استيراد المواد المتفجرة لابد أن يخضع لرقابة شديدة من الجهات الحكومية وتشريع قوانين تجرم الاستخدام السيئ لها واجب غياب المختصين والرقابة على أسواق المواد الكيميائية سبب الأزمة تعودت أسماعنا وأبصارنا على سماع أخبار الانفجارات ومشاهدة آثارها المدمرة وضحاياها عبر التليفزيون في الفترة الأخيرة بسبب تكرارها، وآخرها حادثا "تفجير كمين الهرم" و"الكنيسة البطرسية بالعباسية". ولعل أول طرق مواجهة هذه الظاهرة هو منع وصول المتفجرات إلى المتطرفين والمجرمين الخارجين على القانون، بالإضافة إلى منع تداول المواد التي تستخدم في صناعة المتفجرات. وعن المواد المتفجرة التي تدخل في صناعة المتفجرات وكيفية تعامل الإرهابيين معها، أكد الدكتور طه الدبس، أستاذ الكيمياء بكلية العلوم بجامعة القاهرة، في حوار مع «فيتو» أن طرق صنع المتفجرات أصبحت متوفرة على الإنترنت بسهولة، موضحا أنه يمكن لأى شخص صنع قنابل بدائية... وإلى نص الحوار: هل تتوافر المواد التي تدخل في صناعة المتفجرات أم أن البعض منها محظور استخدامه؟ غالبية المواد الكيميائية متوفرة في أماكن كثيرة، ولكن هناك مادة مثل النترات عليها حظر أمني ولا يتم صرفها إلا بموافقة الجهات الأمنية لخطورتها وقدرتها التفاعلية. هل هناك شروط وسمات معينة للأشخاص القادرين على صناعة قنبلة باستخدام تلك المواد المتوفرة في الأسواق؟ يمكن لأى شخص سواء كان طالبًا في كلية العلوم أو أي كلية أخرى أن يصنع قنبلة بدائية، وحتى لو لم يكن طالبا أو متعلما، فيستطيع أي شخص أن يجمع المواد الكيمائية ويصنع منها مادة قابلة للتفجير، خصوصًا أنه يمكنه الحصول عليها من أي مكان وخاصة مع انعدام الرقابة على تلك المواد من الجهات الرقابية. فليس شرطا أن يكون صانع القنبلة خبيرا أو عالم كيمياء، بل يمكن لأى شخص عادى أن يستعين بمواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت للحصول على طريقة صنع القنبلة، حيث تعتمد عملية صناعة القنابل البدائية على خلط مواد كيميائية مع بعضها البعض ويمكن لأى شخص ذى ثقافة محدودة أن يصنعها. ما الأماكن التي يتاح فيها الحصول على المواد الكيميائية الخطيرة القابلة لصنع متفجرات؟ -للأسف الشديد هذه المواد الكيميائية متوفرة في كل مكان وبأسعار رخيصة، ومن السهل الحصول عليها من عند بائعى الصابون أو الأسمدة الكيميائية، فبعض المواد الكيميائية غير ضارة في ذاتها وتستخدم لأغراض نافعة، لكن يمكن استخدامها في صنع المتفجرات بخلطها مع مواد أخرى وإجراء تفاعلات كيميائية بها، فتتغير خواص المادة الكيميائية وتصبح متفجرة. ما هي أكثر المواد الخطرة المتفجرة المتوفرة في الأسواق؟ -تعد مادة الصوديوم na والنترات أكثر المواد خطورة، فالصوديوم مادة كيميائية نشطة وتتفاعل كيميائيا مع المياه والرطوبة فينتج عن تفاعلها غازات قابلة للاشتعال ويمكن أن تتسبب في إشعال حرائق، لذا يتم التعامل معها بحذر داخل معامل الكلية أيضًا. كيف يتم التعامل مع المواد القابلة للاشتعال أو الانفجار إذا وجدت داخل معامل كلية العلوم؟ الأساتذة بقسم الكيمياء متخصصون بداية من المعيد إلى رئيس القسم، فنحن نعرف جيدًا الخواص الفيزيائية والكيميائية لكل مادة ويتم التعامل مع المواد بحذر وبطرق علمية سليمة، ولا يوجد في معاملنا أي مواد متفجرة، وغالبية المواد لدينا ليس لها فعل تدميرى على العكس بعضها يستخدم في الأدوية، ولكن يمكن أن نتعامل في بعض الأحيان مع مواد نشطة كيميائيًا كالصوديوم وتستخدم بطريقة علمية سليمة وبكميات قليلة. وبالنسبة للطلاب في القسم فهم يعرفون كيف يتعاملون مع المواد الكيميائية ويحصلون على دورة تدريبية للسلامة والأمان وكيفية التعامل مع المواد الكيميائية في بداية التحاقهم بالقسم، بالإضافة إلى أن المعيدين والأكاديميين لا يتركون الطالب يفعل شيئًا بمفرده وكل التجارب تتم بعلم وإشراف الأساتذة. من أين يأتى التجار في الأسواق بهذه المواد القابلة لصناعة القنابل؟ غالبيتها يتم استيرادها وبعضها يتم صناعتها هنا وهى متوفرة في منطقة وسط البلد وشارع الجيش بكثرة، باعتبارها مواد عادية تستخدم في صناعة مواد مفيدة بذاتها، ولكن عند تفاعلها مع بعض المواد الأخرى تصبح خطيرة. بناءً على أي أساس يختلف المدى التدميرى بين قنبلة وأخرى؟ يعتمد المدى التدميرى لأى قنبلة على كيميائية المواد الداخلة في التفاعل ومدى تركيز كل مادة ونوعيتها ونوعية التفاعل الكيميائى الذي تنتجه فمثلا تختلف القنبلة التي تصنع من التولوين وحمض الكبريتيك عن القنبلة التي تصنع من حمض النيتريك والجلسرين بناء على عدة عوامل متحكمة في مدى التدمير ومنها الكمية والتركيز ونوع المواد وجو التفاعل ونوعه. ما مدى الرقابة على المواد التي تستخدم في صنع المتفجرات في الأسواق؟ للأسف الشديد تكاد تكون الرقابة معدومة، ولا يتبقى لنا إلا رقابة الضمير فقط، ولابد من تفعيل دور الأجهزة الرقابية والاستعانة بالمختصين من قسم الكيمياء وأن يكون لهم اليد العليا في البيع والشراء والتحكم في الاستيراد وتوزيع هذه المواد. نحن نحتاج إلى تعاون بين الجهات الأمنية والجهات الرسمية والجهات العلمية من أساتذة الكيمياء، ولابد من اجتماع هذه الجهات للتحكم في استيراد وتوزيع هذه المواد. ما سبب انتشار حوادث التفجيرات في مصر؟ السبب الرئيسى في ذلك هو البطالة وغياب فرص العمل، وعدم احتواء الشباب؛ لأن الشباب قوة ضاربة وهم الحاضر والمستقبل، فهذا الشباب يتمتع بالقوة والطاقة والحيوية وإذا لم يُستغل لبناء الوطن فسيجند ويخطف لخراب الوطن، كما يجب أن يكون الأفق السياسي عاليًا ليحتوى الشباب. ما هي أنواع القنابل؟ تتعدد أنواع القنابل فمنها قنابل أسلحة الدمار الشامل وهى القنابل النووية والهيدروجينية الانشطارية وهى حكر على الدول وتتطلب احتياطات سلامة عالية جدا ومفاعلات نووية، ويوجد قنابل المتفجرات العادية وهى المتاحة لكل الناس، وهناك قنابل الصوت والتي تستخدم في فض التظاهرات والتخويف وليس لها أضرار إلا إذا كانت بقوة صوتية عالية فربما تؤثر في السمع، والقنابل المسيلة للدموع وهى عبارة عن مجموعة من المواد الكيميائية التي تستخدمها قوات الأمن لفض التظاهرات والاشتباكات وهى غير تدميرية أو مخربة. ما هي النصائح التي تود كمتخصص كيميائى توجيهها لعلاج مشكلة انتشار المتفجرات؟ أولا استيراد المواد المتفجرة لابد أن يكون تحت رقابة شديدة من الجهات الحكومية وإذا دخلت لابد أن يكون توزيعها من خلال المختصين، بالإضافة إلى سن قوانين صارمة تجرم الاستخدام السيئ لها، ولابد من الحصول على تصاريح من الجهات العلمية والأمنية قبل استخدامها. كيف يتصرف الشخص العادى حال عثوره على قنبلة أو جسم غريب ؟ لابد أن يكون للإعلام دور قوى في تثقيف وتوعية الناس عن كيفية التعامل مع القنابل، ويجب على الشخص العادى إذا وجد قنبلة أن يكون حذرًا، وعليه مغادرة المكان فورًا والاختباء وإبلاغ الجهات المختصة وعدم العبث بالقنبلة.