البراءة تكسو ملامحه الصغيرة، هيئته تعطيه سنا أصغر من عمره الحقيقي، لكن رسوماته تُخيل إليك أنه فنان كبير، عشق الرسم، واجتهد في تنمية موهبته فيه، حتى صار يشغل كل أوقاته، إنه أحمد إبراهيم ذو ال14 سنة، من منطقة الطالبية بالجيزة. بأدواتٍ بسيطة، متمثلة في ألوان خشب وقلم تحبير، و"سكتش" للرسم، بدأ أحمد ممارسة موهبته منذ أن كان في التاسعة من عمره، فعلى الرغم من محاولات والديه لإبعاده عن ممارسة تلك الهواية، "اللي بيضيع فيها وقته" مثلما يقولون له، إلا أنه صمم أن يتمسك بحلمه، وبدأ في تعليم نفسه بنفسه، حتى أصبحت رسوماته تتطور يوما بعد يوم، وعمقه في الرسم اتضح أكثر فأكثر. "محدش علمني الرسم ولا حد ساعدني أنا كملت فيه عشان بحبه"، هكذا وصف أحمد إبراهيم حبه لتلك الموهبة التي حباه الله بها، لافتا إلى أنه في بداية ممارسته للرسم كان يرسم الشخصيات المقربة منه، مثل: أقاربه، أو والديه، أو إخوته، لكن هذا النوع من الرسم لم يروق له، فاتجه للرسم من خياله، وفعلا نجح وتطور فيه، ثم تحول لرسم لوحات عميقة لها معنى ومغذى. "8 ساعات" أقصى مدة مكث فيها أحمد على لوحة رسمها، كانت عبارة عن فضاء يعلوه بحر وأسماك، ونجوم، كانت من وجهة نظره لوحة تمثل عمق الكون الذي نعيش فيه، أما عن أقرب لوحة إلى قلبه، فهي لوحة الكتاب الذي رسمه على هيئة سفينة تحتها بحر، فمن وجهة نظره أنها تعبر عن أن الكتاب هو السفينة التي تنقذ الإنسان من الغرق، وتذهب به من مكان إلى آخر. لا يريد أحمد أن يمارس الرسم كمهنة له في المستقبل، بل يكتفي أن تكون هوايته التي يلجأ إليها في أوقات الفراغ عندما يشعر بالسأم والضيق، لكن حلمه العملي أن يكون صاحب شركة تليفونات محمولة، وأن تكون شركة لها شهرة واسعة، وتوزع على مستوى العالم.