لكل بلد عاداته وتقاليدا الخاصة بالزواج، من حيث المهور ومراسم الاحتفال، ومن البلدان العربية التي تحكمها الموروثات والعادات القديمة في الزواج ليبيا. ومن أبرز العادات أن العرس في ليبيا يستمر لمدة أربعة أيام، يبدأ من يوم الثلاثاء، وينتهي يوم الجمعة. ففي اليوم الأول تذهب العروس صباحا إلى حمام البخار برفقة قريباتها وصديقاتها للتجهيز للزفاف، وتذهب عائلة "العريس" وأقاربه إلى عائلة العروس في المساء ويحملون معهم ما يسمى "البضاعة"، وهي عبارة عن جمل و10 خراف، بالإضافة إلى صندوق زيت وصندوق طماطم وشاي وسكر إلى جانب تقديم دقيق أبيض ودقيق أسمر، وجميع أنواع الخضراوات والصابون، ويتم إعداد مائدة لتناول العشاء في هذا اليوم. وبعد تناول العشاء تعود عائلة العريس إلى بيتها لتبدأ السهرة حتى الصباح وتتضمن غناء ورقصا شعبيا وفلكلوريا. في يوم الأربعاء تذهب عائلة العريس إلى عائلة العروس حاملة معها ما يسمى بالكسوة و"القفة" ، وهي عبارة عن الزي التقليدي "البدلة الكبيرة والبذلة الصغيرة" المطرزة بالفضة والذهب، وهي مكونة من خناق كبير وتاج يوضع على رأس "العروس" ويكون من الذهب، مع ست أساور وأربع خواتم وطقم صغير، كما يقدم لأم العروس 4 أساور ذهب أما والد العروس فيقدم له زي تقليدي يسمى الزبون وهي البذلة العربية وتكون مطرزة أحيانا بالفضة. والقفة عبارة عن سلة مصنوعة من السعف وهي صناعة يدوية تكون معبأة بالحناء والبخور، ثم ترتدي العروس البدلة الكبيرة وتظهر وهي تغطي وجهها لتقوم بفتح القفة وتأخذ بيدها 7 مرات كمية من الحنة، وتضعها في كيس خاص ثم تأخذ أم العروس الكيس، وتعجن الحناء بالماء فقط. ثم يعود أهل العريس إلى منزلهم وتعود أم العريس وأخته الكبرى إلى منزل العروس، تضعان الحناء في أيدي العروس وباطن قدميها، ويأتي يوم الخميس لإعداد مراسم الحفلة في منزل العروسة أو في صالة تحجزها العروسة وفي منتصف الليل يأتي العريس وأخته الكبيرة ليأخذا العروس ويمشيا لمنزل العريس وتجلس العروس في منزله نحو ساعة ثم تعود لمنزلها. وأخيرا يوم الجمعة، هو يوم المحضر ويكون في منزل العريس حيث تلبس العروسة الزي التقليدي عبارة عن البدلة الكبيرة مع التزيين بالذهب، ويتم تناول العشاء في منزل العريس. من عادات الزواج بمنطقة "طرابلس" في ليبيا أن تقوم والدة العريس ومعها بعض النسوة بزيارة بعض البيوت؛ لاختيار الفتاة المناسبة لابنها، ثم تصفها له، وبعد موافقته يرسل والده إلى والد الفتاة لخطبتها، فإذا حدثت موافقة يتناقشا في أمور المهر وموعد عقد القران والزفاف وغيرها.. ويسمى الاتفاق المتعلق بهذه الأمور "بالشرط" ويرسل العريس عن طريق نساء منزله ما يسمى ب"البيان" وهو عبارة عن الحلي والمصوغات الذهبية، وهدايا مختلفة. وتبدأ الدعوة إلى حضور احتفالات الزواج يوم الخميس، ويُسمى ب"يوم المستأذنات"، وهو قبل الزفاف بأسبوع؛ حيث يرسل كل من أهل الزوج والزوجة نساءً وظيفتهن دعوة الناس إلى حضور الزفاف، ويُسمى هؤلاء النسوة ب"المستأذنات"، وقد جرت العادة أن السيدة التي تدعى إلى حفل الزواج تقدم للمستأذنات نقوداً يأخذنها لأنفسهن. وتبدأ الاحتفالات في يوم الإثنين التالي، وفي هذا اليوم يرسل العريس إلى عروسه سلة فيها عطور وكحل وبخور وشمع وحناء وبعض الهدايا الأخرى التي يستقبلها أهل العروس بالدفوف والزغاريد، وتغني "الزمزامات" وهن نساء حرفتهن الغناء والطرب. وفي مساء يوم الثلاثاء يحتفل بتجميل العروس فتقوم "الزيانة" - وهي امرأة متخصصة في التجميل - بتخضيب يدي العروس بالحناء، وتسمى هذه الليلة ب "ليلة الحنة الصغيرة"، ويستمر تجميل العروس وتخضيب يدها بالحناء إلى يوم الأربعاء. وفي هذا اليوم يذهب أهل العريس إلى أهل العروس في مواكب، ويستمر الاحتفال، وفي هذا اليوم أيضاً تقدم أم العريس للعروس مقداراً من الذهب. وبعد ذلك تخرج العروس وبصحبتها بعض النسوة، ليكشفن وجهها إلى السماء، لترى النجوم، ويسمى هذا الوقت ب"ليلة النجمة". وفي مساء يوم الخميس.. تُزفُّ العروس إلى عريسها في موكب كبير. عندما يصل الموكب إلى منزل الزوجية يحضر العريس "قلة" بها ماء تمر رمزاً للتفاؤل. تجدر الإشارة إلى أن العريس يقدم لعروسه هدية أخرى تسمى "كلام"، ثم يتبادل العروسان تناول قطع السكر. هذا، وتساعد "الزيانة" العروس في تحميل يدها بالسكر لتوصيله إلى فم الزوج.. ثم يخرج العريس ويبيت خارج منزله، ويرجع مساء الجمعة للزفاف الحقيقي بعروسه.