يبدو أن هناك حزبا غير معلن داخل الإدارة المصرية، تخصص في «العكننة» على المواطنين، كلما لاحت فرصة للفرح، فيسارع أعضاء الحزب لإفساد فرحتهم، بإثارة قضايا خلافية تقودهم نحو النزاع والشقاق.. إنه حزب استفزاز المصريين. فبينما يشعر كل مصرى بالسعادة الغامرة بسبب القرارات الحاسمة التي اتخدتها الدول الخليجية.. وعدد من الدول الأخرى لمعاقبة قطر على الجرائم التي ترتكبها كل يوم، لزعزعة الاستقرار في الدول العربية ونشر الفوضى في المنطقة، والسعى لإسقاط الأنظمة المستقرة.. أو التي كانت مستقرة قبل التدخل القطرى في شئونها الداخلية وإسقاط مؤسساتها الوطنية. في عز فرحة المصريين.. خرج علينا «حزب الاستفزاز» باستعجال طرح قضية «تيران وصنافير» واتخاذ قرار سريع يقضى بتبعيتها للسعودية، دون أن تقوم الحكومة ببذل الجهود اللازمة لإقناع ملايين المواطنين الذين يرون أن الجزيرتين مصريتان، ولا ينبغى التنازل عنهما، ما أدى إلى انقسام الرأى العام ما بين مؤيد ومعارض. وقد أعلن «مركز بصيرة» نتائج استطلاع أجراه حول تبعية الجزيرتين، أن مؤيدى مصرية الجزيرتين 47٪ ومؤيدى سعودية الجزيرتين 11٪.. والقضية هنا.. هل كانت هناك ضرورة لإثارة تلك القضية الخلافية في هذا التوقيت بالذات؟ والإجابة.. لا.. بالطبع كان يمكن تأجيلها حتى تتاح للحكومة فرصة تقديم المستندات التي تثبت وجهة نظرها في سعودية الجزيرتين، وحتى يتاح للمعارضة تقديم الأدلة القاطعة على مصرية الجزيرتين. ويحسب للذين اندفعوا في الإسراع باثارة القضية الخلافية أنهم منحوا النظام القطرى قبلة الحياة بتشويه صورة ما يجرى في مصر ومحاولة الهروب من آثار الإدانة العربية والعالمية التي حملت قطر مسئولية الإرهاب. والحل يكمن في أن تقدر المملكة السعودية خطورة الموقف الذي يقود إلى حالة الانقسام في الشارع المصري، وتبادر بتأجيل القضية، حتى يقول القضاء كلمته، أو أن يتم إجراء استفتاء شعبي، أو حتى أن تصعد للتحكيم الدولي. «كفاية ضغوط»