ترى دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تنظيم الجهاد هددها ونفذ ما وعد به من خلال الرد على هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل ثلاثة من نشطائه، إذا أصدر التنظيم بعدها بيانًا أكد فيه أن الرد قادم لا محالة، وبالفعل ردت الحركة بوابل من الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أكدت في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن تنظيم الجهاد من وجهة نظرها أكثر خطورة من حركة حماس، بل هو أيضا حر من قيود السيادة على غزة، وبالتالي فإن رده على هجمات دولة الاحتلال أسهل بكثير من حركة حماس. وأضافت الصحيفة العبري أنه في الحالتين الأخيرتين، قبل الرد على إسرائيل، تم الضغط على حركة الجهاد للحفاظ على ضبط النفس. بعد تفجير النفق، كانت مصر وحماس تطالبان بضبط النفس، وهذه المرة كانت رسائل التهدئة مرت بشكل خاص عبر حماس. ومع ذلك، فإن حركة الجهاد لا تعمل في نهاية المطاف إلا وفقًا لمصالحها واعتباراتها، ومن المستحيل منعها من الرد إذا أرادت ذلك. وتابعت: إن الجهاد، الذي تموله إيران، يجب أن يثبت أنه يستحق المال الذي يحصل عليه، وليس هناك دليل أفضل من إطلاق النار على إسرائيل. وأشارت إلى أن أول من أمس، بعد ساعات من تدمير هدف للجهاد في جنوب قطاع غزة، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رسالة تحذير ضد إمكانية رد لحركة الجهاد ضد إسرائيل. رسالة ردع ومن ناحيتها تستعد دولة الاحتلال وتجهز للرد على المقاومة الفلسطينية، لأنها تريد بعث رسالة ردع حتى لا يتجرأ عليها أخرون، وقال رئيس بلدية سديروت "ألون ديفيدي": "أنا مقتنع بأن وزير الحرب ورئيس هيئة الاركان يعتبرون ما حدث اليوم خطير جدا ونأمل بأن يتم الرد بقوة في غزة". وأضاف تعليقًا على إصابة منازل وسيارات بأعيرة نارية رشاشة زعم أنها أطلقت من غزة مساء اليوم: "حماس تحاول بكل طريقة تعطيل روتين حياتنا، وإزعاجنا لكننا لن نمنحها هذه الفرصة، الرصاصة بالنسبة لنا مثل الصاروخ". من جانبه قال عضو الكنيست عمير بيرتس إنه يجب أن نوضح لحماس بأننا لن نقبل استمرار إطلاق النار. توسيع الأهداف وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن حركة حماس مسئولة عن منع الصواريخ والهجمات ضد دولة الاحتلال. وأضاف نتنياهو عقب الجلسة الطارئة التي عقدها "الكابينت" لبحث الأوضاع في قطاع غزة، وفقًا للإعلام الإسرائيلي أن الاحتلال سيرد بقسوة على الهجمات بالصواريخ التي انطلقت من غزة اليوم الثلاثاء، موضحا أن الذين قصفوا البلدات الجنوبية سيدفعون ثمنا باهظًا. وقال موقع صحيفة "هاآرتس" العبرية إن الاحتلال ينوي توسيع قاعدة الأهداف التي سيتم قصفها بغزة دون الانجرار إلى حرب شاملة على الأقل حتى الانتهاء من العائق التحت أرضي الذي من شأنه القضاء على خطر الأنفاق القادمة من غزة. رد عنيف قال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، إن الرد على صواريخ غزة لن يكون بقصف أماكن فارغة هذه المرة مهددًا برد عنيف على المقاومة الفلسطينية ومحملًا حماس المسئولية. وأضاف ليبرمان بحسب الإعلام الإسرائيلي أن زمن استهداف المواقع الفارغة في غزة قد انتهى وغزة بأكملها ستتفاجأ مما سيفعله جيش الاحتلال. تغيير قواعد اللعبة المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هرئيل علق قائلًا: إن إطلاق القذائف تجاه مستوطنات غلاف غزة صباح اليوم، يعتبر الحادث الأول من نوعه منذ انتهاء حملة الجرف الصامد، وتغيير واضح في قواعد اللعبة من قبل حماس، فحماس لم توافق بعد أحداث مسيرات العودة على إطلاق القذائف تجاه إسرائيل. وأضاف أنه منذ عدة أيام عبرت حماس عن البدء بتغيير سياساتها، ولم تعد تريد الحفاظ على تظاهرات ومقاومة جماهيرية سليمة. ذكرت مصادر عبرية أن رشقات من الصواريخ وقذائف الهاون اطلقت صباح اليوم صوب مستوطنات محيط غزة ومركز النقب. وقال شهود عيان اسرائيليون أن منظومة القبة الحديدية اعترضت العديد من الصواريخ التي اطلقت على مستوطنات محاذية لقطاع غزة وفوق بلدة نتيفوت واوفيكيم على بعد 20 كم شرق قطاع غزة.