النشرة الصباحية من «المصري اليوم».. غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق.. وسعر الذهب والدولار وحالة الطقس الجمعة    "ستاندرد آند بورز" ‬تخفض تصنيف إسرائيل طويل الأجل إلى A+ على خلفية المخاطر الجيوسياسية    سعر الدولار في السوق السوداء والبنوك اليوم    إعلام أمريكي: الضربات الإسرائيلية على إيران كانت محدودة    اليوم.. مؤتمر صحفي لكولر ورامي ربيعة قبل مباراة مازيمبي    موعد مباراة فرانكفورت واوجسبورج في الدوري الالماني    طقس اليوم.. حار نهارا مائل للبرودة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 29    أحمد كريمة: مفيش حاجة اسمها دار إسلام وكفر.. البشرية جمعاء تأمن بأمن الله    صندوق النقد الدولي يزف بشرى سارة عن اقتصاد الدول منخفضة الدخل (فيديو)    رغم الإنذارين.. سبب مثير وراء عدم طرد ايميليانو مارتينيز امام ليل    اليوم.. وزارة الأوقاف تفتتح 8 مساجد    أستاذ قانون دولي يدعو لتكثيف الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار بغزة    الطيران الحربي الإسرائيلي يستهدف منطقة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة    بعد تعليمات الوزير.. ما مواصفات امتحانات الثانوية العامة 2024؟    مخرج «العتاولة»: الجزء الثاني من المسلسل سيكون أقوى بكتير    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 19 أبريل    شريحة منع الحمل: الوسيلة الفعالة للتنظيم الأسري وصحة المرأة    نجم الأهلي السابق يفجر مفاجأة: وجود هذا اللاعب داخل الفريق يسيئ للنادي    طلب إحاطة في البرلمان لإجبار أصحاب المخابز على خفض أسعار "الخبز السياحي"    حظك اليوم برج العذراء الجمعة 19-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سوزان نجم الدين تتصدر تريند إكس بعد ظهورها مع «مساء dmc»    محمد بركات: «فيه حاجة غلط في الإسماعيلي»    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    تقارير أمريكية تكشف موعد اجتياح رفح الفلسطينية    ملف رياضة مصراوي.. ليفربول يودع الدوري الأوروبي.. أزمة شوبير وأحمد سليمان.. وإصابة محمد شكري    مسؤول أمريكي: إسرائيل شنت ضربات جوية داخل إيران | فيديو    هدي الإتربي: أحمد السقا وشه حلو على كل اللى بيشتغل معاه    هدف قاتل يحقق رقما تاريخيا جديدا في سجل باير ليفركوزن    3 ليال .. تحويلات مرورية بشارع التسعين الجنوبي بالقاهرة الجديدة    عز بعد الانخفاض الجديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 19 إبريل بالمصانع والأسواق    شاهد.. نجوم الفن في افتتاح الدورة الثالثة ل مهرجان هوليود للفيلم العربي    منهم شم النسيم وعيد العمال.. 13 يوم إجازة مدفوعة الأجر في مايو 2024 للموظفين (تفاصيل)    تعديل ترتيب الأب.. محامية بالنقض تكشف مقترحات تعديلات قانون الرؤية الجديد    #شاطئ_غزة يتصدر على (اكس) .. ومغردون: فرحة فلسطينية بدير البلح وحسرة صهيونية في "زيكيم"    البابا تواضروس خلال إطلاق وثيقة «مخاطر زواج الأقارب»: 10 آلاف مرض يسببه زواج الأقارب    انهيار منزل من طابقين بالطوب اللبن بقنا    متحدث الحكومة: دعم إضافي للصناعات ذات المكون المحلي.. ونستهدف زيادة الصادرات 17% سنويا    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    انطلاق برنامج لقاء الجمعة للأطفال بالمساجد الكبرى الجمعة    الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال ب شم النسيم    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    أحمد الطاهري يروي كواليس لقاءه مع عبد الله كمال في مؤسسة روز اليوسف    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب سيارة على الطريق الإقليمى بالمنوفية    طريقة عمل الدجاج سويت اند ساور    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    بسبب أزمة نفسية.. فتاة تنهي حياتها بالحبة السامة بأوسيم    فيتو أمريكي يُفسد قرارًا بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«قطر الملعونة».. جهاز مخابرات عربى كشف تورط الدوحة في «تفخيخ المملكة» ونشر الفوضى في مصر.. صفقة كبرى مع صهر «ترامب» مقابل إنهاء حكم «آل سعود» وولى عهد أبوظبي يكشف الخطط
نشر في فيتو يوم 15 - 06 - 2017

بحسابات التاريخ ومعطيات الجغرافيا لا تملك الدوحة رصيدًا كافيًا يمكنها من لعب أي دور على الساحة العربية، لكن الإمارة الصغيرة أغرت نفسها بدور كبير، سعت بكل ما تملك من إمكانيات مادية وثروات نفطية إلى الانتقام مما تعتقد أنه ظلم الجغرافيا الذي وضع الإمارة في مساحة لا تتجاوز محافظة من محافظات مصر.
