مع تلاحق الأزمات التي تواجه حكومة الوفاق الوطني، ظهرت أزمة جديدة داخل حكومة فائز السراج بعد أن اعتقلت قواتها مساء أمس الأربعاء "عبد الرحمن ميلاد" الملقب ب"البيدجا"، وهو قائد إحدى جماعاتها المسلحة ومتهم بتهريب البشر والوقود وارتكاب جرائم في حق المهاجرين. وردا علي هذه الخطوة تحركت الميليشيات المسلحة التابعة له من مدينة الزاوية نحو العاصمة طرابلس من أجل إطلاق سراحه، ما يؤجج ويشعل فتيل أزمة جديدة داخل الحكومة المتخبطة. عبدالرحمن ميلاد "البيدجا" هو مهرب سيئ السمعة في ليبيا وخارجها، يشرف على قوات خفر السواحل التابعة لحكومة الوفاق، وهو مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، ومتهم بإغراق مراكب مهاجرين في عرض البحر. وجاء اسم "البيدجا" في تقرير أممي، حيث تم وصفه بأنه مهرب بشر عنيف يتحمل المسئولية عن حالات إطلاق الرصاص في البحر، ويتزعم عصابة إجرامية تنشط في منطقة الزاوية شمال غربي طرابلس. ويقدم "البيدجا" نفسه على أنه قائد وحدة لخفر السواحل بمدينة الزاوية تقوم بمكافحة الهجرة غير الشرعية، لكن تقريرا من مجلس الأمن صدر في يونيو 2018، كشف أنه زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا، متورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات بحقوق الإنسان، وأعلن بمقتضى ذلك فرض عقوبات عليه. كما أشار مجلس الأمن الدولي آنذاك إلي أن الوحدة التي يشرف عليها عبد الرحمن ميلاد، ارتبطت بالعنف ضد المهاجرين، ومهربي البشر الآخرين، وكان له دور مباشر في إغراق مراكب للمهاجرين باستخدام أسلحة نارية. يشار إلي "البيدجا"، كأحد أهم الداعمين لقوات الوفاق ضد الجيش الليبي في الحرب الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس وعدد من مدن الغرب الليبي.