البيئة تخصص 70 وحدة فرم للاستفادة من «سفير القصب» شهد الدكتور محمد بدر محافظ الأقصر، ومحمد شهاب عبد الوهاب الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة التجربة الأولية، لفرم مخلفات سفير القصب بالحقل الإرشادي التجريبي المقام بمحافظة الأقصر، والذي قامت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتجهيزه بمركز أرمنت، وذلك بحضور عدد من قيادات ومسئولي وزارتي الزراعة والبيئة والمحافظة. ويأتي ذلك ضمن إجراءات الاستعداد لموسم حصاد قصب السكر، والذي سيبدأ من منتصف فبراير 2018، والبدء في توعية مزارعي قصب السكر واطلاعهم على المنظومة للاستفادة منها، حيث تهدف التجربة إلى توعية عدد من كبار المزارعين بالمحافظة والمحافظات المعنية الأخرى بأسلوب تشغيل المفارم وأهمية الفرم وكيفية استغلال ناتج الفرم اقتصاديًا من خلال الاطلاع على التجربة وتوعية باقي المزارعين بمحافظاتهم. ويأتي اختيار محافظة الأقصر تحديدًا لبدء التجارب الأولية لما تمثله تلك المحافظة من واجهة سياحية هامة لمصر يقصدها السائحين من شتي أنحاء العالم ما يوجب الحفاظ على جودة نوعية الهواء بها والتي تتأثر بعمليات حرق المزارعين لسفير القصب في نهاية موسم حصاد محصول قصب السكر والتي تصل ذروتها في شهر فبراير وهو وقت تواجد عدد كبير من السائحين بالمحافظة. وتهدف المنظومة إلى تشجيع المزارعين والمستثمرين على فرم سفير القصب بغرض الاستفادة الاقتصادية منه سواء كعلف للحيوان أو سماد عضوي أو بدائل وقود أو أي نشاط اقتصادي آخر، على أن تدار هذه المنظومة من خلال المحافظات المعنية بالتنسيق والتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي (قطاعي الزراعة الآلية والإرشاد الزراعي) وبدعم ومراقبة وزارة البيئة. وحرصا من وزارتي الزراعة والبيئة على البدء في تفعيل هذه المنظومة في عامها التجريبي الأول بمحافظات (المنيا–قنا- الأقصر- أسوان)، تم توقيع بروتوكول بين الوزارتين بشأن نقل ولاية بعض المعدات الزراعية المملوكة لوزارة البيئة لوزارة الزراعة بعدد 70 جرار زراعي و140 مقطورة بالإضافة للدعم المالي المقدم من وزارة البيئة لتعديل عدد من الدرّاسات التابعة لوزارة الزراعة وتحويلها إلى مفارم بإجمالي 70 مفرمة بواسطة قطاع الزراعة الآلية، كأحد المشروعات التجريبية الرائدة التي يمكن التوسع فيها مستقبلا لفرم أكبر كمية ممكنة من المخلفات للحد من الحرق المكشوف كأحد مصادر تلوث الهواء، والاستفادة الاقتصادية منها بالإضافة لفتح فرص عمل جديدة للشباب كما قامت وزارة البيئة بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع بتصميم نموذج لمفرمة بمواصفات خاصة كبديل محلي للمفارم المستوردة التي تتكلف مبالغ باهظة لكى تصلح للعمل لكل أنواع المخلفات الزراعية التي تمثل مشكله الحرق المكشوف (قش الأرز -سفير القصب - حطب الذرة) لتوفيرها للإيجار بسعر مناسب بالسوق المحلي للمتعهدين لمن يرغب مستقبلا في شراءها جدير بالذكر أن إجمالي المساحة المنزرعة بقصب السكر بمحافظة الأقصر يبلغ حوالي 70 ألف فدان، ويتولد عن كل فدان نحو من 2 إلى 3 أطنان سفير قصب، مما يعني تولد ما يقرب من 140 ألف طن سفر قصب يتم حرقها، وتستهدف المنظومة ربع الكمية الناتجة من سفير القصب هذا العام. ويتطلب نجاح المنظومة التركيز على عدد من المحاور منها: التعاون والتكامل بين الجهات المعنية وتوفير المعدات الخاصة بالجمع والفرم، وتوفير مواقع جمع مركزية -محطات وسيطة- بالإضافة إلى تفعيل الردع القانوني على المخالفين، وتوعية المواطن وخاصة المزارع بأضرار الحرق المكشوف لسفير القصب والأهمية الاقتصادية له.