تورطت الدوحة في دعم ميليشيات إرهابية مسلحة؛ أملًا في وجود قوى في إقليم بائس أرهقته الحروب والأزمات الاقتصادية فاصطدمت بدول لها باع طويل وتاريخ ممتد في المنطقة، ولم تفلح أي نصائح في إعادة قطر إلى رشدها والابتعاد عن إشعال النار ونشر الفتن بدول الجوار، لكن حكام الدوحة رفضوا الاستماع لصوت العقل واستمروا في غيهم غير عابئين بما تمثله تحركاتهم المشبوهة من تهديد للأمن القومى العربى فكانت النتيجة إعلان عدد كبير من الدول العربية في مقدمتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارة الصغيرة.
ومثلت بيانات المقاطعة التي انهالت على الدوحة مع أول ضوء شمس ليوم 5 يونيو الماضى، قنابل ضوئية ألقتها العواصم العربية على الدوحة بهدف كشف المستور داخلها، وفضح الكيانات الإرهابية التي تدعمها والشخصيات المارقة التي تأويها، ووضعها في مواجهة مكشوفة أمام المجتمع الدولى.
عقب صدور البيان الأول من العاصمة البحرينية المنامة مع فجر العاشر من رمضان، والذي مثل عربة جر لقطار المقاطعة العربية لحقت بها عدد من العواصم الأخرى أكثرها فاعلية في المعادلة القاهرة والرياض وأبوظبي.
من وقتها تعيش الأمة العربية واقع أزمة غير مفهومة للعامة فجرتها تصريحات مسربة لأمير قطر تميم بن حمد، لم تحمل جديدا في محتواها بشأن معاداته للنظام المصرى وهجومه على الإمارات واعترافه بالتعامل مع إيران وإسرائيل، التصريحات التي عولت عليها الرياض في التصعيد لم تأتِ بجديد والأكثر غرابة زعم قطر اختراق وكالة الأنباء الرسمية لنشر التصريحات المنسوبة للأمير بالرغم من تماديها إلى حد كبير مع خطابات علنية منفردة ألقاها تميم في حضور قادة العالم بالأمم المتحدة وغيرها من الفعاليات الدولية.
بيانات الغضب التي انهالت على الدوحة بعدها عقدت المشهد وأدخل المواطن المصرى والعربى في حيرة واضحة بسبب التغيير المفاجئ في الموقف السعودي، واختيار الملك سلمان بن عبد العزيز العودة إلى قائمة عقوبات وشروط وضعها العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله عام 2014 ضد قطر بسبب موقفها المعادى لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، على خلفية إسقاط مشروع جماعة الإخوان وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
من الرقص إلى العراك
الخلافات التي طفت على السطح وخرجت من خلف الجدران والغرف المغلقة التي استضافت اجتماعات عدة لأمراء وملوك العرب ضد السلوك القطري، بحسب ما حصلت عليه "فيتو" من معلومات نشرتها في أعداد سابقة، حملت السبب الحقيقى للخلاف المتفجر بين دول الخليج الثلاثة وقطر، بعيدا عن مصر التي يناصبها تميم العداء دون استحياء.
صحيح أن العلاقات السعودية القطرية، عقب تولى الملك سلمان عرش البلاد، كانت راسخة وبلغت ذروتها في رقصة السيوف جمعت الملك والأمير الصغير أثناء زيارته للدوحة ديسمبر 2016، وبالرغم من التناغم الحادث بين القاهرة والرياض حاليا على واقع أزمة عزل قطر، لا يستطيع أحد إنكار ما حملته الزيارة من مكايدة لمصر عقب تسرب أنباء عن وجود أزمة مكتومة بينهما على خلفية اتفاقية "تيران وصنافير" ومواقف القاهرة المتعارضة مع المملكة في الملف السورى واليمني، والتي امتدت إلى قاعة مجلس الأمن.
وبهدف فهم أبعاد الأزمة لا بد هنا من شرح سبب قطع "حبل الود" بين الملك والأمير، وتبدل المواقف من تناغم 2016، وعراك منتصف 2017 عام تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مقاليد الحكم في أوله، والشروع في سياسة جديدة تجاه منطقة الشرق الأوسط حولت الحلفاء إلى خصوم، وكشفت نوايا كل طرف تجاه الآخر.
