الوضع في سيناء متأزم للغاية على الارض، واكثر تعقيدا من ذي قبل، فالجماعات الجهادية بدأت تنفيذ مخططها الكامل، وفيما يبدو فإنها لن تتراجع عن الوصول لهدفها مهما كلفها ذلك. المعلومات الواردة في هذا الشأن تذهب الى ان التنظيمات الجهادية بسيناء، بدأت في تنظيم نفسها، للوصول الى هدفها الاسمى وهو تحويل سيناء لامارة اسلامية قبل منتصف العام المقبل. المثير في الامر ان هذه الجماعات لا يديرها المصريون فحسب بل هناك تنظيمات يديرها فلسطينيون وبعض الجنسيات الاخرى الذين نزحوا الى سيناء واستوطنوا بها وشكلوا خلايا وتنظيمات جهادية تكفيرية لا تهتم إلا بفكرة إمارة سيناء الإسلامية فقط. وقد شهد سبتمبر الماضي تطورا نوعيا على الارض بكسب هذه التنظيمات قوة كبيرة للغاية تمكنها من تخريب سيناء بأكملها اذا لم تصل لهدفها،فقد انضمت الجماعات الجهادية المنتشرة في قطاع غزة لمثيلتها المتواجدة في سيناء، وتم تبادل الخبرات العسكرية،كما ان جهاديي سيناء تلقوا تدريبات مكثفة على جميع انواع وفنون القتال في عمق قطاع غزة على يد«جيش الإسلام» في القطاع،اضافة الى قيام الشيخ «ابو الوليد المقدسي» وهو مؤسس جماعة «التوحيد والجهاد في ارض فلسطين» بتدريب قيادات الجهاد في سيناء على التكتيك العسكري قبل تعرضه للاغتيال منذ شهرين، وقبل اغتياله نجح»المقدسي»في توحيد الخلايا والجماعات الجهادية المتواجدة في سيناء وقطاع غزة تحت لواء واحد لتحقيق الهدف المنشود. وفتح قيام الموساد الاسرائيلي باغتيال«المقدسي» مرحلة جديدة في تاريخ جهاديي سيناء الذين حمل لواؤهم بعد «المقدسي»الشيخ «محمد جمال الكاشف» الشهير بإسم أبوأحمد؛ وهو من يقود بالفعل تحركات التنظيمات الجهادية ليس في سيناء فحسب بل في القاهرة والمدن القريبة منها. «أبو أحمد» هو العقل المدبر للعديد من العمليات التي قام بها تنظيم «القاعدة» خلال الفترة الماضية، سواء في باكستان أو اليمن وليبيا،وهو ايضا أحد المسئولين عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر الماضي، والتي راح ضحيتها السفير الأمريكي لدى ليبيا بجانب ثلاثة دبلوماسين آخرين؛ احتجاجًا على الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام، وكان أُفرج عنه بعد ثورة 25 يناير المجيدة وهو من قام بتدريب منفذي الهجوم في معسكرات بصحراء ليبيا . ويعد«ابو احمد» ذراع الدكتور «أيمن الظواهري» زعيم تنظيم القاعدة، للقيام بعمليات جهادية في مصر وليبيا،ويبدو انه بؤرة الأحداث، تؤكدالمعلومات الواردة عنه أن له علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة، وأنه أنشأ معسكرات تدريب في صحراء ليبيا، لتكون فرعًا للتنظيم هناك. وتؤكد التقارير المخابراتية التي تم تسريبها في هذا الشأن أن «أبو أحمد» طلب من زعيم القاعدة السماح له بإنشاء فرع للتنظيم بليبيا، وبالفعل أنشأ المعسكر بدعم مالي من فرع القاعدة باليمن. وأصبح «أبو أحمد» 45 عاما من العناصر التي تثير قلق المسئولين الغربيين، وهو من أبناء حي شبرا بالقاهرة كان جامعيًّا ويحتمل أنه كان يدرس إما بكلية الآداب أو التجارة، لكنه ذهب في أواخر الثمانينيات إلى أفغانستان، وتدرب على كيفية صنع القنابل، وبعد عودته إلى مصر في تسعينيات القرن الماضي أصبح «أبو أحمد» رئيس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامية المصرية». ووصفت بعض العناصر المسلحة السابقة التي كانت على صلة ب«أبو أحمد» داخل السجن في 2000، بأنه رفيق سجن متشدد يظهر عداؤه ضد حراس السجن، وقال أحد رفاقه السابقين: «في الوقت الذي خضع فيه معظم السجناء للتفتيش العشوائي للزنزانات، رفض أبو أحمد السماح للحراس بتحريك أي شيء من زنزانته». المعلومات تشير أيضا إلى أن «أبو أحمد» المفرج عنه بعد ثورة يناير، أنشأ جماعة إرهابية تعرف باسم شبكة «جمال» ويحاول استغلال خبرته عن طريق رفاقه السابقين. رفع«ابو احمد» لواء توحيد الجماعات الجهادية خلفا للمقدسي واستطاع ان يحصل على مبايعة معظم الجهاديين للدكتور ايمن الظواهري ولمن يخلفه في قيادة تنظيم القاعدة. لا يقف «ابو احمد»وحيدا في «امارة سيناء الاسلامية» فهناك «أحمد عشوش» وهو سلفي جهادي يميل للعنف وتكفير المجتمع ويقود مدرسة جهادية تكفر جميع المصريين بمن فيهم الاخوان المسلمين والتيارات السلفية باكملها ويحلم»عشوش»باقامة خلافة اسلامية تكون بدايتها من سيناء. هناك ايضا«ابو ابراهيم المصري» و«ابو حذيفة» وهما مجهولان تماما ولا احد يعرف جنسيتهما الحقيقية ولا اسميهما فكل المعروف هو كنيتهما وهما مسؤولان بشكل مباشر عن تنظيم «مجلس شورى المجاهدين في اكناف بيت المقدس». وهناك ايضا الثنائي«خالد مصطفى»و«أحمد صديق» فهما المسؤولان فعليا عن تنظيم التوحيد والجهاد في شبه جزيرة سيناء وكانا قد عاشا في غزة فترة طويلة وتلقيا تدريبات عسكرية هناك قبل ان يستقرا في سيناء،وكلاهما يرى ان الحل في اعادة احياء الخلافة الاسلامية بدءا من ارض سيناء واعلان الحرب على المجتمع الكافر»مصر». استطاع «المقدسي»ومن بعده اكمل»ابو احمد»خطة تحويل سيناء الى امارة اسلامية عبر توحيد الجماعات والخلايا الجهادية المتواجدة سواء في سيناء او تلك التي تتواجد في قطاع غزة..لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع الدامي هذه المرة اكبر من ذي قبل على ارض سيناء. المثير في الامر ان المعلومات المتوافرة عن امراء الجهاد في سيناءوغزة تؤكد انهم يقومون بتمويل انفسهم بطرق مبتكرة فهم يحصلون على اتاوات من العصابات المنتشرة في سيناء كما انهم يتاجرون في البضائع ويقومون بتهريبها عبر الانفاق الى قطاع غزة ويتاجرون بالسلاح وبالرقيق وحتى بالاعضاء البشرية!.