سادت حالة من الرعب والفزع، منطقة منشية الصدر بعدما غطى الدخان الكثيف سماء المنطقة المحيطة بكنيسة "مارجرجس" قرابة الساعة الرابعة والنصف عصر اليوم الأربعاء، وبعد دقائق بدأت الصورة تتضح، وبدأ الأهالي يتوافدون على الكنيسة لإطفاء الحريق الذي أتى على محتوياتها بالكامل، فيما قام البعض بإخطار قوات النجدة، في الوقت ذاته قام أئمة المساجد بالاستنجاد بالأهالي عبر مكبرات الصوت؛ لحثهم على إنقاذ ما تبقى من الكنيسة. "فيتو" رصدت تفاصيل الحريق لحظة بلحظة، وتحدثت إلى عدد من شهود العيان ..حيث قال أشرف موسى أحد شهود العيان: فوجئت في الرابعة والنصف بدخان كثيف يأتي من ناحية الكنيسة، فخرجت لتفقد الأمر، ووجدت أحد شباب الكنيسة يطلب مني الاتصال بالمطافئ، نفذت طلبه ثم توجهت إلى الكنيسة، وفور وصولي فوجئت بأن النيران قد أتت على أغلب محتوياتها، رغم محاولات الأهالي إنقاذ مايمكن إنقاذه، فيما وصلت سيارات المطافئ إلى مبنى الكنيسة بعدها، مضيفًا أن أبناء المنطقة قاموا بمحاولات الإطفاء، ولكنها باءت بالفشل ووصلت المطافئ بعد اتصالنا بها بقرابة نصف ساعة، فيما وصلت سيارة إسعاف واحدة. فيما قال سامح ناجي: كنا في الطابق الأرضي بالكنسية، ووجدنا الدخان يغطي سماء الكنسية، فصعدنا للطابق العلوي حيث "المذبح" الثاني ورأيت دخانًا يخرج من إحدى وصلات الكهرباء الخاصة بالتكييف الخلفي للكنيسة، فحاولنا السيطرة عليه، وفصلنا التيار الكهربي. وتابع الشاهد حديثه ل "فيتو" قائلًا: إن سيارات المطافئ ظلت لأكثر من ساعتين تحاول السيطرة على الحريق، وبصعوبة تمكنت من إطفائه، ولكن النيران كانت قد التهمت الأجهزة الكهربائية بالكامل والنجف والأيقونات التي تحمل صور القديسين. وفي السياق ذاته، أكد يونان مرقس، عضو لجنة الكنسية، أن شباب المنطفة المسلمين لم يتوانوا عن مساندة إخوانهم المسيحيين في إخماد النيران، كما لفت القمص "بيشوي جورج" راعي الكنيسة "أن الله يرسل سلامًا للجميع، ونحمده أنه لم يصب أحد بضرر" ، وأشاد بدور أبناء المنطقة المسلمين، وقال إنه منذ فترة اندلع حريق في أحد المباني المجاورة للكنيسة، ولم نتركها حتى الاطمئنان على الجميع، فبالفعل "من زرع يحصد". وومن جهة أخرى، قامت لجنة الكنيسة بعمل محضر داخلي لها، وقام فريق من البحث الجنائي بمعاينة المبنى المحترق؛ لكشف ملابسات الحادث، فيما أكد مصدر أمني، أنه سيتم غدًا استدعاء عاملي الكنسية "شكري وعوض" لسماع أقوالهما بنيابة حدائق القبة.