مصطفى بكري: تعديل وزاري يشمل 15 منصبًا قريبا .. وحركة المحافظين على الأبواب    خلال 24 ساعة.. إزالة 8 حالات تعدي على الأراضي الزراعية وبناء مخالف بالغربية    التنمية المحلية: انتهاء كافة الاستعدادات لانطلاق الموجة الأخيرة لإزالة التعديات    محافظ قنا: بدء استصلاح وزراعة 400 فدان جديد بفول الصويا    «القومي للمرأة» ينظم عرض أزياء لحرفة التلي.. 24 قطعة متنوعة    القوات الأوكرانية تسقط 4 طائرات مسيرة روسية في أوديسا    الأمم المتحدة: تقارير تشير لانتشار الأوبئة والأمراض بين الفلسطينيين في غزة    «التحالف الوطني» بالقليوبية يشارك في المرحلة ال6 من قوافل المساعدات لغزة    استشهاد امرأة فلسطينية إثر قصف طائرات إسرائيلية لرفح    «الجنائية الدولية» تنفي ل«الوطن» صدور مذكرة اعتقال بحق نتنياهو    كيف يعالج جوميز أزمة الظهيرين بالزمالك أمام دريمز بالكونفدرالية ؟    «ليفركوزن» عملاق أوروبي جديد يحلق من بعيد.. لقب تاريخي ورقم قياسي    مرموش يسجل في فوز آينتراخت على أوجسبورج بالدوري الألماني    عاجل.. مفاجأة في تقرير إبراهيم نور الدين لمباراة الأهلي والزمالك    البحث عن مجرم مزق جسد "أحمد" بشبرا الخيمة والنيابة تصرح بدفنه    أحمد فايق يخصص حلقات مراجعة نهائية لطلاب الثانوية العامة (فيديو)    فيديوجراف| صلاح السعدني.. وداعًا العمدة سليمان غانم    تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة صلاح السعدني.. مات على سريره داخل منزله    أسرع طريقة لعمل الشيبسي في المنزل.. إليك سر القرمشة    حصل على بطاقة صفراء ثانية ولم يطرد.. مارتينيز يثير الجدل في موقعه ليل    افتتاح المؤتمر الدولي الثامن للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان    محافظة الجيزة: قطع المياه عن منطقة منشية البكاري 6 ساعات    وزارة الهجرة تطلق فيلم "حلقة وصل" في إطار المبادرة الرئاسية "أتكلم عربي"    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    مطار مرسى علم الدولي يستقبل 149 رحلة تقل 13 ألف سائح من دول أوروبا    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    مهرجان كان السينمائي يكشف عن ملصق النسخة 77    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    محاكمة عامل يتاجر في النقد الأجنبي بعابدين.. الأحد    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة راح ضحيتها 42 شهيدا و63 مصابا    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    ألونسو: مواجهة ريال مدريد وبايرن ميونخ ستكون مثيرة    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور.. افتتاح مؤتمر التواصل الحضاري بين أمريكا والعالم الإسلامي
نشر في فيتو يوم 17 - 09 - 2017

انطلقت في نيويورك فعاليات مؤتمر رابطة العالم الإسلامي عن "التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي"، بمشاركة الأمم المتحدة وحضور 450 عالما ومفكرا يمثلون 56 دولة وكبرى المؤسسات الفكرية والثقافية الإسلامية والأمريكي.
وحضر الافتتاح بالإضافة إلى أمين عام الرابطة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، باوا جاين الأمين العام للمجلس العالمي لقادة الأديان بالأمم المتحدة، ووليم فندلي الأمين العام لمجلس الأديان العالمي من أجل السلام، والدكتور ديفيد نصر نائب الرئيس للتنمية الروحية في جامعة ليبرتي، والدكتور محمد بن مطر الكعبي الأمين العام لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والشيخ عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وسفيرة الولايات المتحدة للامم المتحدة للحريات الدينية السيدة سوزان كوك.
