إعلاء القيم الإسلامية والمسيحية يحمى الوطن من الانحراف والتكفير والتطرف الأزاهرة الأجدر بتجديد الخطاب الدينى.. وأعضاء اللجنة يدعموننى كونها نائبة قبطية لم يمنعها من الدفاع باستماتة عن الأزهر الشريف الذي يتعرض حاليا لحرب ضروس، لا سيما بعد الجدل الذي أثاره مشروع القانون الذي يعتزم النائب محمد أبو حامد، عضو المجلس، تقديمه لتنظيم عمل الأزهر، ودعا فيه لمحاسبة الإمام الأكبر. النائبة أمانى عزيز، وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف في مجلس النواب، رفضت المساس بأى حال من الأحوال بقيمة ومقام شيخ الأزهر الشريف، مشيرة إلى أن الأزهر قيمة وقامة علمية كبيرة ليس في مصر وحدها، وإنما في العالم أجمع. وأكدت في حوار مع «فيتو» أن مشروع القانون، مشيرة إلى أن الأزهر الشريف أدرى بشئونه يكيفها كيفما يشاء.. وإلى نص الحوار: في البداية ما موقفك من مشروع قانون إعادة تنظيم الأزهر المقدم من النائب محمد أبو حامد؟ هذا القانون مرفوض جملة وتفصيلا. وهل هذا موقفك أم موقف اللجنة التي تتولين فيها منصب الوكيل؟ هذا رأيى الشخصي، ولا أظن أن أحدا يقبل إهانة منصب شيخ الأزهر، لا سيما أن الدكتور أحمد الطيب، قامة علمية كبيرة ومشهود له بالمواقف الوطنية. وما السبب الرئيسى وراء تعديل القانون رقم 103 لسنة 1961، بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها؟ هذا المشروع يعد تطاولا على رأس أكبر قيمة علمية في مصر والعالم، خاصة بعد الحديث عن إحالته للتحقيق، وتوجيه اللوم له، وأيضا إحالته للصلاحية. وهل بالفعل كما يدعى البعض أن الأزهر الشريف فشل في تجديد الخطاب الديني؟ من خلال تعاملى مع مشايخ الأزهر الشريف وكبار العلماء، وهم أشخاص على قدر المسئولية، ولديهم قدرة كاملة على تجديد الخطاب الديني، بل هم أجدر الناس للاضطلاع بهذه المهمة أقول: لا.. هذه افتراءات. وكيف ترين وأنتِ سيدة قبطية فصل الكليات الأدبية عن الكليات العلمية في جامعة الأزهر وفقا لنصوص مشروع قانون «أبو حامد»؟ هذا غير منطقي، لأنه يفرغ الجامعة من أهدافها، خاصة أن هناك جامعات كثيرة على مستوى الجمهورية، ومن يريد الالتحاق بها فليلتحق، أما جامعة الأزهر بهذه الرؤية فستفرغ من محتواها، والهدف الذي أنشئت من أجله. برأيك هل تتوقعين تمرير مشروع القانون في هذا الشكل؟ لا يمكن البت في ذلك، إلا أن هناك عددا لا بأس به من النواب يرفضون المساس بشيخ الأزهر، لا سيما وأن الأزهر الشريف قلعة علمية ليست في مصر وحدها وإنما منارة علمية عالمية، ومن غير المقبول التدخل في شئونها على الإطلاق. معنى ذلك أنك ترفضين منح الرئيس سلطة اختيار شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء؟ الأزهر الشريف مؤسسة مستقلة لا يجب التدخل في شئونها، ولا يحق للبرلمان أن يقحم نفسه في شئون الأزهر أو هيئة كبار العلماء، لأنهم أدرى بشئونهم، وإن كان علينا أن نواجه التطرف والعنف الدينى علينا أن ننظر إلى المقررات التعليمية. وما تفسيرك للهجوم المستمر على الأزهر في الفترة الأخيرة من جانب بعض المؤسسات الإعلامية؟ قد يكون السبب في ذلك فئة محدودة جدا من المنتسبين إلى الأزهر، ولكن الواقع يؤكد أنه يتم مواجهتهم بقوة كما حدث في أزمة الشيخ سالم عبد الجليل. وما تعليقك فيما يثار بأن المسيحيين يتهمون الأزهر بالدفاع عن التطرف والإرهاب؟ لا يوجد مسيحى واحد في مصر أو خارجها يتهم الأزهر بذلك، ولكن هناك بعض الدول تسعى للوقيعة بين المصريين المسلمين والمسيحيين، ولكن لن يفلحوا لأن مصر منذ ثورة 1919 وبعد تعانق الهلال مع الصليب يعيش أهلها في مودة وسلام. وكيف لنا أن نواجه تلك الافتراءات؟ علينا التكاتف جميعا من أجل مواجهة هذه الأفكار المتطرفة، وإعلاء قيمة الإسلام الوسطى السمح وكذلك الدين المسيحي، وأن مصر قائمة بقطبيها مسلمين ومسيحيين، فضلا عن عدم السماح لأى أذرع خارجية ببث الفتنة بين المصريين. وهل ترين بالفعل أن الأزهر الشريف قادر على تجديد الخطاب الدينى بشكل أفضل؟ بالفعل جوانب تجديد الخطاب الدينى أمور كلها يستطيع الأزهر القيام بها، أفضل من البرلمان، خاصة أن الأزهر لديه أهداف علمية كبيرة، ولديه القدرة اختيار العلماء القادرين على تجديد الخطاب الديني، والقضاء على الأفكار المتطرفة وغير المقبولة. وماذا عن دور البرلمان في هذا الشأن؟ البرلمان دوره يقف عند الطلب والتوصية وهم ينفذون، ولكن من غير المقبول أن يتم توجيه الأوامر لهم في أي شأن. وهل تجديد الخطاب الدينى يتوقف عند الأزهر الشريف؟ مناهج التعليم هي الأساس الأول لمواجهة التطرف والإرهاب، فليس من المقبول أن يكون هناك في مواد القراءة لطلاب التعليم الأساسي، آيات قرآنية يجبر الطالب المسيحى على حفظها. وكيف ترين العلاقة بين شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني؟ علاقة قوية قائمة على الاحترام المتبادل وهناك تواصل دائم وتعاون وتوافق مستمر من أجل المصلحة العليا للبلاد، وهو ما تحتاجه مصر في المرحلة الراهنة من تضافر كافة الجهود من أجل مواجهة الإرهاب والأفكار الإرهابية المتطرفة. وماذا عن زيارة بابا الفاتيكان الأخيرة للقاهرة واللقاءات التي تمت مع شيخ الأزهر والرئيس والبابا تواضروس؟ الرسالة كانت هدفها السلام من أرض السلام مصر، وجاءت في توقيت هام في ظل ما تتعرض له مصر من هجوم خارجي، والجميع أشاد بالزيارة داخليًا وخارجيًا. كأول قبطية تتقلد منصب وكيل اللجنة الدينية في البرلمان.. ما تقييمك لهذه التجربة؟ تجربة جميلة بالنسبة لى على المستوى الشخصى وهى رسالة للعالم كله بأن تتولى وكالة اللجنة الدينية في البرلمان المصرى سيدة قبطية، وتعكس مدى التسامح والتفاهم بين قطبى الأمة. كما تشرفت بالعمل مع قامات علمية دينية وعلى رأسهم الدكتور أسامة العبد، والجميع وقف بجانبى وساندنى واستفدت منهم كثيرا.