بعد أن ذاعت تصريحات عبد المقصود، وطارت بها الصحف والفضائيات إلى خارج الحدود، رأت النسوة وأنصار حقوق المرأة أنه لا يعدو إلا أن يكون متحرشا زائغ البصر منكودا، يغمز ويلمز زميلاته المحترمات ثم يضحك في برود، ويقول بعدها إن تصريحاتي قد أسيء تفسيرها من كل موتور ذي رأي حقود، وأن نيتي شريفة وقلبي أبيض بحبال الود ممدود، ثم يعيد الكرة مرة أخرى مع زميلة أخرى أغراه منها احمرار الشفاه والخدود، إلا أن تلك التصريحات كانت مرصودة في جهاز الموساد التابع لأحفاد الخنازير والقرود، وتم تفسيرها على أنها شفرة لأمر عظيم وجهاز جديد لا يدركه عقل إعلاميي العرب المحدود، فأصروا على القيام بالعملية التالية التي لطموا بعدها الخدود.. في مكتب للموساد بتل أبيب، يجتمع العقيد «موردخاي» بالعميلة «إيستر» لأمر مهم.... موردخاي وهو يطالع بعض الأوراق أمامه ثم ناظرا إلى إيستر: إيستر.. ملفك ممتاز.. حققت نجاحات في دول عربية كتير، الملف اللي قدامي بيقول إنك أصلا سفرديم.. مش مشكلة.. ممكن تاخدي ترقية استثنائية زي أي أشكيناز وتبقى ملازم أول في جيش الدفاع العظيم لو قدرت تعرفي لنا التطور الجامد جدا اللي وصل له جهاز الإعلام في حكومة الإخوان المسلمين.. بالذات الأجهزة السرية الموجودة طرف المدعو «صلاح عبد المقصود» اللي هو أصلا اسمه «متولي» وبيضحك على الصحفيين والإعلام، ويقول لهم صلاح عشان ما يكشفش الاسم الأصلي بتاعه، بس على مين، جهاز الموساد أقوى جهاز مخابرات في العالم قدر يتوصل للحقيقة ويعرف اسمه اللي محدش يعرفه، بس مش دي المهمة الخطيرة طبعا اللي ها نكلفك بيها. إيستر بلهفة: أمال هي إيه المهمة يا أفندم؟. موردخاي: المهمة زي ما قلت لك إن متولي ده راجل غلبان.. وعشان هو إخواني صميم فالجماعة معيناه وزيرا للإعلام.. وهو بحكم منصبه مطلع على كافة التطويرات والأجهزة الخطيرة جدا اللي استحدثها المهندسون المصريون، والراجل طول عمره محروم وعينه بتزوغ.. كل ما تيجي له صحفية في مؤتمر يقولها «تعالي لما أوريكي»، تقوم الصحفيات المصريات يحسبن أنه يتحرش بهن، والراجل قصده يثير الاهتمام ، لذلك إحنا قررنا الاستفادة من هذه الثغرة الأمنية والعقلية في دماغ الوزير، ومعرفة كافة المعلومات الضرورية، طيارتك محجوزة، جواز السفر البريطاني المزور جاهز، وبطاقة مراسلة ب «بي بي سي» في انتظارك، مش هاوصيكي.. العملية على أعلى درجة من السرية.. وممكن تدي متولي كل اللي هو عاوزه، كله يا إيستر هاه، انصراف. إيستر: تمام يا أفندم. متولي يعقد مؤتمرا صحفيا يرى فيه الصحفية إيستر الإنجليزية التي يخلب جمالها لبه، ويقول لها: «تعالي لما أوريكي»، إيستر تفاجئه بقبول دعوته كي يريها ما عنده. في اليوم التالي.. متولي يستقبل إيستر في مكتبه.. تبادره قائلة: إيستر: معالي الوزير شكرا على كرم الضيافة.. مش هاتوريني بقى ؟.. متولي متلعثما لجرأتها: أيوه.. أيوه بصي يا ستي .. إحنا عندنا هنا في ماسبيرو إيريال كبير جدا ممكن تطلعي السطوح تتفرجي عليه. إيستر: يا سلام دي حاجة أورجينال خالص .بس لسه عايزة أشوف كمان وأتفرج. متولي: عموما الكلام هنا مش هاينفع ..عدي على السكرتارية خدي العنوان الخصوصي بتاعي ..هناك نتكلم على راحتنا أحسن. تذهب إيستر للسكرتير الذي يخطئ ويعطيها عنوان منزل الوزير الأصلي، ويعطي صبي محل الزهور عنوان منزل الوزير السري. إيستر تذهب إلى الوزير في العاشرة مساء.. تفتح لها مدام الوزير التي تظنها «شغالة» في المنزل فتكلمها بتعال: فين مستر متولي ..هو إداني ميعاد هنا في البيت بتاعه عشان هو يوريني. حرم الوزير وقد باغتتها المفاجأة: نعم .. نعم، وأنت تبقي مين يا اد العادى؟.. إيستر: أنا اللي جاية عشان يوريني. حرم الوزير: بتاعة.. يالهوي.. يوريكي.. يوريكي إيه.. ثم تصرخ بصوت ديناصوري: متولي ي ي ي ي. يظهر الوزير متلعثما: يا خبر أسود إيستر، إنتي إيه اللي جايبك هنا؟!.. إيستر: إيه مستر متولي ..إنت مش قلت لي تعالي لما أوريكي؟! أنا جاية عشان نشوف الجهاز الحلو الجامد اللي عندك ونعرف إمكانياته الجبارة. متولي مرعوبا: أوريكي إيهبس الله يخرب بيتك خربتي بيتي، تقفز حرم الوزير وتأتي بيد الهون و..!!. في صباح اليوم التالي بتل أبيب، يقرأ العقيد موردخاي الرسالة التالية : من العميلة إيستر لجهاز الموساد الإسرائيلي العملية «ماسبيرو متولي 1» فشلت وتم اكتشافها من قبل المخابرات المصرية التي عذبتنا وحاولت اعتقالنا، ولكننا استطعنا الهرب دون القبض علينا، نحن في انتظار المروحية في النقطة «ب» لتأمين سلامة عودتنا إلى أرض الوطن الحبيب.