في أحد الاجتماعات المهمة السرية، التي دعا إليها - على عجل وتوك توك - قياديو الجماعة الإخوانية، وكبار مؤيديهم من قادة الجماعة الإسلامية، لبحث ثورة الجماهير المصرية، التي تخيروا لها أن تكون في 30 يونيو، ولما قد يكون لمثل تلك الثورة من نتائج أقل ما توصف بها -من وجهة نظر المتأسلمين- أنها كارثية، فقد دارت بينهم لمحاولة تجنب مثل تلك المصائب، هذه الحوارات التالية: بديع: أيها الإخوان المجتمعون في هذا المكان من سالف العصر والأوان، يا من ترتدون الدشداشة أو ملابس مهرجي السلطان، أهلا وسهلا بكم في هذا الظرف الدقيق، الذي سوف يندلع فيه الحريق، وتكون التيارات المتأسلمة كالغريق، أيها الإخوة، إن هلكت هذه العصابة - لا قدر الله - فقد ضاعت خطة التمكين والإمامة، ولن نجد ما نسرقه أو ننهبه أو نحرقه، وأنا أنتهز هذه الفرصة لأطلب من كل واحد منكم الإدلاء بدلوه وجردله، لإنقاذ الخرفان وإلا عدنا مرة أخرى إلى اللومان، ولنعرض الحقائق أيها الإخوة السوابق؛ لنحافظ على كراسينا من هجمة "تمرد" وإعلاء شأن حركتنا المشبوهة "تجرد" التي تشبه "الإستربتيز" وأكل حب العزيز، وعند عرض الرأي أرجو من المتحدث سرعة الإنجاز، ودقة الإيجاز، وإلا حرقنا الثوار بجاز. عبدالماجد بسخرية لاذعة: الآن ؟! وقد استبددتم برأيكم من قبل وكنتم قوما إقصائيين، غلبنا يا مولانا أنا والتيار السلفي والسنيون، نقول لكم الحكم مداولة وليس مقاولة، ولا كنتوا بتسألوا في اللي جابونا.. يا راجل.. جننتونا، حتى مناصب المحافظين استكترتوها علينا، مع أننا عصابة مننا فينا، خسارة فيكم حركة "تجرد" اللي أنا عاملها لكم من غير فلوس، ووقع عليها كل التيوس وضعاف النفوس واللي عقله ملحوس. الكتاتني مخففا من حدة النقاش: إيه يا مولانا بس روق.. شكلك وحش وعايز يتزوق.. إحنا كلنا في مركب واحد، ومش وقت العتاب ونقف لبعض على الواحدة، اللي حصل حصل، يا حبيبي يا عسل، وده كان اجتهاد الجماعة قبل حتي قانون قنديل الخاص بالرضاعة. الظواهري مستنكرا: إذا صلحت النوايا يا مولانا، وبلاش اللون دا معانا، الله لا يسيئك، وما يصيبك إلا نصيبك، دا إحنا دافنينه سوا، لأني باحب اتنين سوا، المية والهوا. العريان محاولا لم الدور: خلاص يا إخواننا، عفا الله عما سلف، وإحنا كلنا إخوان وجماعة وسلف، ويا داخل بين الإخوان وسلفيتها ما ينوبك إلا ريحتها، وما صدقنا أن مننا ريس ومسكنا السلطة، بدال السجن والشيلة والحطة، وإحنا ناس بركة وكنا بنتاكل أونطة، مش عايزين نفتكر الأيام السودة يا عم محمد- الله يكرمك - اللي البرش كل فيها من جتتنا راقات، وكنا نتمني الراحة وسط الأموات، من التعذيب وبلاويه والسجن واللي بيجري فيه، والمرة دي الغلطة بفورة والثوار هايلعبوا بينا كورة، بعد أن فقدنا ثقة الشعب، والبلد غرقت في الشغب، ولو نجحت حركة تمرد وأقصتنا عن السلطة هانقعد نقطع خيار وقوطة السلطة، ويروح الجاه والسلطان وندخل الجحور زي الفيران، حد يقول لنا هانعمل إيه قبل الفاس ما تقع في الرأس، ساعتها هانكون في رجل الثوار مداس. أبو مروان القيادي في حركة حماس، يستأذن في الحديث ويُعطى الكلمة: لو سمحت إلى يا مولانا أنا بكولك كيف بدكن تنجو في هذا اليوم، أنا من رأيي وعن تجربة شخصية ما في أحسن من الأنفاك "الأنفاق" بدكن تحفروا لكم شي "نفك" معتبر من القطاع لقصر الاتحادية، والحمد لله الإمكانيات موجودة ومكنة الحفر تبع مترو الأنفاق ممكن تنفع كتير في هذا الموضوع، وبس حفرتوا النفك الإخوة والله ما بيقصروا، خلي تبعون تمرد تبعون العفريت يحاصرون القصر الجمهوري، دولا فرافير يا عمو، وأكل "أقل" ولد عندنا بيخليهم يجروا كداموا، ولو يا عمي خبرة في النضال من وقت النكبة للحرب الأخيرة ولو. البلتاجي مؤمنا على كلام أبو مروان: والله فكرة بمليار دولار يا جماعة، يا إخوة السمع والطاعة والنطاعة، إزاي ما خطرتش على بالنا الفكرة دي قبل كده؟ وكان زمانا إحنا والجماعة كل يوم مع بعض، ولا من نبح ولا من عض، بس أعتقد مش هانلحق يا أبو مروان، فلن نسابق الزمان. بديع غاضبا: انتوا ها تقعدوا تفتوا كده كتير..إلى أن يصل الثوار ونطير زي العصافير؟ ناجح متعجبا: وطيب وفيها إيه يا جماعة لو شفتوا الشعب عايز إيه فعلا وتعملوه، رخصوا الأسعار ووفروا السولار، حسنوا الخدمات، قبل أن يحكم عليكم الثوار بالممات، اليومين اللي جايين دول بس، وبعدين لما الشعب يهدى ترجع ريمة لعادتها القديمة، بدال ما ناخد بالصرمة القديمة، والفلوس تروح سويسرا، وأمريكا وكندا، وعلى رأي الشيخ سيد مكاوي: خلي شوية عليا وشوية عليك. بديع مقطبا حاجبيه: ما إحنا قلنا لكم تاخدوا نصيبكم معانا، انتوا اللي استحرمتوا، وفتحتوا صدركم زي مرسي واتعنترتم، وفهمناكم إننا مع هذا الشعب كالوصي مع اليتيم ولازم ناكل بالمعروف مش زي الشاطر اللئيم، اللي بيستخسر يدفع المليم، بتحكي في المحكي ليه يا عم ناجح، وأنت لا ناجح ولا فالح، وبعدين أنت عايزنا نريح الشعب عشان يبتدي يفوق ويحاسبنا، وياكل لقمتنا، خليه ملهي في أكل عيشه والراجل فيهم بيعمل قدام مراته وعياله عيشة، والأزمات مخلياه يلف نحون نفسه، زي الحمام نحون عشه، وناكل الجنيهات بالمليارات ونحلي بملايين الدولارات، التنظيم دولي وكبير ومسئولياته ومصاريفه كتير، ماحدش منكم هايريحني ولا يظبط الوضع، قوم يا شوشو يا حبيب قلبي سأسأ المسائل وعلي الدماغ بكلامك المعتبر وخططك اللي ما تخرش المية.. ادلع يا كايدهم..قول يا معلم. الشاطر بزهو واضح: الأمر خطير جدا يا كبير، المرة دي يا جماعة، إحنا هانخطف المعلم رمضان وده للي ما يعرفوش هو الراجل الأسيوطي اللي فيه شبه من سيادة الريس ونقطع له لسانه، ونلبسه ونهيأه لحد يوم 30 لما الملايين تيجي عشان تخلع حبيبنا - داهية تخلعهم - ساعتها نطلع لهم رمضان على إنه مرسي، وهايخطب فيهم طبعا، الراجل لسانه مقطوع وبيتهته زي الجربوع، وهيحاول يفهمهم إنه مش مرسي، وانه يادوب رجل كرسي، هايفتكروا علطول إنه بيتمسخر بيهم، وبيحاول يهرب من بلاويهم، فهاينطوا عليه ويصفوه جسديا وياخدوا جثته يسحلوها ويعلنوا انتهاء حكم الإخوان، مش مشكلة لما ييجيوا على المقطم عشان يشوفونا فين، إحنا نكون حلقنا دقونا وغيرنا هيئتنا بأشكال ناس غلابة من الشعب بعد ما نكون سفرنا عوائلنا كلهم من دلوقتي عند حبيبنا أردوغان، وننصهر في الشعب ونعمل نفسنا بنبحث عن قيادات الإخوان معاهم لحد ما يهدوا ويحسبوا إننا هربنا، ويختاروا القيادات الجديدة اللي احنا هانكون مظبطين ليهم عمليات اغتيال متقنة بمعاونة حبايبنا في حماس وحزب الله، والبلد تبقى فوضى شهرين ثلاثة ما يضرش، لحد الجيش والشرطة ما تنهك وما تعرفشي هاتلاقيها منين ولا منين، ساعتها كوادرنا المنظمة تزحف إلى قصر الرياسة ويتم تنصيب أحد خلايانا النائمة غير المعروفة اللي المصريين هايرضوا بيها على طول عشان يرتاحوا من الفوضى والحرب الأهلية اللي هاتصفي منهم كتير وتشرد أكتر، ونشكل الحكومة في الجمهورية الإخوانية الثانية، ويمسك الرياسة واحد مش معروف لحد الدستور الجديد ما يتعمل، وبعدين ييجي العبد لله رئيسا جديدا للجمهورية إثر انتخابات حرة نزيهة، برأس ووجه حليقين وباسم وصفة جديدة وربنا يسامحنا، أهو بنضحي عشان الشعب الناكر للجميل، وكله لخدمة الإسلام والمسلمين، حتي لا تكون وقعتنا طين. بديع يقوم من مكانه ويقبل رأس الشاطر: أمامكم رئيس الجمهورية القادم أيها الإخوة.. ألا تكبرون ؟!!