في الحلقة الماضية وصفت لكم كيف حملني الشباب الثلاثة الذين وصفتهم بالدبابات البشرية، وكيف وصلت للقصر الرئاسي، وما دار بيني وبين الرئيس مرسي من حوار لمدة ثلاث ساعات، لم أفهم منه أي شيء، حتى أصابتني حالة الإغماء التي أفقدتني الوعي. وأفقت على صوت مرسي وهو يقول لي: ما تقلقش أنت بخير، وأنا بلغت سحلول القاضي زميلك إنك عندنا في القصر بتتونس شوية.. شوف يا سيدى أنا ها قول لك جبتك هنا ليه بس بعد ما تشرب الليمون ده بالهنا والشفا! قلت له: أنا ليه بيحصل معايا كده يا ريس؟! قال: علشان انت حبيبنا يا عمنا.. بس كان لازم تستحملني شوية ولا تصاب بالإغماء هكذا مثل الأطفال! قلت: يا ريس هذه هي ساعة الحائط تعلن عن الخامسة مساء وأنا هنا منذ الثانية ظهرا ولم أفهم منك شيئا رغم أنك تريدني في أمر مهم كما فهمت منك! قال: بل أمر غاية في الأهمية يا عمنا.. وتعال معي في المكتب الخاص حتى نتحدث على راحتنا! دخلنا المكتب وأشار لى بالجلوس فجلست.. وأخذ هو يلف ويدور في المكتب.. ثم توقف فجأة ووضع يده على كتفي وقال: شفت يا عمنا أخونا خيرت الشاطر عمل إيه في عمرو موسى وأيمن نور؟! قلت: شفت يا ريس ومصر كلها شافت! قال: ضحك على أيمن وأشعره إنه مهم وله دور قومي وجعله يقنع موسى بالحضور في بيته ثم نشر الخبر في مصر كلها.. الشاطر ده مصيبة.. بتعجبني حركاته! قلت: طب ماشي.. إيه بقى أم الموضوع اللي حضرتك عايزني فيه؟! قال: آه.. الموضوع يا عم أبو طقة.. الموضوع ده لازم انت تشوف لنا حل فيه وتصريف ما يخرش المية..لإن مكتب الإرشاد كله أجمع على إن أبو طقة ورجالته في درب الفشارين هما اللي هيخلصونا من الليلة دى ودون خسائر! قلت: طب كويس.. ها.. إيه بقى الموضوووووع؟! قال: كمان إحنا رصدنا ليك مبلغ كويس إنت ورجالتك ممكن يظبط لكم الدنيا.. وإحنا عارفين إنك راجل نزيه ومصاريفك كتير يا عمنا! قلت: ماشى كل ده كويس.. إيه بقى.. هاعمل إيه أنا؟! قال: وأنا مش عايزك تتعامل مع الاتفاق ده على إنه مثل الاتفاقات السابقة التي أجراها معك الشاطر والمرشد ثم أكلا عليك حقك.. لا أنا كلمتي واحدة.. ولما أقول سأفعل يبقى سأفعل وصباعى أهه.. يعنى الموضوع خلصان يا صديقي! قلت: هي وصلت للصوابع كمان.. واضح كده إن الموضوع مهم يا ريس! قال: طبعا مهم! قلت: طب هو إيه بقى الموضوع يا ريسنا؟! قال: طب مبدئيا انت هتاخد مليون أخضر لو لميت الليلة دى علشان نبقى على نور.. إيه رأيك يا عمنا؟! قلت: لا إله إلا الله.. يا سيدى عايزني أقول رأيى في إيه؟ هو انت قلت لى حاجة؟! قال: كل ده وما قلتلكش حاجة يا عم أبو طقة؟.. بقول لك مليون أخضر وكمان مش عاجبك.. ده انت طلعت راجل طماع يا عم الحاج! قلت: شكلي هطلع من هنا ميت.. طيب ماشى أنا موافق على المليون الأخضر.. بس إيه بقى الموضوع اللي انت خاطفني وجايبني هنا علشانه؟! قال: عيب عليك لما تقول خاطفني.. أنا باقول لك عازمك على الغدا! قلت: لا والنبي يا شيخ.. إوعى تدخلني في الحارة دى تاني واللي أغمن عليا بسببها.. أنا آسف أنت لم تخطفني.. أنا اللي جيت هنا بمزاجي علشان أعرف الموضوع اللى أنت عايزني أعملهولك.. إيه بقى أم الموضوع يا ريس أبوس على إيدك؟! قال: استغفر الله يا أبو طقة بيه.. ده انت عمنا..