تعتبر محافظة الوادي الجديد من أكبر المحافظات إنتاجا للبلح على مستوى مصر والشرق الأوسط؛ حيث تتفرد بنحو مليوني نخلة موزعة على مراكزها الخمس، فضلا عن نحو 28 مصنعا حكوميا وقطاعا خاصا وعدد كبير من ورش التصنيع وثلاجات حفظ التمور. يقوم مزارعو البلح في الواحات خلال هذه الفترة من شهر يوليو بإتمام المهمة قبل الأخيرة في موسم التمور والتي تسبق قطع وجمع المحصول وهي عملية تقويس و"تزميط" العراجين وتعرف أيضا بعملية تكييس العراجين ويتم خلالها وضع أكياس بلاستيك حول عراجين البلح لحفظ المحصول من الطيور والقوارض والحشرات؛ حيث تعتبر المرحلة الأصعب خلال الموسم وتتم بفترة تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة. يبدأ موسم التزميط وخف عراجين النخيل كل عام عند بداية النضج وخاصةً مع بداية الصيف وارتفاع موجة الحرارة، وذلك استعدادا لإتمام النضج دون التعرض لأي خسائر في محصول البلح. يقول حمدي دسوقي، أحد مزارعي النخيل: إن عملية تزميط العراجين هي عبارة عن وضع عراجين النخيل قبل عملية إتمام النضج داخل أكياس بلاستيك شبكية بيضاء حتى تعمل على التهوية وتمنع دخول الحشرات واليرقات التي تصيب ثمرة البلح، ويسبق عملية التزميط عملية التقويس أو التدلية. وأضاف، أن عمليات التزميط والتدلية تتم في الأيام شديدة الحرارة؛ حيث يتم سحب العراجين من وضعها المألوف بين السعف وتدليتها وتوزيعها بانتظام حول النخلة قبل أن تتخشب سيقان العراجين حتى لا تنكسر عند ثنيها. وأكد محمد صالح، مشرف زراعي، أن عمليات التزميط والتدلية تتم في الأشهر شديدة الحرارة وخاصة في شهر يوليو قبل ازدياد وزن ثمار البلح ونضجها وتحولها اللون الأخضر إلى الأصفر؛ حيث إن شدة الحرارة تساعد على عملية تقويس سيقان العراجين وتسهل عملية السحب؛ كونها مرنة ولا تتعرض للكسر. ويضيف "محمد"، أن عملية التزميط والتدلية ورثها الأبناء من الأجداد منذ القدم؛ حيث يتم ثني ساق العراجين وربطها على الجريد بعد وضع العراجين في أكياس شبكية ما يؤدي لتعريض الثمار للشمس وتهويتها وعدم احتكاكها بالشوك وتسهيل جمعها عند النضج وهي تجري غالبًا للأصناف ذات العراجين الطويلة وتسمى بالحياني والزغلول والسيوي والأمهات، لافتا إلى أن الأصناف ذات العراجين القصيرة يتم تزميطها فقط ولا تخضع لعملية التقويس لقصر ساقها لذلك يتم تدليتها على غصن ذي شعبتين لترتكز على جذع النخلة لتفادي انكسار العرجون. وتابع: أن عملية التزميط يسبقها عملية الخف وهي إزالة بعض الشماريخ أو "السوباطات" من العراجين وخاصةً القريبة من جذع النخلة، حتى يكون هناك تناسب بين بقية السوباطات بالعرجون، أما في حالة الأصناف ذات الشماريخ الطويلة فتتراوح نسبة الخف ما بين "20 – 25 %" وهذا يساعد على زيادة حجم الثمرة وتحسين التهوية داخل السوباطة وزيادة الإنتاجية.