سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى المؤتمر الدولى للمانحين بالدوحة لإعادة إعمار دارفور.. قطر تؤكد دعمها الكامل للمشروع التنموى.. والعربى يناشد المشاركين المساهمة بشكل فاعل لتعزيز الاستقرار.. وأوغلو يحذر من الانزلاق للحروب والدمار
افتتح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرى، اليوم الأحد بالدوحة، أعمال المؤتمر الدولى للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية فى دارفور. حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر - حسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية - على عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السودانى، وأحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء والشركاء الإقليميون والدوليون لسلام دارفور وممثلو الدول المانحة والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية المعنية. وأكد حمد بن جاسم - فى كلمته خلال المؤتمر - دعم قطر الكامل للمؤتمر الدولى للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية فى دارفور وحرصها الشديد على أن يخرج المؤتمر بنتائج تكون فى مستوى تطلعات وطموحات أهل دارفور. ومن جانبه، ناشد الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية كافة المشاركين فى المؤتمر الدولى للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية فى دارفور -المنعقد حاليا بالدوحة- المساهمة المادية بشكل فاعل للسودان لتعزيز فرص الاستقرار والسلام بشكل كامل فى ولايات دارفور الخمس. وقال الدكتور العربى - فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اليوم - "إن نشر السلام واستعادة الاستقرار يقوم على اتفاقات السلام من جانب وكذلك على دعم البنية التحتية والاقتصادية والتنموية من جانب آخر".. مضيفا "أنه ليس من الصواب رهن معاجلة الأوضاع الانسانية والتنموية بالانتهاء من التسويات السياسية". ودعا كافة الأطراف السودانية إلى نبذ العنف وعدم الاحتكام إلى السلاح والأخذ بلغة الحوار كمنهج وحيد واللحاق بركب السلام والتنمية فى دارفور. وأكد أن مؤتمر المانحين الذى بدأ بالدوحة اليوم يدعم الجهود السياسية والدبلوماسية التى بذلت على مدى سنوات طويلة مع الفعاليات السودانية المختلفة من حكومة ومعارضة والشركاء الدوليين والتى أثمرت عن اتفاقا يرسخ السلام فى دارفور. وقال العربى إن هذا الاتفاق الذى وقعت عليه الأطراف فى يوليو 2011 أصبح منذ ذلك التاريخ عنوانا للسلام المنشود .. داعيا كافة الفصائل الدارفورية للانضمام لهذا الاتفاق فى أقرب وقت. ولفت إلى أن الفقر والأثار السلبية للجفاف والتصحر هى من مسببات أزمة دارفور "التى تتطلب تضافرا فى الجهود الدولية والاقليمية لمساعدة السودان بانشاء بنية تحتية اقتصادية واجتماعية صلبة فى الاقليم تكافح الفقر وترد الحقوق وترفع المظالم". وأشار الدكتور العربى إلى أن المشاركة الفاعلة فى هذا المؤتمر أمر توجبه الاعتبارات الانسانية والضرورات الاقتصادية والاجتماعية ويتسق مع الاهتمام الدولى الكبير نحو إنهاء الازمة فى دارفور . وتطرق الى جهود جامعة الدول العربية على الصعيد السياسى والتنموى فى دارفور .. مبينا أن مسألة إعادة الإعمار والتنمية فى دارفور ظلت من أولويات العمل العربى المشترك فى السودان . وقال إن الجهد العربى ساهم فى إعادة تأهيل 100 قرية و250 مركزا خدميا و80 مركزا صحيا و75 محطة مياه بالاضافة إلى توفيرالخدمات الاجتماعية المناسبة. ونوه فى ختام كلمته بدعوة الرئيس السودانى جميع الأطراف لحوار جامع وجاد ، كما ثمن خطوة الافراج عن المعتقلين السياسيين واعتبرها مؤشرا إيجابيا على السلام وحث المجتمع الدولى على بذل المزيد من الجهود لترسيخه. قال بكير بوزداغ نائب رئيس مجلس الوزراء التركى فى كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولى للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية فى دارفور الذى بدأ اليوم "إن تركيا تدعم جميع الجهود التى تبذلها الحكومة السودانية والجامعة العربية والاتحاد الافريقى والامم المتحدة وكافة الشركاء لتأسيس حل عادل وشامل فى دارفور". وأضاف بوزداغ أن تركيا تؤكد دعمها الكامل لجهود تحقيق السلام والاستقرار والتنمية فى اقليم دارفور السوداني. وأكد نائب رئيس الوزراء التركى -وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء القطرية- دعم بلاده الكامل لتطبيق الوثيقة التى كانت ثمرة مسيرة سلام الدوحة.. داعيا بقية المجموعات المسلحة بدارفورالتى لم توقع بعد على الوثيقة إلى التوقيع عليها فى أسرع وقت ممكن بهدف إتخاذ الخطوة المهمة لتعزيز السلام فى الإقليم " . واعتبر بوزداغ أن هذا المؤتمر مرحلة مهمة لحل الأزمة فى الإقليم التى بدأت قبل عشر سنوات.. داعيا الدول المانحة إلى الاضطلاع بدورها فى موضوع التمويل. وأكد دعم الحكومة التركية للمؤتمر وما يصدر عنه من توصيات، وقال "سيتم تقييم المشاريع المقترحة من السودان من أجل أن يكون لنا دور فى إرساء الاستقرار والسلام فى دارفور".. لافتا إلى جهود بلاده فى دعم السلام والاستقرار والتنمية بالإقليم على مدى السنوات الماضية. ومن جانبه، قال البروفيسور أكمل الدين إحسان اوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى إن انعقاد المؤتمر الدولى للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية فى دارفور يشكل بداية فصل جديد فى مسيرة دارفور ويعطى املا جديدا لسكان الإقليم الذى عانوا سنوات جوع وخوف. وأضاف أن انعقاد هذا الحدث يفرض تحديا كبيرا على المجتمع الدولى ذلك أن خطوات السلام التى تتسارع فى دارفور تحتاج إلى دعم دولى حاسم من أجل تعزيز التنمية وإعادة البناء بما يجعل من السلام خيارا اوحدا لمواطنى دارفور ويمنع الانزلاق مرة اخرى للحروب والدمار. ووجه أوغلو -خلال المؤتمر- نداء للحركات المسلحة التى لم توقع بعد على اتفاق سلام دارفور فى الدوحة أن تستمع الى صوت الحكمة والعقل بالانضمام إلى اتفاقية سلام الدوحة بما يحقق خير أهل دارفور.. مؤكدا أن هذه الاتفاقية مازالت تشكل الإطار الأنسب لكل من يرغب فى تحقيق السلام فى الإقليم حيث نجحت "الاتفاقية" فى دفع مسيرة التنمية والبناء والاستقرار . وأوضح أن انعقاد هذا المؤتمر لا يعنى أن السلام والأمن قد استتبا تماما فى كل ربوع دارفور فما زال ينتظر الحكومة السودانية والسلطة الإقليمية مجهود كبير من أجل بسط الأمن ومد جسور التواصل والحوار مع ما تبقى من حركات مازالت تراهن "للأسف" على خيار السلاح والحرب. وأضاف أن الحكومة السودانية وشركاءها مازال ينتظرهم استيفاء كامل متطلبات اتفاقية السلام وتنزيل نصوصها إلى أرض الواقع إلى جانب وقف الانفلات الأمنى وتعزيز التعايش بين القبائل وتوفير البيئة المناسبة للتنمية.