وأوضح معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى في كلمته في حفل الافتتاح بأن للتواصل الحضاري بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة تاريخًا ممتدًا في التبادل والتعاون الإنساني والمعرفي والاقتصادي والسياسي، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة الحضارية المتميزة كشفت الخطأ الفادح لنظرية صدام الحضارات المبنية على إثارة نعرة الكراهية والعنصرية ونصب حواجز وهمية ربما كانت في بعض أطروحاتها حادة جدًا حتى على القواسم المشتركة والتبادل المعرفي والإنساني، وهو مزلق يتجه نحو انحدار خطير للعقل البشري في سياق خروجه جادة التفكير السوي البعيد تمامًا عن المفاهيم الحضارية، وذلك من واقع رفضه للآخر بدافع من التشاؤم أو الكراهية أو خلل التصور، وهذا سيقوده بدون شك إلى ترك الأخذ بالخيارات الممكنة والمتعددة التي تجمع وتُقرِّب وتُسعد، وأن هذا التعايش الحضاري لا يعني بالضرورة قناعة كل منا بوجهة نظر الآخر، لكن المهم هو تفهمنا لسنة الخالق في الاختلاف والتعدد والتنوع، ووجوب التعايش والتعاون على ضوء هذا التفهم لخدمة المصالح المتبادلة بل وخدمة الإنسانية جمعاء ولتعزيز السلم الاجتماعي والأمن الفكري ودحر الشر بل وهزيمته، مع ترسيخ مفاهيم البر والإحسان والعدل والحريات المشروعة مع الجميع دون تمييز ديني ولا مذهبي ولا عرقي ولا سياسي ولا فكري ولا غير ذلك.
وبين الدكتور العيسى بأن قادة التطرف الإرهابي أكدوا بأنهم يلتقون فكريًا مع بعض أعدائهم (وهم الممثلون للتطرف المضاد) يتلقون حول شيء واحد وهو قناعة وترويج كلٍّ منهم لهذه النظرية الداعية لصراع البشرية سواء لاعتبارات دينية أو مذهبية أو فكرية أو ثقافية، وأن هذه المجازفة الفكرية تنبع من رفض أصحابها من أن يكون على كوكبنا أكثر من رأي أو قناعة، وربما جازف بعضهم ودعا لعنصر وعرق واحد وإلغاء ما سواه بأي أسلوب من أساليب الإلغاء المتاحة له، وهذه بدون شك كارثة فكرية تقود لكارثة إنسانية.
وتابع أمين عام رابطة العالم الإسلامي قائلًا: إن هذ الخلل في وظيفة الوعي والتفكير سببت للإنسانية مآسي عدة، وأن رابطة العالم تحمل فيما تضطلع به من مهمات رسالة إنسانية عالمية تدعو فيها للتواصل والتفهم والتقارب لخدمة المصالح المتبادلة وخدمة الإنسانية جمعاء مع ترسيخ الوعي بأن الاختلاف والتنوع والتعددية سنة إلهية يجب أن نوظف لها الوعي والفكر الذي منحه الله لنا لنصل للصواب الذي نريده في أي مجال كان على أن لا نكره غيرنا على رأينا، وأنه ما لم نؤمن بهذه السنة الإلهية فإن البشرية ستكون في صراع دائم لأنه لا يمكن أن يكون على أرضنا كلها رأي واحد.
وقال : إن أحداث التاريخ التي شهدت بكوارث مفزعة للصراع يجب أن تكون داعية لنظرية تلاقي وتواصل وتعاون بل وتحالف الحضارات لا لصراعها حيث انتهى الخلل الفكري بتحليله الفادح في خطئه لتلك الكوارث إلى فهم تشاؤمي لما يجب أن يكون عليه منطق الوعي والبصيرة والمعالجة الصحيحة.
وكانت فعاليات المؤتمر قد بدأت بكلمة للأمين العام للمجلس العالمي لقادة الأديان بالأمم المتحدة ياوا جاين الذي عبّر عن شكره لرابطة العالم الإسلامي والقائمين عليها لنجاحهم في عقد مثل هذا المؤتمر المهم؛ معربًا عن إعجابه بالتطوير الذي شهدته الرابطة مؤخرا.
وشبّه جاين الحال الذي يعيشه المسلمون في الولايات المتحدة حاليًا بما كانت تقاسيه الأقلية السوداء في أمريكا إبان حقبة الستينات؛ مؤكدًا على عدم وجود دولة قادرة على معالجة هذا الوضع أكثر من المملكة العربية السعودية التي تحرص على مصلحة المسلمين في شتى بقاع الأرض.
