بدعوة من صديقى «عادل الطريفى»، وزير الثقافة والإعلام السعودى، حضرت فعاليات مهرجان «الجنادرية»، وهو مهرجان وطنى للتراث والثقافة تقيمه السعودية سنويًا وتدعو له أمثالى من المثقفين من مختلف دول العالم. كانت مصر هذا العام هي ضيف شرف المهرجان.. لذلك كان الصديق الجميل «حلمى النمنم» وزير الثقافة المصرى على رأس وفد من المثقفين المصريين هناك. على مائدة العشاء التي أعدها لنا «الطريفى» فوجئ بى صديقى حلمى النمنم.. فأنا لم أكن ضمن الوفد المصاحب له.. فزيارتى كانت بدعوة خاصة. تصافحنا وعبر كل منا عن امتنانه للآخر.. وبعد العشاء وانتهاء الرسميات قال لى: طبعا ياعم.. يابخت من كان الطريفى صاحبه قلت: علشان تعرف بس إننا دايسين في أي حتة.. ومش منتظرين إننا نسافر على نفقة الدولة قال: كلنا هنا على نفقة السعودية زيك تمام ياست سطوطة قلت: هي البلد خلاص مابقاش فيها فلوس للدرجادى؟! قال: بالعكس.. مصر غرقانة في بحيرة فلوس قلت: أُمال الحكومة بتاعتك منشفاها على الشعب ليه قال: كل الإجراءات اللى بتعملها الحكومة علشان مصلحة الشعب.. ولازم ندارى على شمعتنا قلت: يعنى غلاء الأسعار.. وغياب السلع.. ونقص الأدوية.. والجنيه اللى مابقاش يشترى بيضة.. كل دا علشان خاطر الشعب؟! قال: بالضبط كدا.. بس الكلام دا مش للنشر.. شوفى ياستى.. أنا هحكيلك حكاية وانتى هتفهمى منها كل شيء! (كان فيه صديقان.. قررا أن يصعدا على سطح ناطحة سحاب عالية جدًا ليرسما لوحات جميله.. صعد الصديقان وبدأ كل منهما في رسم لوحته.. وعندما انتهى أحدهما من رسم لوحته وضعها أمامه على سور مرتفع.. ثم رجع إلى الوراء ليتمعن فيها وفى تفاصيلها الجميلة.. فأعجبته جدًا وأخذ يواصل الرجوع إلى الوراء ليشاهد المزيد من التفاصيل وتعجبه أكثر وأكثر كلما رجع.. إلى أن وصل إلى حافة سطح العمارة دون أن يدري.. وفجأة انتبه صديقه لما يحدث.. ولكنه خاف أن يصرخ لينبهه بصوت مرتفع فيرتبك من النداء ويسقط من السطح.. فكر سريعًا ثم أخذ علبة الألوان الخاصة به وسكب جميعها على لوحة صاحبه الجميلة فتشوهت جميع ملامحها وتفاصيلها.. وهنا ركض صاحب اللوحة باتجاه لوحته وهو يصرخ لماذا فعلت هكذا يا بنى آدم؟ فأجابه صديقه: لو سّكت وتركتك في إعجابك بلوحتك الجميلة لكنت مّيت الآن أسفل العمارة!). قلت: لا والنبى؟!.. وأنا أفهم من الحكاية دى إيه؟! قال: الشعب المصرى بعد أن قام بثورتين أزاح من خلالهما نظامين أصابه نوع من الغرور.. وأحلامه بدأت تشطح منه وانفرط عقده.. فكان لازم حد يفوقه ويرجعه لصوابه وينقذه من نعرة الزهو بنفسه قبل أن يغرق نفسه بنفسه. قلت: يعنى العيشة الضنك اللى إحنا فيها دى كلها فوتوشوب.. قال: أي نعم.. إحنا غرقانين في الخير.. والأزمات دى كلها من صناعة الحكومة علشان الشعب يفوق. قلت: أنا برضه كنت أسأل نفسى.. هي الحكومة قلبها بارد كدا ليه والشعب بيصرخ من الأزمات.. أتاريها أزمات كدا وكدا.. سبحان الله ياجدع!