حسن المستكاوى: القنوات الرياضية المشفرة أبرز المضارين ..وهذه السرقات تدمر الأندية وسر تراجع الكرة المصرية أعلنت الإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية وجود أكثر من خمسة ملايين وصلة دش غير شرعية فى مصر، وملايين من وصلات الإنترنت لمشتركين دون موافقة الشركات مقدمة الخدمة، مشيرة إلي انتشار مقاهى الإنترنت التى تقوم بفك التشفير من خلال برامج على الشبكة، ويعطى للمشارك كلمة المرور التى سرقها فيتحكم من خلالها فى البث وفتح القنوات المشفرة نظير اشتراك شهرى يصب عائده فى جيب مالك الوصلة الأول، أيضا ينتشر بالأسواق ما يسمى ب «حرامى الدش»، و»اتفرج ياسلام على القنوات والأفلام» بجنيهات قليلة. وحرامى الدش هو جهاز فك شفرة الفضائيات، وهو يمثل سرقة واعتداء علي حقوق الملكية الفكرية وانتهاك حقوق الغير، وينتشر فى سوق الأسطوانات والسيديهات أفلام سينمائية وقراءات لكبار المقرئين وأغانٍ لأشهر المطربين وأحدث المسرحيات والألعاب والبرامج التعليمية والترفيهية التى تتسرب دون حماية أو تقييد. وكشفت دراسة حديثة أجرتها «جمعية المرشدين العرب» أن 82٪ من مستخدمى الإنترنت فى مصر يستخدمون وصلات إنترنت مع الجيران أو استخدام جهاز فك الشفرات، موضحة أن أكثر من 3 أشخاص على الأقل يشتركون فى الوصلة الواحدة. جواد عباس- مدير جمعية المرشدين العرب أن 28٪ من مستخدمى الإنترنت فى مصر يدخلون عليها من خلال مقاهى الإنترنت، وأن 31٪ من مستخدمى المقاهى هم من الذكور، 13٪ من الإناث، وأن 81٪ يفضلون تصفحه باللغة العربية، إلا أنه يعانى من انخفاض كفاءة الإنترنت وسرعته. وأكدت الدراسة أن 1٫5٪ فقط من مستخدمى الإنترنت فى مصر يستخدمون التجارة الإلكترونية، وأجريت الدراسة على عينة من 700 شخص من متصفحى الإنترنت فى خمس محافظات هي: «الإسكندرية - القاهرة - سوهاج - المنيا - الدقهلية». وأعلنت شركة «تى .آى. داتا» - المملوكة للشركة المصرية للاتصالات والمتخصصة فى مجال تقديم خدمات الإنترنت- أن حجم خسارة شركات الإنترنت من الوصلات غير الشرعية سنوياً يصل إلى مليار و 250 مليون جنيه بسبب هذه الوصلات. ويؤكد المهندس محمد أسامة - مسئول بالشركة - أن الشركة تنتظر استقرار الأوضاع الأمنية فى البلاد حتى تطالب مباحث الاتصالات والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بوضع قيود وضوابط لمنع انتشار هذه الوصلات التي لها مخاطر أمنية، وتحد من تقديم الشركة لخدماتها بكفاءة وأن القانون يجرم مثل هذا السلوك. من جهته يوضح الكاتب شريف عبد الباقى - رئيس شعبة تكنولوجيا المعلومات بنقابة الصحفيين- أن ظاهرة «الداون لود» أصبحت توجهاً عالمياً يزداد بشكل غير طبيعى، ولا يستطيع أحد السيطرة عليها، بل تتزايد بمرور الأيام، والغريب أن هناك شبكات تعلن للمستخدم أنه من السهل متابعة المسلسلات والبرامج من خلال بعض المواقع ولكن عن طريق الاشتراك بالمواقع وإجبار المستخدم على الاشتراك بسرعة فائقة في الإنترنت، بعكس السرعة المستخدمة فى الوصلات، مقابل اشتراك شهرى 30 جنيهاً مما يسبب خسارة كبيرة لشركات الإنترنت. وأكد خبير الملكية الفكرية فى مجال الشبكات المهندس أحمد عبد الجواد، أن القرصنة على المحتوى فى مجالات البث الإذاعى المشفر وغير المشفر خاصة الذى يتم بثه تليفزيونيا بدون الحصول على موافقة أصحاب حقوق الملكية الفكرية الذى يعرف بنظام «الوصلات»، سجل العامين الماضيين أعلى معدلات قرصنة فى مصر، ومنطقة الشرق الأوسط، وقد تعدى عدد مستخدمي الإرسال المقرصن فى الشرق الأوسط عدد المستخدمين الشرعيين، الأمر الذى أصبحت معه تلك التعديات تمثل انتهاكاً خطيراً للملكية الفكرية، خاصة أنه أصبح أصحاب هذا النشاط يكسبون فى المتوسط ما يزيد على 120 مليون جنيه شهرياً بالإضافة إلى دخلها من الإعلانات المحلية وعبر القنوات الخاصة، مضيفا: ورغم كل الجهود التى تبذلها الحكومات المصرية والعربية، فما زال هذا النوع من القرصنة يسجل نمواً كبيراً، فى الوقت الذى أصبحت فيه الأدوات الخاصة المستخدمة فى القرصنة سهلة الحصول عليها ويسهل امتلاكها، وبالتالى أصبحت الخسائر ضخمة لأصحاب المنتج الأصلي. وأشار عبد الجواد إلى أن عمليات التعدى على الشبكات والبث التليفزيونى عن طريق الوصلات تحمل فى طابعها أنواعا جديدة من القرصنة والتعدى على أصحاب هذه الحقوق وتشويه المحتوى نفسه، ناهيك عن مد الكابلات فى الشوارع وسرقة التيار الكهربائى وعدم تحصيل الدولة لحقوقها من هذا النشاط الخفى. ويرى الناقد الرياضى حسن المستكاوى أن القنوات الرياضية المشفرة هى أبرز المضارين من عملية القرصنة الرياضية، نتيجة وجود ما يسمى ب«حرامى الدش»، مشيراً إلى أنه لو تم التعامل مع الأندية بكيانات اقتصادية فإنها ستضار بكل تأكيد جراء سرقة الوصلات وفك الشفرات، لأن التشفير جزء من صناعة الكرة، وبدلاً من أن تحقق شركات القنوات الخاصة أرباحاً وإيرادات تصل إلى ما يزيد على مائة مليون جنيه تدفع منها الأندية مقابل شراء حقوق البث، ستضطر بسبب حرامى الدش إلى تخفيض المقابل المدفوع على الإنترنت، والمضار فى النهاية من سرقة الوصلة وفك التشفير هى الأندية، لأن النقل التليفزيونى يعد الممول لكل أندية العالم فى الوقت الحالى. أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين هلالى أفتي بجواز فك شفرة القنوات الرياضية التى تحتكر إذاعة مباريات كأس العالم، واستخدام الوصلات غير الشرعية وذلك ما دامت هناك حالة احتكار من إحدى القنوات لبث المباريات. أضاف الهلالى أنه إذا كان هناك اتفاق بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون وإحدى القنوات الرياضية على نقل المباريات، فهذا الاتفاق يجب أن يحترم، لكنه لا يخص الشعب المصرى، ولكن يخص المتعاقدين فقط، وبالتالى لم تتفق هذه القناة مع جموع الشعب حتى تحرم عليهم مشاهدة المباريات، مشيراً إلى أن فك الشفرات أو استخدام الوصلات يخضع لقوانين الرقابة على المصنفات الفنية ويجب ألا يتم خرقها.