ولفت جاين إلى أن عدد المسلمين في الولايات المتحدة سيتجاوز الخمسين مليون نسمة في العام 2050 وأن على الجانبين مشاطرة مخاوفهم وقلقهم بين بعضهم بعضًا، لتذليل كافة العوائق التي من شأنها عرقلة التنمية في العالم.
وتحدث جاين عن الفكرة الشائعة والخاطئة عن المسلمين في الولايات المتحدة باعتبارها إحدى أكبر مهددات الاستقرار الاجتماعي، آملًا تجسير هذه الهوّة عبر التواصل الشخصي بين الناس والتحدث بشكل مباشر مع الجميع.
ودعا الأمين العام للمجلس العالمي إلى الانتقال من مرحلة قبول الآخر إلى مرحلة احترام الآخر؛ مشددًا على ضرورة مشاركة المسلمين الأمريكيين في الحياة العامة والنشاطات المدنية، وأن يتحلوا بالوطنية ويلتزموا بمراعاة مصلحة بلدهم ومواطنيهم.
من جانبه أشاد الأمين العام لمجلس الأديان العالمي من أجل السلام وليم فندلي؛ بالرابطة وقياداتها الجديدة، قائلًا إن التعاون الذي يربط مجلس الأديان بالرابطة يجعله فخورًا بمثل هذه العلاقة الوثيقة بين المؤسستين؛ معربًا عن أمانيه بأن يستمر التنسيق بين كافة الأطراف من أجل ترسيخ السلام في العالم.
وأشار "فندلي" إلى أن علاقة الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي تنبع من رغبة كِلا الجانبين في تقديم العون لكافة أفراد الأُسرة البشرية؛ مشددًا على أهمية الدور الذي تقوم به المبادئ السامية باعتبارها قيمةً مشتركة بين الأمّتين الإسلامية والأمريكية؛ ومؤكدًا على أن الحضارات العظيمة لا تنبع إلا من أديان عظيمة وأن هذا إحدى أكبر القواسم المشتركة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
وعبّر "فندلي" عن ثقته بأن الدعوة لفعل الخير الموجودة في الإسلام والمسيحية قادرةٌ على تقوية الروابط بين أمريكا والدول الإسلامية، مشيرًا إلى أن تكاتف أبناء الأمتين ضد ما يؤذيهم كفيل بدحر قوى الشر ونشر السلام.
وحول الصورة النمطية عن المسلمين في أمريكا قال فندلي إن مواصلة الحوار بين الجانبين سيعمل على تبديد سوء الفهم وتقريب وجهات النظر، طالما توفرت النية الحسنة والعمل المخلص.
واستهل الدكتور ديفيد نصر نائب الرئيس للتنمية الروحية في جامعة ليبرتي خطابه بإزجاء التحية للرابطة لتخصيص مؤتمر حول سُبل تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، مشيرا إلى أن تجربته الشخصية كونه مهاجرًا إيرانيًا جعلته يدرك أهمية الاندماج في المجتمعات الجديدة؛ وكشفت له سهولة تحقيق هذا الهدف طالما توفر الصدق من جهة الفرد والقبول من جهة المجتمع.
وشرح الدكتور نصر منهج جامعته المسيحية في تعزيز قيم التسامح والانفتاح بين الطلاب؛ ودفعِهم باتجاه التواصل مع المسلمين في أمريكا والذين يتمتعون بنفس الالتزام الديني الداعي إلى دعم التنمية وتحقيق الرخاء.
وركّز الدكتور نصر على الدور الفاعل الذي يمكن للمشروعات البينية فعله لتوثيق عرى العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي؛ مشددًا على ضرورة توفر الإرادة الصلبة لتحقيق الأهداف ونبذ اليأس والانهزامية.
وبدوره شدد الدكتور محمد بن مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة على أهمية تبادل الآراء والخبرات حول التواصل الإيجابي والفعال بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي، مفلتا إلى أن البحث حول سبل تعزيز الحوار بين الأمّتين مستمر على كافة المستويات، خاصة بعد القمة الأمريكية العربية الإسلامية التاريخية التي استضافتها الرياض.
