على مدى الفترة الطويلة الماضية، تعالت أصوات كثيرة تنادي بضرورة ضبط الساحة الإعلامية، وتنقية الشاشة من التجاوزات، التي أصبحت مرضًا مزمنًا يسري في جسد الإعلام المصري بشكل مخيف، لا يمكن مقاومته أو علاجه، إلا بالتدخل الجراحي السريع. ورغم ما شهدته الساحة مؤخرًا من تشكيل الهيئات الإعلامية الثلاث، بجانب ظهور نقابة الإعلاميين تحت التأسيس، فإن ذلك لم يمنع من استمرار هذه التجاوزات التي تحدث في غالبية البرامج، حتى بات الأمر ممجوجًا لا يحتمل. الأمر اللافت للانتباه في الآونة الأخيرة أن أغلب التجاوزات التي وقعت جاءت من عناصر نسائية، وكانت البداية مع "مذيعة الهيروين" شيماء جمال مقدمة برنامج "المشاغبة" على شاشة قناة "LTC". المذيعة التي قامت- في تجاوز صارخ- باستنشاق كمية من الهيروين على الهواء مباشرة، في معرض حديثها عن الإدمان، ربما للفت الانتباه إليها ولقناتها، التي لا تحظى بنسب مشاهدة عالية، أثار تصرفها ردود أفعال غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ما جعل نقابة الإعلاميين تتحرك سريعا وتحقق في الأمر، وانتهت النتيجة بوقفها عن الظهور على الشاشة لمدة ثلاثة شهور. ريهام سعيد المذيعة ريهام سعيد التي يبدو أنها لا تشبع من الإثارة ولا تهوى غيرها، ارتكبت هي الأخرى قبل أيام مخالفة صارخة، حينما استضافت في برنامجها "صبايا الخير" زوجة وعشيقها، وتحدثت الزوجة عن أنها حملت من عشيقها سفاحا، ما أثار حفيظة الكثيرين، وأصدرت نقابة الإعلاميين اليوم قرارًا بوقفها لمدة ثلاثة أشهر، على أن يتم إخطار إدارة قناة "النهار" بالقرار لتنفيذه، حتى لا تكون شريكًا في المسئولية، بحسب بيان صدر عن النقابة. المثير أن "ريهام" لها أكثر من سابقة في هذا السياق لعل أبرزها قضية فتاة المول الشهيرة، والتي على إثرها توقف برنامجها لفترة طويلة، لكن مذيعة "صبايا الخير" مصرة على أن لا تتعلم من دروس الماضي. دعاء صلاح المذيعة دعاء صلاح أيضًا واحدة ممن اعتدن إثارة الجدل مؤخرًا، في برنامجها "مع دودي" على شاشة قناة "النهار"؛ بسبب اختيارها الدائم لموضوعات مثيرة، كان آخرها قضية "السنجل مازر"، إذ ظهرت في الحلقة الماضية من البرنامج حاملًا على الهواء؛ للحديث عن هذه القضية، الأمر الذي أحدث العديد من ردود الأفعال، لتلقي "دعاء" نفس المصير الذي واجهته زميلتها بالقناة ريهام سعيد، وتقرر نقابة الإعلاميين في اجتماعها اليوم وقفها ثلاثة أشهر. "دعاء" قالت إنها كانت تقوم بتجسيد مشهد تمثيلي، لكن الجمهور فهم الأمر بالخطأ وأكدت أنها لا تدافع مطلقًا عن ظاهرة السنجل مازر، وإنما أرادت أن تنقل وجهة النظر الأخرى.
