سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الإخوان - صباحى" علاقة أسسها "مبارك" وأفسدتها الثورة.. قالوا عنه قبل الثورة: "مناضل ورمز وطنى.. وبعدها: علمانى وممول من الخارج.. وقال عنهم: ناصرتهم وقت ما لم يجدوا من يناصرهم
كعادة الإخوان يعلون مبدأ "اللى تغلب به العب به"، ولأنه كان فاعلًا ومساندًا فكان مناضلًا ووطنيًّا، وبعد أن أصبح معارضًا تحول إلى خائن وعميل.. هكذا حال علاقة الإخوان مع المرشح الرئاسى السابق ومؤسس التيار الشعبى حمدين صباحى. فقبل ثورة 25 يناير وحتى ما قبل انتخابات الرئاسة 2012 كانت العلاقة بين حمدين صباحى؛ مؤسس التيار الشعبى، وجماعة الإخوان المسلمين، ليست سيئة، ففى عام 2007 تضامن حمدين صباحى مع خيرت الشاطر فى حضور ابنته زهراء، وكان الإخوان يعتبرون حمدين صباحى فى هذه الأزمات مناضلًا ورمزًا وطنيًّا، ولم يكن -كما يقولون عنه الآن- علمانيًّا أو ممولًا من إيران. ولم يترك حمدين صباحى معتقلًا أو سجين رأى من أى تيار إلا ودعمه وتضامن معه ومع قضيته، ويقول صباحى عن الإخوان وتاريخه معهم: "ناصرتهم وقت ظُلموا ولم يجدوا من يناصرهم من خارج تيارهم، وشاركتهم وقت التحقوا بالثورة وأعلنوا أنها مشاركة لا مغالبة، وقاومتهم وسأقاومهم عندما رأيتهم يكوّشون على الوطن، ويُقصون الجميع، رغم أنهم أقلية منظمة ضد أغلبية غير منظمة نسعى لتنظيمها فى التيار الشعبى المصرى". وفى الفترة التى سبقت إعلان اسم المرشحين للرئاسة كان الكاتب الصحفى محمد عبد القدوس- المنتمى للإخوان- يقول فى أحد تصريحاته: إن الإخوان يعتبرون أن حمدين صباحى هو الأفضل للترشيح لرئاسة الجمهورية وليس البرادعى، وأن أهم مميزات صباحى أن علاقته وطيدة بالإخوان، وأكد لهم على هوية مصر الإسلامية، كما اعتبر أن ما حدث بين الإخوان وعبد الناصر أخطاء متبادلة من الطرفين، وأدان انتهاكات حقوق الإنسان فى الفترة الناصرية. أما عن موقف الإخوان المسلمين وحمدين صباحى قبل الثورة، ففى انتخابات مجلس الشعب 2005 دعم الإخوان المسلمين حمدين صباحى فى مسقط رأسه بدائرة (البرلس والحامول)، وكان شباب الإخوان هم مندوبى حملة حمدين داخل اللجان، وتمكنوا من منع عمليات تزوير ضخمة ضد حمدين. وفى ثورة 25 يناير 2011 كان صباحى ينزل للميدان ثائرًا ضد الفساد، وفى يوم 28 يناير خرج بمظاهرة كبيرة من كفر الشيخ وحتى الميدان ليخترق الحاجز الأمنى، وكانت هناك مشاورات بين القوى السياسية المختلفة ومن بينهم حمدين صباحى والإخوان للحوار مع نظام مبارك، لكن صباحى رفض الحوار الذى دعا إليه نائب رئيس الجمهورية آنذاك عمر سليمان، فى حين كان الإخوان أول من اجتمعوا مع سليمان للاتفاق على البنود العشرة التى طلبها سليمان، ومنها أن يكمل مبارك فترته الرئاسية. المشكلة بدأت عندما خالف الإخوان ما أكدوا عليه بأن تكون الانتخابات مشاركة لا مغالبة، وأنهم لن يتقدموا للانتخابات الرئاسية، وبالرغم من مشاركة حزب الكرامة للائتلاف مع قائمة الإخوان، لكن فى 2012 ومع جولة الإعادة بدأت الخلافات، وقبل جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة رفض صباحى منصب نائب الرئيس وهو لا يعلم صلاحياته ولا إمكانية تحقيق التوافق السياسى. وعندما أقر الرئيس مرسى إعلانه الدستورى فى نوفمبر 2012 رفضه صباحى، وبدأ مع عدد من السياسيين ومنهم البرادعى وعمرو موسى فى تأسيس جبهة الإنقاذ، وبدأت اتهامات صباحى بالعمالة ومحاولة الانقلاب على شرعية الرئيس المنتخب- حسبما يقول عنه الإخوان- وهنا بدأت الاتهامات من قبل الإخوان تُكال لصباحى، حيث قال عنه الإخوان على صفحاتهم: "بعد فشل المرشح السابق حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية، اندفع بكل قوته لتشويه صورة الإخوان المسلمين، والتحريض على الانقلاب على شرعية الرئيس المنتخب محمد مرسى بكل الطرق الممكنة، وانضمامه إلى جبهة الإنقاذ الوطنى مع الدكتور محمد البرادعى والمرشح السابق عمرو موسى". فى حين قال حمدين صباحى عن الإخوان: "أصبحت جماعة الإخوان عبئًا على الثورة، وأن مرسى سجين جماعته نفسيًّا وذهنيًّا، وإذا لم يتحرر من ذلك سيبقى رئيسًا للإخوان وليس للمصريين، والشعب لن يقبل رئيسًا يفرض جماعته وإرادتها على حساب الدولة والشعب، وكل ما ينجزه مرسى حتى الآن هو تنفيذ رؤية جماعته فى أخونة الدولة". فى حين قال حمدين عن نفسه: "أنا ابن مشروع وطنى مصرى انتصر للفقراء وللكرامة ولهوية مصر ولحقها فى الاستقلال الوطنى، وأنجز تنمية غير مسبوقة، وأعتز بهذا الانتماء السياسى، لكنى لست عضوًا فى جماعة مغلقة، ولا فوقى مكتب إرشاد يوجهنى ويأمرنى".