منذ اللحظة الأولى لظهورها على شاشة التليفزيون في المسلسل الرمضاني "لأعلى سعر" أصابتنا الفنانة زينة بحالة من الذهول والاستفزاز، بل أجبرتنا على كرهها والاشمئزاز منها من خلال إبداعها في تجسيد شخصية "ليلى" صديقة الفنانة نيللي كريم والتي تشاركها البطولة. تصدمنا زينة في أولى حلقات المسلسل بتدبيرها لمؤامرة خطيرة ضد والد صديقة عمرها "جميلة"، والتي تجسدها الفنانة نيللي كريم، مؤامرة كادت أن تُنهي حياة والد صديقتها، فعلت كل ذلك لتمنع صديقتها راقصة الباليه من سفرها إلى الخارج بعد اختيارها كأفضل راقصة باليه، لم نتوقع كل ذلك الحقد الذي جسدته زينة ببراعة مُلفتة، لم نستوعب أن غيرتها من صديقتها التي تعيش حياتها ببساطة شديدة، قد تدفعها إلى تدبير مثل هذه المؤامرات التي أدت إلى تدمير حياتها، لم تكتفِ زينة بتدمير مستقبل صديقتها العملي، بل تغلغلت إلى داخل حياتها الشخصية وقامت بخيانتها مع زوجها، قامت زينة من خلال الشخصية التي تجسدها في مسلسل "لأعلى سعر" بتدمير حياة صديقتها العملية والزوجية، دون وجود أي أسباب تدفعها إلى ذلك. الغريب في الأمر أن شخصية ليلى التي تجسدها زينة في المسلسل تعيش مستوى اجتماعيًا مرموقًا كما كانت تردد دائمًا "أنها بنت سفير"، لم تكن تشعر بأي نقص اجتماعي أو مادي؛ ولكنها كانت دائما تشعر بغيرة وحقد تجاه صديقتها التي اعتبرتها أكثر من صديقة، نفسيتها المريضة كانت تدفعها دائمًا للنظر إلى ما تمتلكه صديقتها حتى لو كان هذا الشيء لايُذكر، كانت تشعر دائمًا أنها هي الأحق بامتلاك كل الأشياء التي تمتلكها صديقتها حتى ولو كانت بسيطة. لم تعطنا زينة فرصة، ولو لحظة واحدة للتعاطف معها، بل كانت كل لحظة تدفعنا إلى كرهها أكثر وأكثر فقد كانت تخطط دائمًا لكل ماتفعله، أي كانت على دراية كاملة بكل ما تريد فعله ضد صديقتها. بمزيد من الحقد والغيرة والكره تستمر ليلى وهي الشخصية التي تجسدها زينة في مسلسل "لأعلى سعر"، في تدمير صديقتها دون الإحساس بأي ذنب تجاهها، كانت دائمًا تشعر بالانتصار والرغبة في مزيد من الأذى. الدور الذي جسدته زينة الصديقة الخائنة لصديقتها جعلنا نُصاب بخيبة الأمل، أصابنا بحالة من الفزع؛ لأن كل مافعلته في السياق الدرامي، أصبح أمرًا سائدًا في واقعنا، جعلنا نقلق ونعيد التفكير في من نصادقهم، جعلنا نتساءل، هل وصل مستوى صداقاتنا إلى هذا الحد؟. فتحت زينة أعيننا على حقائق مُرة على مفاهيم ضاعت معانيها في هذه الأيام، عن الصداقة التي أصبحت دائما في حالة من الانحدار، أكدت لنا من خلال كمية الحقد والكرة التي تكنه لصديقتها على أننا في حالة فقدان دائم لكل المفاهيم الصادقة في حياتنا، شخصية ليلى والتي جسدتها زينة بكل براعة في المسلسل كانت تكره أن ترى صديقتها سعيدة حتى لو بأبسط الأشياء فقررت أن تقتل كل شيء يسعدها. سيطرت حالة من الإحباط الشديد على جميع من شاهد الحلقات الأولى من مسلسل "لأعلى سعر" جميعنا ذهل من حالة الانتقام المستمر لصديقتها، الأمر الذي جعلنا نتأكد من انهيار مفهوم الصداقة في الواقع والدراما، جعلنا أيضا نتأكد أن مفهوم المصلحة الذي سيطر على قيمة الصداقة قضى على مفهومها تمامًا. حالة الفزع والنفور التي أصابتنا بعد مشاهدة دور زينة في مسلسل "لأعلى سعر"، مست قلوبنا جميعًا، فكل منا صادفه صديقة تشبهها بتفاصيلها المختلفة، كُرهنا للشخصية كان بمثابة كُره وانتقام لكل من أذانا من أشباه الأصدقاء، كلا منا ينتظر لحظة الانتقام منها، وكأننا نريد أن ننتقم من كل أصدقائنا الخائنين. إلى أن ظهرت طاقة النور والأمل مرة أخرى من خلال شخصية "سارة" التي تجسدها الفنانة حنان مطاوع في مسلسل "حلاوة الدنيا"، والتي أعادت لنا الأمل مرة أخرى في مفهوم الصداقة التي أنهته لنا زينة، حيث تقوم حنان مطاوع بدور الصديقة الصادقة الحنونة الأمينة على صديقتها أمينة مريضة السرطان، والتي تقوم بدورها الفنانة هند صبري. حنان مطاوع جعلتنا ننبهر بالدور الذي تقدمه، تعشق صديقتها إلى حد الجنون، تتعامل معها بكل حب وصدق تدفعها دائمًا للأمام تتمنى لها دائما كل الخير، حنان مطاوع في هذا الدور أثبتت لنا أن الدنيا لسه بخير. كل من زينة وحنان مطاوع أدى دوره ببراعة شديدة، فقد جعلتنا زينة نكرهها من خلال براعتها في تجسيد دور الصديقة الخائنة، وأعطتنا حنان مطاوع رسالة أكثر من رائعة للصديق الصالح الأمين، وأكدت لنا أن "الصديق رزق". شكرًا لشخصية "سارة" التي قدمتها لنا الفنانة حنان مطاوع في حلاوة الدنيا، ولتذهب شخصية ليلى التي جسدتها لنا الفنانة زينة إلى الجحيم، شكرًا لهم مرة أخرى لأنهم جعلونا نعيد التفكير مرة أخرى فيمن حولنا.