جاء مهرجان الجونة ليَفتح أمامنا نوافذ الحضارات لدول مختلفة نطل منها على فكر وثقافة هذه الشعوب من خلال أفلامهم، ونحن في ظل ظروف وتحديات تثبت أن للفن دورا فعالا في بناء حضارة وتاريخ هذا البلد، وفي هذه الأثناء سيتابع عشاق السينما أفلامًا من حول العالم، وكان من الصعب علينا أن نشاهد مثل هذه النوعية من الأفلام إن لم تتوافر لنا في الجونة.. وإن النجوم الذين سيحضرون طوال فترة المهرجان لن يكون وجودهم شكليًا فقط، بل أساسيًا وسيُشاهد جمهور الجونة نجومهم في أروقة المهرجان.. فقد أصبح للفن دور فعال في توعية وتثقيف الجمهور وطرح قضايا ورسم واقعة بلا مجاملات زائفة. ويأتي مهرجان الجونة لهذا العام كاِحتفالية وتَتويج لمجهودات هذا الفن الرفيع واستطاع القائمون على المهرجان استقطاب أبرز إنتاج هذا العام السينمائي، خصوصًا مجموعة من الأفلام التي حصدت عددا من الجوائز العالمية مثل مهرجان كان، ويأتي في مقدمتهم الفيلم الياباني "سارقو المتاجر" الذي فاز بالسعفة الذهبية، وفيلم البولندي "حرب باردة" الذي حصل على جائزة أحسن إخراج ومن إيطاليا.. ويعرض أفلام "دوجمان" الذي فاز بطله بجائزة أفضل ممثل و"سعداء مثل لازارو" الحاصل على جائزة أفضل سيناريو، كما يتم عرض رائعة المخرج ستيفانو سافنوا "درب صاموني" الحاصل على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي، كما سيتم عرض مجموعة من الأفلام التي حصدت جوائز مهرجان برلين، مثل الفيلم البولندي "وجه" الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة الدب الفضي.. وفيلم "الوريثتان" الذي فازت بطلته بجائزة أفضل ممثلة، ومن مهرجان "كارلوفي فاري" سيعرض فيلم "ذباب الشتاء" وسيعرض فيلم "المذنب" الحاصل على جائزة الجمهور من مهرجاني "صاندانس وروتردام"، واستقطاب هذه الأفلام من حول العالم لم تكن سهلة في ظل تنامي المنافسة بين المهرجانات. على رغم المنافسة الشديدة هذا العام، والتغييرات الكبيرة التي شهدها قطاع السينما، فإن نمو برنامج المهرجان كمًا وكيفيًا، يعكس الكفاءة العالية التي يتمتع بها فريق العمل، لذا حرصوا على أن يقدموا مجموعة متميزة من الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة من مختلف أنحاء العالم. وعلى رغم أهمية الأفلام كلها فإن الأنظار تبدو متجهة إلى قائمة الأفلام الفائزة بالجوائز، ورغم أن المهرجان لم يبدأ بعد، فإنه يمكن القول إن القائمين عليه حرصوا على أن تكون هذه الدورة أكثر نضوجًا، على الأقل هذا ما نستشفه من تصريحاتهم التي جاءت في المؤتمر الصحفي الذي أقيم للإعلان عن هذه الدورة.
