لا تحولوا المنزل لثكنة عسكرية.. ولا تكرروا «ذاكر» تعد فترة امتحانات الثانوية العامة من أكثر الفترات المرهقة لجميع أفراد الأسرة، ويتوقف النجاح فى عبورها على قدرة الطالب فى اختيار أفضل طرق استذكار الدروس، خاصة فى لحظات المراجعة النهائية، ليتمكن من استدعاء المعلومات بيسر أمام ورقة الامتحانات. وأكد الدكتور نبيل عيد الزهار- أستاذ علم النفس، مدير مركز تطوير التعليم الجامعى بجامعة قناة السويس- أن الطلبة يتعرضون للقلق بدءا من الفترة التى تسبق الامتحانات. ولكى تبدأ عملية التحصيل الدراسى بأسلوب صحيح لابد أن يجلس الطالب فى مكان هادئ جيد التهوية، علما بأن هناك تلاميذ تزيد نسبة تركيزهم مع وجود صوت موسيقى هادئة، ومع ارتفاع درجات الحرارة يفضل عدم الجلوس فى مواجهة المروحة أو التكييف حتى لا يصاب الطالب بالصداع أو الدوار أو نزلة برد تعيقه عن التركيز والمذاكرة. وأكد «الزهار» على ضرورة اللجوء للملخصات من مصادر موثوق فيها، بحيث تكون نتيجة مذاكرة الطالب نفسه، أو أحد زملائه، لأن الملخصات غالبا ما ينقصها كثير من أركان الكتاب المدرسي، وإذا لم يحصل عليها، فعليه أن يمسك بالكتاب أثناء المذاكرة حتى لا يفاجأ يوم الامتحان بسؤال لم يرد عليه. ويعد أسلوب الشجرة التعليمية أفضل وسائل استدعاء المعلومات من «مستودع الذاكرة»، بحيث يتم تقسيم الموضوعات لأفكار وعناصر مرتبة فوق بعضها البعض، وهو أسلوب النتائج المنطقية، وتبسيط المعلومات قدر المستطاع، مع ربطها بأحداث واقعية، ورسومات ليسهل على العقل استذكارها، حيث تزيد قدرته على استدعاء الصورة عن الكلمة المسموعة، ويكمن دور الأسرة فى التهيئة النفسية للطالب، بعيدا عن التوتر والقلق والشعور بأنه مراقب تحت الميكروسكوب. بدوره أكد محمود أمين - خبير العلاقات الأسرية- ضرورة تهيئة الأجواء النفسية الملائمة للامتحانات، لكن بشرط ألا يتحول المنزل إلى ثكنة عسكرية تدخل الطالب فى حالة من الكآبة من خلال منع مشاهدة التلفاز، ومنع الكلام، وإغلاق النوافذ خوفا من تشتيت الأصوات الخارجية لتركيز الطالب، والغضب الشديد عند مجرد رؤيته يتحدث مع أحد أصدقائه، وحرمانه من المشاركة فى أى تجمع أسرى من باب الحفاظ على وقته، حتى أن البعض يحولون غرفة الطالب لغرفة مذاكرة وطعام، لنجده يكره المرور من أمام الغرفة مع آخر يوم امتحان. ويجب على الأسرة اتباع بروتوكول خاص فى هذه المرحلة الحرجة، بأن يمتنعوا تماما عن رفع الصوت أثناء وجود الأبناء فى المنزل حتى لا يصابوا بالتوتر وتشتت الأفكار، وأن يكون للطالب مكان خاص بالمذاكرة بعيدا عن غرفة النوم والطعام، ومهما كان المكان صغيرا فيجب أن يكون جيد التهوية، نظيفا، به جميع أدواته، وأن يتم طلاء الغرفة من الأساس بلون فاتح. ويفضل أن يوضع المكتب الخاص بالطالب أمام نافذة، مع التعرض صباحا لأشعة الشمس التى تمد الجسم بالطاقة، ونسمة الهواء النقية فى المساء، مع وضع نباتات خضراء تريح الأعصاب وتمتص طاقته السلبية وتمنحه طاقة إيجابية، فتتحسن حالته المزاجية وتحفز قدرته العقلية على الإدراك. وتوجه «أمين» برجاء لأولياء الأمور بالابتعاد نهائيًا عن كلمة «ذاكر» قائلا: إذا جاءت هذه الفترة وفشلت فى إيجاد الطقس المناسب لابنى من البداية، فلا أتصور أن الإلحاح عليه ب «ذاكر» ستجعل منه إنسانا ناجحا، فالحقيقة أنها تتسبب فى ضيقه النفسى ونفوره من الإمساك بالكتاب. ونصح باستخدام أسلوب المشاركة، والقراءة باستخدام العين قبل الصوت مع تتبع الكلمات بقلم، والجلوس مع الطالب أثناء المذاكرة، للقراءة أو متابعة بعض الأعمال، وجعله يروى لنا بعض المعلومات بشكل مبسط كنوع من المراجعة، مع رسم ملامح الاهتمام به على وجوهنا، فهذا تشجيع من نوع خاص، والحرص على وجود روح الدعابة والقصص خارج نطاق المذاكرة بين الحين والآخر. وأكدت الدكتورة أميرة مرسى - الطبيبة النفسية -على ضرورة أداء الصلاة ليشعر الطالب بسعادة داخلية، مع تنظيم الوقت والنوم المبكر، بحيث يستطيع الاستيقاظ وقت الفجر، تلك الساعات التى تزود العقل بالمواد الكيميائية الطبيعية التى تشعره بحالة من الاسترخاء، تنعكس عليه بالنشاط والحيوية وسرعة الاستذكار واستدعاء المعلومات. مع ضرورة وضع جدول للمذاكرة محدد بالساعات والصفحات، وممارسة الرياضة ولو لربع ساعة، تفصل بين موضوع مذاكرة وآخر، لإمداد المخ بالأكسجين، فتزيد قدرته على الاستيعاب، مع استخدام أوراق مريحة للعين من حيث اللون وتقسيم الأفكار بترتيب، مع وضع عناوين جانبية بألوان واضحة، فالمخ يتذكر صورة الصفحة فى الامتحان.