في كتاب «تاريخ يكتبه أهل الفن» وتحت عنوان «حكمت فهمي شاهدت الدبابات تحاصر قصر عابدين عام 1942» كتب حنفي المحلاوي يقول: «ولدت حكمت فهمي في دمياط عام 1907 وعملت راقصة بملهي بديعة مصابني. دفعها أحاسيسها الوطنية المصرية إلى أن تساهم في صنع جزء كبير من تاريخ مصر خلال فترة الحرب العالمية الثانية ودفعت ثمن ذلك من عمرها السجن عامين ونصف في سجن الأجانب عقوبة لها على وطنيتها. تعاونت الراقصة حكمت فهمي مع الألمان ضد الاحتلال البريطاني وضربت مثلا بالتضحية بالنفس والمال والمستقبل رافضة استمرار الوجود البريطاني فوق أرض مصر. تقول حكمت فهمي: كان في حياتي حادث قديم عندما كنت صغيرة وجدت نفسى فجأة وسط مظاهرت يطاردها الانجليز ولم أستطع الجري فوقعت على الأرض وانهال الكونستايلات على بالضرب بالكرباج حتي أغمي على وسالت الدماء من جسدي.. ومنذ ذلك اليوم أضمرت للانجليز كراهية لا حدود لها. بعد أن أصبحت نجمة في سماء الرقص الشرقي في الأربعينيات رأت الدبابات البريطانية تحاصر قصر عابدين والسفير البريطاني يقدم إنذارًا إلى الملك فاروق بتعيين النحاس باشا رئيسا للوزراء وإما التنازل عن العرش، وشاهدت رضوخ الملك للإنذار الانجليزي ويومها أخذت على نفسها عهدًا بالانتقام من الإنجليز. وحين اختارت المالنيا جاسوسين لزرعهما في مصر للتعاون معهما اتصلت حكمت فهمي بأحد الجاسوسين للتنسيق ونتيجة لذلك قبض عليها الإنجليز وأودعت السجن. يقول الصحفي جليل البنداري في مجلة الكواكب إن حكمت فهمي هي الراقصة الوحيدة التي رقصت وقت الحرب العالمية الثانية في قصور ملوك أوربا، واحتلت حكمت فهمي رءوس الموضوعات في الصحف والمجلات عن دور المخابرات الألمانية في مصر خلال الحرب الثانية. وكتب ليونارد موزلي في كتابه «القطط والفئران» أن حكمت فهمي كانت همزة الوصل بين الجاسوسين وأنور السادات الذيي كان يتعامل مع الألمان واستطاعت بعلاقتها بالجنود البريطانيين الحصول على معلومات خطيرة أفادت الألمان. بعد خروجها من السجن عادت إلى الرقص الشرقي بملهي فندق الكونتتال وتوفيت في 28 يونيو 1974، قدم المخرج حسام الدين مصطفي قصة حياتها في فيلم باسم حكمت فهمي.