«عبدالمجيد الزندانى» اسم برز مؤخرًا على الساحة المصرية، ليؤكّد أن جماعة «الإخوان المسلمين» سلَّمت حكم مصر إلى قبضة «التنظيم الدولى للإخوان». فالشيخ الزندانى بات يتدخّل فى كل كبيرة وصغيرة ويدس أنفه فى شؤون مصر الداخلية، ففى الوقت الذى اكتفى فيه الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بالتأكيد أن مصر تستطيع مساعدة اليمن فى إعادة هيكلة مصالحها ووزاراتها كان الزندانى هو مَن يقوم بهيكلة مصر! الزندانى بات لغزًا محيّرًا للغاية فى زمن «الإخوان»، فالرجل فتح قنوات اتصال مباشرة مع العديد من مشايخ وعلماء الأزهر الشريف، لإثنائهم عن دعم الدكتور أحمد الطيب الإمام الأكبر وشيخ الأزهر الشريف، ولدعوتهم للتوقف عن الهجوم على الإخوان. وحينما فشلت مساعى الرجل الطيبة لتحقيق أهدافه بدأ فى التحوّل إلى لغة «التهديد»، ليوجّه عبرها رسائل حاسمة لهؤلاء المشايخ، مفادها «كفّوا عن الهجوم على الجماعة وهذا لمصلحتكم»، بل زاد فى ذلك، وأخبر بعض المشايخ أن هذا يعد تهديدًا واضحًا، وإن لم يكفّوا عن الوقوف ضد رغبات وأهداف الإخوان فإن عليهم أن يواجهوا مصيرهم وأنهم لن يستطيعوا تحمّل هذا المصير. ليس ذلك فحسب، فوفقًا للمعلومات فإن الزندانى هو مَن يقود معسكرات تدريب شباب الإخوان المسلمين فى وادى «أرحب» اليمنى. وهذه التدريبات عسكرية من الدرجة الأولى ويخضع فيها شباب الإخوان من مصر ومن مختلف دول العالم لتدريبات متقدمة وعنيفة جدًّا، وبعضهم يعود إلى مصر لحماية حكم الإخوان، وينتقل بعضهم إلى سوريا للانضمام إلى الجيش الحر وإسقاط بشار الأسد. و«أرحب» البوابة الشمالية للعاصمة اليمنية صنعاء، وتتربع على هضاب الجزء الشمالى لها وتبعد عنها نحو 25كم، وتقع تحت السيطرة الكاملة للزندانى وكتائبه. وهى المنطقة التى سكنها التبابعة اليمانيون، وتفننوا فى توزيع تضاريسها المعمارية، وتقاسيم مدنها ومناطقها وقراها. وأشهر جبالها هو جبل الصمع المطل على مطار صنعاء الدولى، وفيها عدة أودية أهمها وادى الخارد والذى يوجد فيه نهر الخارد. والوادى يعد مرتعًا لرجال تنظيم القاعدة فى اليمن الذين يحظون بدعم من الزندانى، وأطلق على هذا الوادى بين السكان لقب «وادى الذئاب». ومن المعلومات التى أكدتها بعض المصادر ل»فيتو»، أن الزندانى يرتبط بعلاقة وطيدة بالثلاثى محمد مهدى عاكف المرشد العام السابق للإخوان، والمهندس خيرت الشاطر والدكتور محمود عزت نائبَى المرشد الحالى للجماعة. والشيخ عبد المجيد بن عزيز الزندانى، هو سياسى وداعية يمنى، وهو المؤسس لجامعة الإيمان باليمن ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة فى مكةالمكرمة ورئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمنى للإصلاح وأحد كبار مؤسسى جماعة الإخوان المسلمين فى اليمن. ولد الزندانى فى قرية الظهبى فى مديرية الشعر من محافظة آب إحدى محافظات الجمهورية اليمنية فى عام 1942م، ولكن أصله يعود إلى مديرية أرحب الكائنة فى محافظة صنعاء، تلقّى التعليم الأولى فى الكُتّاب -إبان الحكم الإمامى فى اليمن- ثم فى عدن وأكمل الدراسة النظامية فيها. وبعدها خرج لمواصلة الدراسة الجامعية فى مصر، وهناك التحق بكلية الصيدلة ودرس فيها لمدة سنتين ثم تركها، وأخذ يقرأ فى علوم الشريعة ويتبحّر فيها وتسنّى له الالتقاء بأكابر العلماء فى الأزهر الشريف، وكذا الطلاب اليمنيين فى مصر وعلى رأسهم الأستاذ الزبيرى، وكذا الشيخ عبده محمد المخلافى، وفتحت للشيخ آفاق واسعة فى فهم نصوص الشريعة الغراء. وخلال وجوده فى مصر كان له اتصال بجماعة الإخوان المسلمين، وتأثّر بهم لما كان يرى فيهم من الإخلاص الدينى والرغبة فى خدمة الدين، فاتصل بهم وبنشاطاتهم، مما أدّى إلى اعتقاله من قبل السلطات المصرية وفصله من الجامعة وطرده من مصر. شارك الزندانى فى الجهاد الأفغانى فى الثمانينيات، وذلك عن طريق دعوة الشباب اليمنى للمشاركة فى الجهاد ضد الشيوعية السوفييتية.. وتتهم الحكومة الأمريكية الشيخ بدعم الإرهاب وصلته بالعديد من الإرهابيين بسبب مشاركته فى الجهاد الأفغانى.