قمة الرياض
في سبيل رسم الجمهوريين -الذين وصل مرشحهم "ترامب" إلى البيت الأبيض- سياسة جديدة تجاه منطقة الشرق الأوسط، بدأت واشنطن بإنهاء السنوات العجاف التي سببتها إدارة الرئيس الديمقراطى السابق باراك أوباما، مع العواصم الكبرى في المنطقة وفضلت العودة إلى الحلفاء التقليديين –القاهرة والرياض- للوصول إلى إستراتيجية مرضية لجميع الأطراف تهدف لمحاصرة سرطان الإرهاب الذي تمدد وفقدت أمريكا أدوات السيطرة عليه بعد صناعة الفيروس المسبب له في المنطقة.
وقبل وصول ترامب إلى قناعة حلف –السيسي وسلمان- استقبل قادة العرب في زيارات متتالية قبل وصوله إلى السعودية نهاية مايو الماضى لعقد القمة الأمريكية الإسلامية، جاءت الاستقبالات للوقوف على الداء والدواء وتحديد العضو المصاب بغرض استئصاله قبل الإمساك بمشرط الجراح أثناء زيارته للسعودية.
توافق الجميع على أن الدولة التي ترعى الإرهاب في المنطقة وتقدم له يد الدعم المادى واللوجيستى هي قطر، وقدمت العواصم الثلاثة ملفات متفجرة بتورط قيادات قطرية على أعلى مستوى في اجتماعات سرية مع قادة التنظيمات الإرهابية وكيفية إدارة الدوحة لهذه الميليشيات المنتشرة بربوع المنطقة وطرق التواصل معها وحملت الملفات التي حصلت عليها إدارة ترامب أدلة موثقة وكافية على تورط الدوحة.
تميم وبن سلمان
وسط عاصفة ترتيب الأوراق ووضع الإدارة الأمريكية الجديدة أمام أسباب الأزمة، تمكن جهاز مخابرات عربى كبير من رصد تحركات قطرية مشبوهة من خلال شركات علاقات عامة أمريكية، وبمعاونة رموز بارزة من الحزب الديمقراطى الأمريكى، بهدف توريط السعودية وتحميلها فاتورة الإرهاب الإقليمى وكيفية تفعيل قانون –جاستا- ضد المملكة بهدف إسقاطها، المفاجأة الكبرى التي مثلت صدمة لعائلة الحكم السعودى اكتشاف تمرير أوباما لقانون معاقبة الدول الداعمة لأحداث 11 سبتمبر وعدم استغلال الفيتو الرئاسى للطعن عليه أمام الكونجرس قبل مغادرة منصبه، بتوصيات من الدوحة لحمايتها من رفع الغطاء عنها عقب رحيله بسبب تورطها في نشر الفوضى بالمنطقة لحساب الإدارة الأمريكية.
المصيبة الكبرى التي قطعت حبل الود بين الملك السعودى والأمير القطري، حصول المملكة على أدلة تؤكد تقديم تميم عرضا لمستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، بدعم الرئيس الأمريكى ماليًا بمليارات الدولارات في مشاريع البنية التحتية الأمريكية لتحقيق برنامجه الانتخابي، مقابل محاصرة الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد وتأليب الرأى العام السعودى ضده بسبب حرب اليمن، وخلق فتنة صراع على الحكم بينه وبين الأمير محمد بن نايف ولى العهد، وتحريك ملف الصراع العائلى بصحف عالمية لدفع المملكة للدخول في حرب قبلية بين المؤيدين والمعارضين لهذا الطرف أو ذاك، وقدمت الدوحة نفسها شريكا إقليميا لإدارة ترامب بمعاونة نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، كمحور بديل للقاهرة والرياض.
انتقام أمير الدهاء
الأمير محمد بن سلمان، الذي تؤهله الظروف للجلوس على كرسى العرش في البلاد، خيب ظن تميم الذي اعتقد أنه مراهق جديد في عالم السياسة وفريسة سهل اصطيادها بالابتسامات العريضة التي تخفى من الشر الكثير، ومثلت زيارته الخاطفة إلى واشنطن بهدف إنقاذ بلاده وعائلته من فخ تميم، ونجح في الأمر بتقديم الرياض في صورة جديدة بعيدة عن العنف والطائفية ودعم الإرهاب، وحمل معه مشروع السعودية 2030 الذي يحمل صورة مشرقة للسعودية سياسيا واقتصاديا ويدخلها في عالم الرفاهية الاجتماعى والديمقراطي.
