الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس بالضرورة الشخصية التي تتمتع بحساسية اختيار الكلمات المناسبة، لذا فقائمة تصريحاته وتغريداته التي تعتبر "عنصرية"، طويلة للغاية. خطابات مليئة بالكراهية خلال الحملة الانتخابية، تغريدات مسيئة مليئة بأحكام مسبقة عنصرية، غياب التنديد الواضح بعنف اليمين المتطرف كما في أحداث شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، ليس من النادر أن يخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمواقف أو تصريحات تثير الغضب العالمي. رئيس ببشرة داكنة؟ مسألة مستحيلة في عيون أنصار حركة "بيرثر" العنصرية، ولفترة طويلة كان ترامب أحد أشهر أنصار النظرية التي تقول إن باراك أوباما لم يولد في الولاياتالمتحدةالأمريكية وإنما في كينيا، كما أنه لا يدين بالمسيحية. وفي مقابلة مع محطة "إيه بي سي" الأمريكية، عبر ترامب عام 2011 للمرة الأولى عن تشكيكه في محل ميلاد الرئيس الأمريكي وقتها، وقال: "لماذا لا يكشف الرئيس عن شهادة ميلاده؟" ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي أغسطس 2012 وفي خضم الحملة الانتخابية بين أوباما وميت رومني، غرد ترامب على موقع "تويتر" قائلا "مصدر شديد الثقة اتصل بمكتبي وقال إن شهادة ميلاد أوباما مزيفة". لم يتوقف ترامب عن التشكيك في شرعية أوباما والترويح لنظريات المؤامرة، حتى بعد أن قام البيت الأبيض بنشر شهادة ميلاد أوباما، لكن مرشح الرئاسة ترامب حول موقفه من هذه القضية بشكل مفاجئ في سبتمبر 2016 ليؤكد أن "الرئيس أوباما ولد في الولاياتالمتحدة"، لكن من غير المعروف ما إذا كان ترامب قد اعتذر لسلفه أوباما عما بدر منه في هذا السياق أم لا؟ ترامب عن المهاجرين المكسيكيين: "مجرمون ومغتصبون" التحريض ضد المكسيكيين هي القضية التي لم يمل منها ترامب خلال حملته الانتخابية، إذ لم يتوقف عن سب المكسيكيين والأمريكيين من أصل مكسيكي إذ قال عام 2015: "المكسيك لا ترسل لنا أفضل الأشخاص، ولكنها ترسل أشخاصا يسببون الكثير من المشكلات، يجلبون المخدرات والجريمة، إنهم مغتصبون، وبعضهم كما أعتقد، أناس طيبون". وبلغ الأمر ذروته بوعده الانتخابي المثير للجدل بشأن بناء جدار على الحدود مع الكسيك على أن "تتحمل المكسيك تكلفته". رد فعل ترامب على خطاب خضر خان، الذي فقد ابنه في حرب العراق عام 2004، كان سقطة جديدة للرئيس الأمريكي. وجه المحامي الأمريكي المنحدر من أصول باكستانية، انتقادات حادة لترامب في كلمة خلال مؤتمر للحزب الديمقراطي في صيف عام 2016، وكانت زوجة خان تقف إلى جواره خلال كلمته التي انتقد فيها ترشح ترامب وعنصريته. الرئيس الأمريكي من جهته فسر هذا الموقف بطريقته إذ علق قائلا: "انظروا إلى زوجته وهي تقف هناك ليس لديها ما تقوله، ربما لا يسمح لها بقول أي شيء"، أثارت هذه التصريحات موجة من الغضب على شبكات التواصل الاجتماعي وتم اعتبارها معادية للمسلمين. تصريحات ترامب عن المسلمين كثيرا ما تثير الجدل، ففي عام 2015، قال ترامب في مقابلة مع محطة "إيه بي سي" تعقيبا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر: "ثمة أشخاص في نيوجيرسي رأوا قطاعات كبيرة من العرب وهم يحتفلون عند انفجار المبنيين"..ادعاء ثبت عدم صحته. وفي حوار مع محطة "سي إن إن" في مارس 2016، قال مرشح الرئاسة ترامب: "أعتقد أن الإسلام يكرهنا"، وأتبع هذا التصريح لاحقا بقوله: "لدينا مشكلات مع المسلمين ولدينا مشكلات مع المسلمين الذين يدخلون بلادنا"، وبعد دخوله للبيت الأبيض خرج ترامب بقراره المثير للجدل حول منع رعايا ستة من الدول ذات الأغلبية المسلمة من دخول الولاياتالمتحدة. اليمين المتطرف وبعد اندلاع أعمال عنف يمينية متطرف في تشارلوتسفيل التزم ترامب الصمت أولا، ثم تحدث لاحقا عن "عنف من كل الجوانب" دون أن يذكر المتطرفين والنازيين الجدد بالاسم، وبعد انتقادات حادة خرج ترامب بتصريحات من نوعية "العنصرية أمر سيئ وهؤلاء الذين يمارسون العنف باسمها (العنصرية) هم مجرمون". بيد أن ترامب عاد بعد أيام قليلة ليقول خلال مؤتمر صحفي "كانت هناك مجموعة سيئة على أحد الجانبين، كما كانت هناك مجموعة شديدة العنف أيضا على الجانب الآخر"، ولا يمكن في هذا السياق إغفال التطرق لشخصية ستيف بانون، مستشار ترامب للشئون الإستراتيجية الذي كان مديرا لشبكة إخبارية محسوبة على اليمين المتطرف. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل