إذا كنّا خسرنا منصب مدير اليونسكو فلماذا لا نسعى لإقامة يونسكو مصرى؟! هكذا قالت السفيرة مشيرة خطاب في أول ظهور إعلامي لها، بعد أن خاضت منافسة حامية على منصب مدير اليونسكو، وهى بالطبع لا تدعو إلى إنشاء منظمة يونسكو بديلة، وإنما هي تدعو إلى السعى إلى نشر القيم التي تتبناها تلك المنظمة الدولية داخل مصر، وهى قيم التعايش المشترك، واحترام الآخر، والمواطنة والمساواة بين جميع المواطنين، وإن اختلفوا في الجنس والدين والانتماء الاجتماعي والعرقى والانتماء السياسي، مع الاستثمار الأكيد لهذا التنوع الموجود بيننا في المجتمع، باعتباره مصدرا للثراء وليس سببا للخلاف والتمييز فيما بيننا، وإثارة الخلافات والنزاعات والصدامات، وبالتالي انتشار العنف. ولقد وضعت السفيرة مشيرة خطاب يدها على بيت الداء في مجتمعنا، وهو الداء الذي صاغ لنا عقولا متحجرة متطرفة، وصنع لنا وحوشا آدمية، تقتل وتفجر وتخرب وتدمر، تحت رايات الدين المزيفة، ولرفضها لقيم التعايش المشترك والتسامح، ونتمنى بالفعل أن تكرس جهودها كما قالت من أجل نشر وترويج كل القيم الإيجابية في المجتمع، حتى نقدر على التخلص من ذلك التطرّف، ونهزم ذلك الاٍرهاب، ويمكن لها أن تتعاون مع شخصيات عديدة ومنظمات مجتمع مدنى متنوعة لها دور في هذا الصدد، أي إنها لن تبدأ من الصفر، وإنما ستكمل جهدا يحتاج منا جميعا أن نتشارك معا في استكماله.