مأدبة الغذاء التي جمعت بين ولى ولى العهد السعودى وترامب في البيت الأبيض، مثلت طاولة لالتهام الأزمات المكتومة ووضع الجميع أمام مرآة الحقيقة، ونجح بالفعل في انتزاع أول زيارة لترامب إلى بلاده وجاءت قمة الرياض وإطلاق مركز مكافحة التطرف "اعتدال" في صناعة ورسم مهندس السعودية الجديد والقائد الإقليمى المرتقب والذي أزعج وجوده تميم، بعدما أنفق مليارات الدولارات على مشاريع أوباما لنيل هذا اللقب.
قنابل الإمارات
على نهج الانتقام الذي اتبعه الأمير محمد بن سلمان لنزع قيادة المنطقة من المشروع التركى القطري، دخلت الإمارات مساندة للسعودية ومصر في قيادة الأمة العربية، وقدم ولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد، للمملكة معلومات تفضح الدور القطرى وتآمرها على مستقبل حكم "آل سعود"، وحصلت أبوظبى من اليمن وسوريا على معلومات مؤكدة من مصادرها تثبت تمويل "تميم" لميليشيات الحوثى في اليمن، لإطالة أمد الحرب التي يخوضها التحالف العربى وتكبيده خسائر هائلة في العتاد والأرواح بهدف تحريك الرأى العام السعودى ضد ولى ولى العهد صاحب قرار الحرب ضد ميليشيات الانقلاب.
إضافة إلى دعم قطر لميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، على أمل وصول المعارك إلى تخوم الحدود السعودية وجرها في مستنقع حرب برية مع العراق، وبحسب مصادر عربية أكدت أن معلومة فدية المليار دولار التي دفعتها قطر لتحرير أعضاء العائلة الحاكمة الذين اختطفوا في العراق التي تحدثت عنها صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، كذبة كبيرة أرادت الدوحة ترويجها بهدف التغطية على حقيقة المعلومات التي حصلت عليها السعودية، والتي تأكدت من أن أعضاء العائلة الحاكمة الذين تم اختطافهم في العراق مجرد مجموعة من ضباط المخابرات القطرية تم نقلهم إلى العاصمة الإيرانية "طهران" لترتيب تحالفات مستقبلية مع الإيرانيين ونقلوا رسائل متعلقة بالتعاون في الملف السورى واليمنى وكيفية خلق محور جديد يضم تركيا وإيران وقطر يقدم تعهدات لواشنطن بالتعامل مع إسرائيل عقب إسقاط النظام السعودى ومحاصرة مصر اقتصاديا بهدف تحريك ثورة جياع تأكل الأخضر واليابس داخلها وتجعل عودتها لأى محور إقليمى أمل مستحيل حدوثه.
اتفاق الرياض
وبحسب مصدر إماراتى مطلع تحدث ل"فيتو" بشأن الأزمة الحالية لا نية لدى الخليج للإطاحة بأمير قطر أو عزله، وأن هذه الشائعة تتعمد المخابرات التركية وتنظيم الإخوان ترويجها، خشية خروج تميم من المحور المرسوم بهدف تفزيعه ووضعه في خانة اللجوء لحماية قطر وإيران خشية التهام العواصم الخليجية الثلاثة للدوحة.
وأكد المصدر أنه قبل انطلاق القمة الأمريكية الإسلامية، قامت السعودية باستدعاء تميم وواجهته بما تملكه من معلومات قبل وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ووضعته أمام خيارين إما الدخول في المنظومة العربية والعمل على مكافحة الإرهاب أو التوقف عن الخطط التآمرية التي ينتهجها لصالح مشاريع إقليمية أخرى، وغادر أمير قطر الرياض قبل عودته مجددا لحضور قمة ترامب وسط تعهدات بالتوقف والخروج من المعادلة الإقليمية والتوقف عن دعم الإرهاب.
عقب عودة أمير قطر للرياض لحضور القمة الأمريكية الإسلامية، تبدل موقفه مجددا ورفض وضع بيانات الدوحة المتعلقة بحركة نقل الأموال تحت المنظار الدولى بهدف إثبات الجدية في مكافحة الإرهاب الإقليمى والتوقف عن دعم الميليشيات الإرهابية.