إزاى تقول أبوس إيدك؟! قلت: ماشى.. ها.. إيه بقى؟! قال: أنت فاهم إن أنا فاهم إنك حاسس باللي أنا عايزك علشانه.. صح؟! قلت: يا رب صبرني.. يا ريس بلاش شغل الخطب اللى بتحير بيها الشعب دي وادخل في الموضوع أبوس على رجلك! قال: على فكرة حملة تجرد جمعت 5 ملايين توقيع ودخلت المنافسة مع حملة تمرد وإن شاء الله هيكملوا 15 مليونا قبل 30 يونيو! قلت: كويس.. ها.. وبعدين؟! قال: إحنا جلدنا تخين يا عم أبو طقة.. يعنى فلاحين وجايبينها من التراب وطالع وعضمنا ناشف ومش هنتاكل كده ويتشرب علينا مية! قلت: يا راجل هي فين المية اللي تتشرب.. خلاص نشفت وسد النهضة هيتبني وانت ساكت.. إيه بقى أم الموضوع يا ريس أنا ابتديت أدوخ؟! قال: يا راجل انشف وما تبقاش خرع كده.. ده انت داخل على مهمة صعبة لازم تكون فايق وشادد حيلك! قلت: إيه بقى المهمة دي؟.. قلها لى أمسح تراب جزمتك! قال: يا راجل مالك؟.. تراب إيه اللي على جزمتي؟.. أنا ما مشيتش على التراب بقالي سنة! قلت: ربنا يديمها عليك نعمة يا ريس.. إيه بقى المهمة اللي انت عايزني أنفذها؟! قال: آه.. شوف يا سيدى وطرطق ودانك كويس وافتح عقلك وخد نفس عميق! قلت: ها.. ماشي اتفضل قول! قال: انت اللى تتفضل الأول على الغدا وهنتكلم واحنا بناكل.. يلا الأكل جاهز سمك وجمبرى واستاكوزا وكافيار.. مطرح ما يسري يمري! ذهبنا إلى سفرة الطعام المليئة بأنواع الأسماك وجلسنا نتناول الطعام، فقلت له: ها يا ريس إيه بقى المهمة؟! قال: يا راجل استمتع بالفسفور ده وبعد كده نتكلم! قلت: عادي يا ريس نتكلم واحنا بناكل علشان الساعة 7 وأنا هنا من الساعة 2 وحضرتك اللى قلت نتكلم واحنا بناكل! قال: أنا لأول مرة أشعر إنك لا تفهم بسرعة يا عمنا.. إحنا لينا خمس ساعات مع بعض وانت مفيش على لسانك غير إيه هي المهمة وتشعرني وكأنني لم أقل لك شيئا حتى الآن.. المفروض تفهمها وهى طايرة يا عمنا.. وثانيا الكلام على الأكل حرام! وهنا شعرت أن الدنيا تدور برأسي وسقف القصر أصبح تحت قدمي ومائدة الطعام أخذت تدور وكأنها مروحة سقف.. ولم أشعر بنفسي إلا وأنا راقد على سرير فخم والرئيس فوق رأسي ويقول لي: إيه يا عمنا انت كل شوية هيغمن عليك والا إيه؟.. شكلك كده مش عايز تنفذ المهمة! فأمسكت بيده أقبلها وقلت له: أبوس إيدك.. قل لى ما المهمة؟! فقال: ماتقلقش انت بخير.. وأنا بلغت سحلول القاضي زميلك إنك لسه موجود عندنا في القصر بتتونس كمان شوية.. شوف يا سيدي أنا هاقول لك جبتك هنا ليه بس بعد ما تشرب الليمون ده بالهنا والشفا!
.. وفى العدد القادم سوف أحكي لكم مرسي كان عايز منى إيه.. وإلى اللقاء يا أصدقاء!