حرص الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في رسالته الأسبوعية على تذكير المواطنين أنهم يعيشون هذه الأيام في ظل شهر رجب وهو من الأشهر الحرم وأن القتال والصراع في هذه الأيام حرام. وقال "بديع" في رسالته:" يطل علينا شهر رجب الأصم هو الشهر الفرد من بين الأشهر الأربعة الحُرُم؛ فرجب ثم ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وهي أشهر عظمها الحق سبحانه وتعالى منذ بدء الخليقة، وحرم فيها القتال والاعتداء على النفس بأي نوع من الأذى". وقال:" كان الأمن والأمان والسلام يعم جزيرة العرب في هذه الأشهر؛ في شهر ذى الحجة حيث تؤدى المناسك، وقبلها بشهر وبعدها بشهر حتى يأمن الناس على أرواحهم وأموالهم في الذهاب والإياب وأداء المناسك؛ وفى شهر رجب تكثر العمرة إلى بيت الله الحرام؛ وكان العربي، عابد الصنم، يلقى قاتل أبيه في هذه الأشهر الحرم، فلا يثأر منه ولا يعتدي عليه تعظيمًا لحرمة هذه الشهور". وأضاف: "كأن الله تعالى يريد أن يكبح دوافع الشر وشهوة الانتقام في نفوس البشر خلال فترة محدودة، وهي الأشهر الحرم، أو في أماكن محدودة "مثل البيت الحرام والأرض الحرام" ليتعود الإنسان أن يكظم غيظه وأن يكبح هواه؛ فلا يندفع في الانتقام لذاته أو الانتصار لحظ نفسه، وأن يعظم حرمة النفس الإنسانية خلال شهور محدودة، ليكون ذلك ديدنه في باقي شهور السنة وسائر الأمكنة مع البيت الحرام" . وتساءل "بديع":" هل نستطيع أن نهدأ قليلاً في شهر الله الحرام، شهر رجب، فنكف عن الاعتداء والتحريض والتحرش والقتل والحرق والترويع والخطف، هل نستطيع أن نلتقط أنفاسنا ونعظِّم حرمة الشهر؟ وهل نستطيع أن ننشر الأمن والأمان والسلم والسلام في ربوع بلادنا، بل في ربوع الأرض؟ وأن نتذكر أننا جميعًا أخوة في البشرية، شركاء الإنسانية، رفقاء في الحياة".