تفجر الخلاف
وأكد المصدر أن بيانات المقاطعة والعزل واللجوء للخطوات التصعيدية، تم مناقشتها في الرياض تزامنا مع القمة الأمريكية الإسلامية، واطلع عليها ولى عهد أبوظبى وملك البحرين والرئيس السيسي والملك سلمان والعاهل الأردني، وظلت البيانات موجودة في الأدراج الدبلوماسية وسط طلب الكويت فرصة للتواصل مع قطر لإقناعها بالرضوخ لبيان القمة وفرض رقابة على تنقلات الأموال في المنطقة.
وكشف أن وقت إعلان البيانات عقب فجر ال5 من يونيو، جاء بسبب اتفاق الأطراف على صدوره ومراجعة صياغته بين العواصم العربية خلال زيارة وزير الخارجية السعودى عادل الجبير إلى القاهرة مساء 4 يونيو، واتخذ القرار على صدور البيانات بمجرد عودة الجبير إلى الرياض واطلاع المسئولين هناك على النص النهائى الذي ناقشه مع الوزير سامح شكري، وتم التوافق بين العواصم الأربعة على صدوره دون تأخير عقب اطلاع القيادات العليا في الدول الأربعة على نصه.
مستقبل الأزمة
وفيما يتعلق بسؤال مستقبل الأزمة المتصاعدة، أكد المصدر أنه لا نية لدى الخليج لعزل تميم وتمكين أحد المعارضين هناك كما تزعم قطر وتركيا والإخوان، مرجعا ذلك لرفض الخليج اعتماد هذه السياسة بين عواصمها وعدم نية دول التعاون إدخال المنظومة في نفق مظلم دون جدوى.
مشيرا في السياق ذاته إلى أن ما يحدث الآن يمثل علاجا للدوحة من إدمان تمويل الإرهاب.
الدور التركي
ولم ينكر المصدر انزعاج الخليج من ممارسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وقناعته التامة بأن خطواته تهدف في المقام الأول لخدمة مشروع تركى إخواني، ولا يجد غضاضة في التعامل مع إيران بشكل علنى وخفى لتحقيقه.
لافتا إلى وجود خطة خليجية للتصعيد ضد نظام أردوغان، تبدأ بسحب الاستثمارات وحظر السياحة وربما تمتد إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وسحب السفراء، وتوقف التجارة بين الخليج وتركيا وهى إجراءات اعتبرها المصدر كافية لدفع أردوغان للتراجع عن دعمه لقطر.
بوتين في الأزمة
وعلى صعيد الدور الروسى في أزمة عزل قطر، أشار إلى أن القيادة الروسية حكيمة وتفهم جيدا في اختيار الحلفاء، وتميم شريك غير موثوق من وجهة نظر الرئيس فلاديمير بوتين، وموسكو تعى جيدا أن قطر كانت ضمن أدوات المؤامرة ضدها في سوريا، ولن تغفر موسكو للدوحة مشاركتها في مشروع خط الغاز القطرى لتمرير عبر سوريا إلى دول أوروبا الشرقية بالتعاون مع تركيا وإسرائيل.
لذا الإدارة الروسية سوف تعمل خلال الفترة المقبلة على الظهور في الأزمة كوسيط للحل يفرض على قطر أيضا القبول بشروط العرب للتوقف عن دعم الإرهاب لما يحمله الأمر من مكسب للروس في سوريا والعراق أيضا.
وفيما يتعلق بسر تضارب تصريحات الإدارة الأمريكية تجاه دعم قطر للإرهاب، شدد المصدر على أن إدارة ترامب متناغمة بالشكل الكافى فيما يخص ملف قطر وتمتلك ما يكفى من معلومات حول تورطها في دعم الإرهاب على مستوى دول المنطقة ولديها وثائق رسمية وصلت لحد صور لحقائب تم نقلها عبر طائرات قطرية إلى ليبيا وسوريا واليمن، وخلال الشهور الماضية نشطت أجهزة الاستخبارات العربية الكبرى وأجهزة الاستخبارات الغربية الفاعلة بدول المنطقة في جمع ما يكفى من معلومات مرفقة بوثائق ومستندات رسمية.
تحالفات جديدة
خلاصة القول من وجهة نظر المصدر الإماراتي: إن المنطقة تعاد بها رسم التحالفات الآن، وأمريكا اختارت العودة للشركاء التقليديين في ظل استغلال إيران لسنوات الربيع العربى وتمدد نفوذها إقليميا، واستغلال أردوغان لأزمات الإقليم كورقة على طاولة مقامرة بينه وبين الغرب، وفى سبيل تحقيق ذلك بات "إخفاء قطر" من المشهد ضرورة ملحة، والتعويل على الأربعة الكبار الآن في المنطقة لوضع حجر أساس استقرار يضمن للنفوذ الأمريكى بقاءه.
"نقلا عن العدد الورقي"...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.