هل حان الوقت لنشكر الرئيس مرسى على إبداعاته وإنجازاته العبقرية الخارقة فى قيادة الدولة وتلبيته أمنيات الشعب وتحقيق أهداف الثورة والقصاص للشهداء واستعادة أموال مصر المنهوبة ورفع معدلات الإنتاج وتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على مافيا الفساد المنتشرة فى كافة مؤسسات الدولة وإعلاء قيمة القانون والمساواة بين الجميع وتطبيق معايير العلم والخبرة فى تولى جميع الوظائف وسن حزمة تشريعات قانونية تعيد مفهوم الدولة لقلوب وعقول المصريين، وإنهاء حالة الاحتقان الطائفى والتهميش المتعمد للأقباط فى مصر. نحن الآن نعيش نهاية العام الأول من مدة حكم الرئيس ويجب مراجعته ومحاسبته ولا نطالب بأشياء استثنائية أو غير قانونية ولا نطالبه بما هو فوق طاقته ولكن نريد أن نضع البلاد على بداية طريق التقدم والازدهار وأن نشعر بأن مصر قامت بها ثورة من أجل التغيير الحقيقى . لانشكك ولا نخون فى وطنية الرئيس وحبه لمصر ولكنهما غير كافيين لإدارة دولة بحجم مصر تعيش فى أزمة حقيقية بين نظام حالى مرتبك مرتعش لا توجد لديه خبرة ولا رؤية واقعية لإدارة مؤسسات الدولة وبدلاً من طلب النصح والإرشاد يستمر فى غروره وكبريائه واستعلائه بشكل سيجعله الضحية القادمة بعد سقوط نظام مبارك، فهو يبدع فى إقصاء معارضيه وخلق معارك وهمية معهم مما أدى لحالة كراهية جعلتهم يبدعون فى إفشال بعضهم البعض، وفى النهاية الجميع خاسرون ومصر تنهار والمواطن الفقير البسيط يعيش فى جحيم . علينا جميعا أن نشكر الرئيس مرسى أنه جاء رئيسًا للبلاد فى فترة حرجة تاريخية وعمل بكل قوة على تشكيل حكومة فاشلة منعدمة الرؤية والخبرة ساهمت فى زيادة معاناة المواطنين وتركت سرطان البطالة وارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب يفترس المصريين ويقضى عليهم . علينا جميعا أن نشكر الرئيس أنه لم يستطع أن يحتوى المعارضة ويحاول إيجاد معارضة وهمية يصنعها بنفسه لتحقيق أهدافة وخططه، ويريد القضاء على المعارضة الحقيقية بتحميلها أخطاءه بل ساهم فى زيادة حالة الاحتقان بين الطرفين وأدخلنا فى صراع دينى بين نظام إسلامى ومعارضة تحارب الإسلام وترفض المشروع الإسلامى الخيالى. شكر الرئيس واجب لأنه لم يعمل على تطهير مؤسسات الدولة المختلفة بل ساهم فى فسادها باختيار رجال بلا خبرة ولا علم وميزتهم الوحيدة أنهم من رجال الرئيس ومؤيديه ولم يستخدم سلطته فى سن تشريع يحدد كيفية تولى الوظائف والمناصب وتحديد سن المعاش وكافة الأمور الإدارية، ليعمل على تطوير البلاد والأدلة كثيرة منها أن أغلب وزارات مصر تعيش حالة من التوريث غير عادية وهو لا يحارب ذلك فى القضاء والإعلام والخارجية وغيرها من مؤسسات الدولة، ولك أن تتخيل أن يقوم الرئيس بزيادة رواتب أعضاء هيئات التدريس بالجامعات بعد غلقهم 6 جامعات وطرد الطلاب من الامتحانات وبدلا من معاقبتهم، يعمل الرئيس على زيادة رواتبهم وغيرهم وغيرهم . شكر الرئيس واجب على تفريطه فى حقوق الشهداء والمصابين وعدم البحث عن الجناة الحقيقيين وتقديمهم للمحاكمات بدلا من محاكمات وهمية لا قيمة لها وعلاج المصابين بدلا من تركهم يستغيثون بدول أخرى مثل إسرائيل لعلاجهم . شكراً سيادة الرئيس مرسى بعد أقل من عام من حكمك جعلت بعض المصريين يترحمون على أيام مبارك ويتمنون عودته ولك أن تتخيل هذا الشعور فهو رسالة لك يرسلها الجميع وعليك أن تتعلم الدرس وإلا فمبارك ينتظرك تشاركه السجن. مصر كلها فى طريقها لشكر الرئيس مرسى بالطريقة المصرية المعروفة عندما يبدع مواطن فى الفشل والاستعلاء والغرور وينسى أن السلطة زائلة والأوطان باقية. [email protected]
