تقول إن الرئيس فشل ولم يحقق إنجازات، والعكس صحيح فالرئيس والجماعة عايزين المصلحة، ولا صحة مطلقا لشائعات رغبتنا فى الاستحواذ على مؤسسات الدولة» . الجنرالات التزموا الصمت بعد حديث «الشاطر» فتدخل «بديع» بالقول: «يا سادة، الإخوان مش عايزين صدام مع الجيش وإحنا كأولاد بلد واحدة لازم نقف مع بعض ضد الفساد والمفسدين اللى عايزين يخربوا البلد». أحد القيادات العسكرية عقب على كلمة «بديع» فى لهجة استيضاحية: «يعنى إيه مش عايزين صدام مع الجيش؟». يشعر مرشد الجماعة أن هناك سوء فهم لدى القيادات العسكرية فيقول: «لا تفهموا حديثى خطأ، أنا لا أهدد، أنا عايز أوصل رسالة أن هناك العديد من أصحاب النفوس الضعيفة عايزين يوقعوا بين الجماعة والقوات المسلحة من خلال الترويج للشائعات نحن منها براء»، ويؤكد حديثه بالقسم: «أقسم بالله العظيم إحنا عايزين البلد تبقى أحسن بلد فى الدنيا ولكن حضراتكم تشاهدون الحملة علينا كبيرة ولو كان جبل كان اتهد». يعود «الشاطر» للحديث مرة أخرى: «يا إخوة عايزين نوصل رسالة إننا مش هنوافق على أى اعتداءات من -أى أحد- مهما كان وسنواجه الجميع بالمثل كما قال الله تعالى: «العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص». وتوضح مصادرنا أن تهديد «الشاطر» بمواجهة الجميع دفع أحد القيادات العسكرية لتوجيه حديثه لنائب المرشد: قصدك مين أى حد؟ فيرد «الشاطر»: «كل من تسول له نفسه العبث معنا مهما كانت أهميته وقوته فلسنا –عظمة- يستهين الناس بها، وليعلم الجميع أن الحليم إذا غضب مش ممكن حد يقف قصاده». وطالب أحد القيادات بتحديد من المقصود بحديث الشاطر فعلق المرشد قائلا: «لا يمكن أن نحدد أحدا، فالكارهون لنا معلومون للعيان ومكشوفون وتدابيرهم ظاهرة زى الشمس والمهندس خيرت لا يقصد أحدا بعينه». لم يقنع حديث المرشد القيادات العسكرية فقال أحدهم: «كلام المهندس خيرت ونبرات صوته ونظراته تهديدات صريحة للقوات المسلحة ونحن لن نقبل بذلك فالجيش لا يُهَدَّد». وتشير المصادر إلى أن المرشد تدخل ثانية لتلطيف الأجواء: «المهندس خيرت لم يقصد تهديد الجيش ونحن نريد الحوار ونرفض الصدام، وحضرنا اليوم لوضع حلول للخروج من الأزمة». وعلق أحد القيادات العسكرية قائلًا: تحت أى ظرف من الظروف القوات المسلحة لا تقبل تلميحات بتدخلها فى الشأن السياسى، فيرد نائب المرشد: «جميل جدا يعنى الجيش مش عايز يدخل المعترك السياسى مرة تانية؟». ويرد أحد القيادات على حديث الشاطر قائلا: «الجيش مخلص للبلد ويدين للشعب المصرى بالولاء ولا يرضى أن تذهب مصر إلى الفوضى والشعب تعبان ومش ممكن نتخلى عنه فى أى لحظة من اللحظات إذا طلب منا ذلك». يقول «الشاطر»: «مش فاهم الكلام فى تناقض غريب يعنى الجيش مع النظام واللا عايز يبقى هو النظام؟»، فيأتى الرد: «نحن مع الشعب ونرددها دائما إن انحيازنا للشعب وكل ما نرجوه أن يحدث استقرار فى البلاد سواء مع النظام الحالى أو مع غيره، اعتقد الكلام مفهموم ومش محتاج نفسره أكتر من ذلك». وتؤكد المصادر أن بديع أخذ بناصية الحوار قائلا: «دى مراوغة سياسية وعسكرية فى وقت واحد؟»، فعلقت قيادة عسكرية: «نحن لا نراوغ ولا نجيد المراوغات فكلامنا واضح تماما». تتابع المصادر أن الشاطر وجه سؤاله للعسكريين قائلا: «طيب إيه موقفكم من المظاهرات هتقفوا مع الرئيس ولا إيه؟ عايزين نعرف موقفكم بوضوح». جاءه الرد سريعًا: «مش عايزين نكرر كلامنا تانى إحنا مع البلد والشعب ولا يمكن أن نسمح أن تكون فى مصر حرب عصابات»، وتضيف القيادة العسكرية: «إحنا نازلين نأمن المنشآت الحيوية وهنأمن الحدود كويس». مختتما حديثه: «هذا موقف القوات المسلحة من المظاهرات بوضوح تام ورؤية عسكرية تغار على البلد». يعقب «الشاطر»: «كويس وإحنا موقفنا هيكون زى ما قلت لا يمكن أن نستسلم ولا يمكن أن نسمح بحفنة من الناس ليذهبوا بنا بعيدا عن السلطة». ويضيف «بديع»: «إحنا كل اللى عايزينه إنكم تحافظوا على القائد الأعلى للقوات ونحن دائما سنكون بجواركم فأنتم عصب الدولة وقوتها». وبحسب المصادر فان القيادة العسكرية اختتمت حوارها قائلة «القوات المسلحة ولاؤها الأول والأخير للشعب المصرى، ولا تنحاز لفئة أو حزب أو جماعة، وسنلبى جميع نداءات المصريين حتى ولو كلفنا ذلك دماءنا»،