وأضاف "الكعبي" أن شعوب العالم الإسلامي ترى أن التواصل الحضاري مع الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن يستند على القيم المشتركة بين مبادئ الحضارة الإسلامية والقيم المثلى بالدستور الأمريكي والتي تقدس الحرية وترسي الديمقراطية وتحتكم إلى القانون وتحترم حقوق الإنسان، وعلى هذا المبدأ بُنِيت العلاقات الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجي على قواعد صلبة من القيم المشتركة والتكامل الحضاري وترابط المصالح المشتركة والتعاون في مجمل القضايا على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار "الكعبي" إلى أن الصراعات المذهبية والعرقية والطائفية التي يشهدها العالم اليوم تشكل تهديدًا حقيقيًا لهذا التواصل الحضاري، وتستوجب على قادة الفكر وصناع الرأي ورجال الدين ومراكز القرار أن يسارعوا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه التحديات الجسيمة لتعزيز الحوار ونشر قيم الحب بدلا من الحرب، وإحلال ثقافة التسامح والتعايش محل العداوة والبغضاء، وإرساء مبادئ العدل والسلام مكان الظلم والطغيان.
ولفت "الكعبي" إلى أن الولايات المتحدة وقادة العالم العربي والإسلامي اتفقوا على بناء شراكة وثيقة لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية إقليميا ودوليًا، وأكدوا التزامهم الراسخ في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله، والتصدي لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله وتعزيز التعايش والتعاون بين الشعوب، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة، كما سعى القادة إلى عقد شراكة إستراتيجية بين أمريكا والعالم الإسلامي لتنسيق المواقف والرؤى، وتعزيز البناء العلمي والتبادل المعرفي والتعاون البحثي وبناء القدرات في كافة المجالات للوصول إلى أفضل النتائج.
وأضاف "الكعبي" أن المؤسسات الدينية التي تمثل الاعتدال بالعالم الإسلامي قامت بجهود كبيرة لتعزيز التواصل، وها هي رابطة العالم الإسلامي تدعو الجميع في المؤتمر إلى تصحيح المفاهيم الدينية التي شوهها المتطرفون واتخذوا منها غطاء لممارساتهم الإجرامية والإرهابية، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أن الجميع مدعوٌ لمواجهة التعصب والتطرف بجميع أشكاله.
من جهته شكر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين رابطة العالم الإسلامي على إقامة المؤتمر، مشيرا إلى أن المنظمة تؤمن بدور الحوار في تعزيز الاحترام والتفاهم المتبادلين بين الشعوب.
ولفت "العثيمين" إلى أن إرساء ثقافة التعايش السلمي من شأنه خدمة الولايات المتحدة والعالم الإسلامي على حدٍ سواء؛ مؤكدًا أن تعزيز الترابط بين الأمم يحميهم من الوقوع في براثن الكراهية والتمييز.
ودعا د.العثيمين إلى التصدي للإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب من خلال اعتماد منهج شامل للحوار بين أمريكا والشعوب الإسلامية؛ مشددًا على أهمية التركيز على العوامل المشتركة بين الأمتين للتأسيس لحوار مفيد للطرفين.
واعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن التحديات التي تواجه الجانبين تحتم عليهما توحيد الجهود في ترسيخ قيم الحوار وتجسيدها في الحياة اليومية.
وفي كلمته عبّر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر، مشيرًا إلى أن الأصل الإنساني المشترك بين الناس يدعوهم إلى الابتعاد عن التفرقة فيما بينهم والركون للسلم والحوار.
وتحدث الشيخ السديس عن أنواع التواصل بين الأمم وعن دورها في توثيق العلاقات بين البشر؛ مؤكدًا ريادة المملكة في مجال التواصل الحضاري؛ وداعيًا لنشر هذه الثقافة في كافة البلدان لما يثمر عنها من تعزيز لقيم العدل والمساواة بين البشر.
وحول علاقة الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي، شدد الشيخ السديس على ضرورة تفعيل كافة القنوات الهادفة لإعمار الأرض ونشر الخير؛ وبالمقابل مواجهة دعاة التطرف والإرهاب من أصحاب الفكر المنحرف باتباع أساليب ذات أسس علمية.
