في الجمالية التي تبعد عن مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية نحو 50 كيلو مترا، ولد الأب الروحي للجماعات الإسلامية الشيخ "عمر عبد الرحمن" في 3 مايو عام 1938، وفقد بصره بعد عشرة أشهر من ولادته. "فيتو" انتقلت إلى مسقط رأسه بشارع دمياط في مدينة الجمالية، وزارت المنزل الذي ولد فيه، وأصبح اليوم مهجورا ومغلقا بسلال حديدية منذ عشرات السنوات. أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، أعلنت يوم السبت الماضي، عن وفاته داخل أحد السجون الأمريكية، أثناء قضائه لعقوبة السجن مدى الحياة إثر إدانته ب"التورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك"، والتخطيط لشن اعتداءات أخرى بينها مهاجمة مقر الأممالمتحدة في عام 1993 وقضى منها ما يقرب من 23 عامًا. أهالي منطقة "عمر عبد الرحمن" أكدوا أنهم لم يلتقوه منذ عشرات السنين، ووقت تواجده كان يتبنى الفكر الديني المتشدد خاصة في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وروج لذلك في خطبه بالمساجد. وزارت "فيتو" المقبرة التي سيدفن بداخلها الأب الروحي للجماعات الإسلامية، التي أجرت فيها أسرته الاستعدادات اللازمة لدفنه. وقال شمس الدين أحمد ابن شقيق عمر عبد الرحمن: " كان يأتي المنزل وأنا صغير وكنا نتجمع في جلسة عائلية ولم نتحدث فيها عن أي شيء سوى الأمور العائلية فقط، مؤكدا أنه لم يدعم الأفكار المتشددة التي كان يؤمن بها عمه". وأضاف: "كنت أرى وتأكدت أن هذه الأفكار كانت تدعو لخراب مصرنا الغالية ولذلك كنت مؤيدا لثورة 30 يونيو لأنني شعرت أن حكم الإخوان كان خطرا على مصر". وبالرغم من تحدث الأهالي معى واستغرابهم لموقفي بأنني نجل شقيق عمر عبد الرحمن زعيم الجماعات الإسلامية إلا إنني قمت بجمع استمارات تمرد ضد محمد مرسي وأغلقت المحل الخاص بى وذهبت للجلوس أمام وزارة الدفاع من 21 يونيو إلى يوم 30 يونيو بعد نجاح الثورة وانتهاء حكم الإخوان". وأكد "شمس الدين"، أنه لم يعلم عن عمه شيئا طوال فترة احتجازه في أحد سجون أمريكا، وكان يعرف أخباره الصحية عن طريق أبنائه، مؤكدا على أن التواصل معهم لم يكن بشكل مستمر، موضحا أن أولاد الشيخ كانوا دائما خارج البلاد منهم من سافر إلى أفغانستان وآخر إلى قطر والأخير إلى الصين. وتحدث الحاج محمد قاسم، الذي يبلغ من العمر 70 عاما، أحد المقربين من الشيخ عمر عبد الرحمن، قائلا: "الشيخ عمر لم يكن ينتمى إلى جماعة الإخوان وعلاقتى به أثناء تواجده في الجمالية أننا كنا نقرأ القرآن له وكذلك بعض الكتب الخاصة لأنه كان ضريرا". وأضاف: "لم أعلم عنه شيئا منذ احتجازه ونتواصل مع أولاده في الوقت الحالي لمتابعة إجراءات عودة الجثمان الذي من الممكن أن يأتي يوم الأربعاء المقبل، وسيتم تشييع الجنازة من المسجد الكبير بالمدينة".