التقينا منذ يومين.. فبينما كنت أتسوق وإذا بسيارة تقف بجوارى ويقول قائدها.. نظرة لنا أثابكم الله.. التفت إلى المتحدث فوجدته الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية يداعب لحيته بأصابعه فضحكت وقلت له: نظرة لك والثانية عليك.. أنت حر بقى بص براحتك أهه. ضاحكا قال: اتلمى يا ولية أنتِ في الشارع. قلت: طب لو في البيت يعنى هيبقى عادى؟! قال: يا ولية هو أنتِ ما صدقتى حد يعاكسك؟! قلت: يا سيدى ما تدقش.. يعنى جات على دى وهتتشدد فيها! قال: مش فاهم؟ قلت: السلفيين خلاص ما بقوش مشايخ.. بقوا سياسيين ومش أي سياسيين.. سايبينها عايمة وماشيين مع التيار. قال: كله علشان مصلحة الوطن. قلت: بقى يا راجل ماشفتكش يوم بتعارض أي قرار للحكومة ولا حتى للنظام. قال: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم». قلت: طب حتى شوية معارضة كدا نخزى بيها الشيطان! قال: المعارضة في مصر يمارسها شوية قرود.. خليهم بقى يتنططوا وبرضوا مش هياخدوا حاجة. قلت: بقى اللى بيعارض الحكومة من أجل مصلحة الشعب يبقى قرد يا عم الشيخ.. واللى بيداهن النظام من أجل مصلحته يبقى لزوز وكيوت؟! قال: شعب إيه اللى أنتِ جاية تقولى عليه؟!.. ده مش وقت معارضة خالص.. وثانيا أنا فكرت كتير هي ليه الناس دى بتعارض قرارات الحكومة فلم أجد سوى أنها عادة! قال: أنا هحكيلك حكاية وأنتِ هتفهمى كل حاجة.. تعالى اركبى أوصلك واحكيلك. قلت: احكِ بقى. قال: كان فيه مجموعة من العلماء وضعوا خمسة قرود في قفص واحد.. وفى وسط القفص يوجد سلم وفى أعلى السلم هناك بعض الموز.. وفى كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يقوم العلماء برش باقى القرود بالماء البارد. بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز يقوم باقى القرود بمنعه وضربه حتى لا يرشون بالماء البارد. فبعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز خوفا من الضرب. بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة ويضعوا مكانه قردا جديدا. فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز.. ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه ويجبرونه على النزول رغم أن العلماء لم يرشونهم بالماء. بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه ألا يصعد السلم مع أنه لا يدرى ما السبب. قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد.. وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى إن القرد البديل الأول شارك زملاءه بالضرب وهو لا يدرى لماذا يضرب. وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة.. حتى صار في القفص خمسة قرود لم يُرش عليهم ماء بارد أبدا. ومع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب. وتوتة توتة فرغت الحدوتة.. ها.. حلوة ولا ملتوتة؟! قلت: تعدمنى يا شيخنا لو كنت فاهمة حاجة! قال: يعنى لو فرضنا وسألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم.. أكيد سيكون الجواب: لا ندري، وهذا ما ينطبق على المعارضة.. الحكومة شغالة بتظبط في حال البلد وهما عمالين هرى عمال على بطال.. ولو سألتيهم إنتوا بتعارضوا ليه.. هيقولولك اتعودنا على كدا. قلت: ونعم بالله يا عم الشيخ.