بدوره نوّه معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في كلمته بدور المملكة في تعزيز السلم بين الشعوب واحتضانها لمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة التي تجسد تاريخا عظيمًا، ليس للديانة الإسلامية فحسب وانما للعائلة الإبراهيمية الكبرى، مشددا على أن المملكة تحمل كل القيم الإنسانية والدينية وهي جديرة بقيادة العالم الإسلامي لمثل هذه اللقاءات والمؤتمرات.
وأكد بن بيه على أهمية المؤتمر الذي يأتي في وقت حرج يواجه فيه العالم مخاطر وجودية تهدد بنهاية المسيرة البشرية، فهي المرة الأولى في التاريخ التي يمتلك فيها الإنسان أسلحة يمكن له بواسطتها أن يدمر كوكب الأرض بأكمله.
وشخّص فضيلته حال الحضارة البشرية بالمرض، قائلًا إن الجهود التي تبذلها الرابطة تسهم كثيرا في تعزيز الحوار والتعارف والتعاون، وحيّا أخذ الرابطة لزمام المبادرة دائمًا في فتح أفق الحوار، واصفًا إياها بالمؤسسة العريقة التي تعتبر بمثابة منصة للحوار ومنبر لتبادل الأفكار ويقودها باقتدار معالي الشيخ الدكتور محمد العيسى.
كما وتحدث الشيخ بن بيه عن العلاقات الإسلامية الأمريكية موضحًا أنها مبنية على القيم الإنسانية المشتركة الأربع وهي الرحمة والحكمة والمصلحة والعدل، والتي تمثل جوهر التعايش بين البشر، مؤكدا أن كل هذه القيم تتفق مع الدستور الأمريكي.
واختتم كلمته بالتشديد على أهمية تُقدّم كل جهة نفسها إلى الآخر بشكل جيد وأن تؤمن بقيم الحوار وتشجع كل مبادرات التعايش والتسامح، وتمنى للمؤتمر التوفيق والسداد.
بعد ذلك تحدث فضيلة وكيل الأزهر الشريف الأستاذ الدكتور عباس شومان، بأن مؤتمر "التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي" يأتي في ظروف صعبة تحل بالعالم الإسلامي وغيره، ليؤكد على أهمية هذا التواصل وأن نكون مدركين بأنه لا نجاة إلا بتبني ثقافة السلام بديلًا عن ثقافة الحرب والقهر التي اثبتت على مر العصور فشلها في حل أي صراع أو نزاع أو تحقيق مكاسب دائمة لما يستخدمها مهما كانت قوتها.
وقال "شومان" بأن العمل المشترك الجاد بين المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن يقدم الكثير للعالم أجمع، مشيرا إلى أنه إذا أردنا ذلك فعلينا أن نقنع من خلفنا من المسلمين وغيرهم بصدق توجهنا وأننا نعمل سويًا إلى ما فيه خير للإنسانية وإعادة النهضة بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
وبين "شومان" أن التواصل الحضاري بين المسلمين واتباع الأديان الأخرى في الصدر الأول من الإسلام، ومن خلال استقبال الوفود حيث استقبل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفدًا من مسيحي نجران، وإرسل عدد من الرسل إلى ملوك الفرس وملوك الروم والحبشة ومصر واليمن، فيما تواصل هذا التواصل الحضاري بين المسلمين وغيرهم في العصور التالية من خلال الاستفادة من الحضارات الأخرى من الإسلام.
وأضاف: أن كافة الحضارات لا تنكر جهود ابن الهيثم وابن سيناء وابن البيطار والاستفادة من تجربة عباس ابن فرناس، مبينًا بأن الحضارة الإسلامية استفادت من الثقافات المختلفة والذي بلغت ذروتها في العهد العباسي حيث تم إنشاء بيت الحكمة ونشطت حركة الترجمات.
وأبان "شومان"، بإن الدين الإسلامي علمنا بإن الاختلاف في الدين أو المعتقد لا ينبغي أن يكون سببًا للصراع أو الشقاق، كما أن الناس جميعًا مشتركات إنسانية يجب العمل عليها.
واستشهد وكيل الأزهر بالانفتاح المبكر للإسلام على غير المسلمين باستعانة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة برجل من غير أهل الإسلام، ليقدم درسًا على كافة المسلمين في هذا العصر أن يفهموه جيدًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.