لم يكن حريق أمس الذي شب في سوق الجمعة بالتونسي هو الأول من نوعه، فدائما ما يشتغل السوق يوم السبت؛ بسبب مخلفاته، التي تتضمن مواد قابلة للاشتعال، ومع كل حريق يندلع بالسوق، يخرج مسئولو محافظة القاهرة للتلويح بقرار نقل السوق، دون تنفيذ على أرض الواقع. فكرة نقل السوق بدأ مسئولو محافظة القاهرة في التخطيط لنقل سوق التونسي منذ 2008، وذلك عندما طالب الدكتور عبد العظيم وزير، محافظ القاهرة الأسبق، بتخصيص أرض بمدينة 15 مايو لنقل السوق، وبعد حدوث ثلاث حرائق كبرى أدت إلى اشتعال النيران بالبضائع، كان آخرها سقوط سيارة من أعلى كوبري التونسي وانفجارها بالسوق يونيو 2010، قرر عبد العظيم وزير نقل باعة سوق التونسي على مرحلتين لسوق بمدينة 15 مايو. توقف العمل ومع قيام ثورة 25 يناير، توقف العمل بالسوق؛ بسبب الاعتمادات المالية، ولكن تجدد الحديث مرة أخرى في عهد الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة السابق، عام 2014، ولكن الباعة رفضوا الانتقال؛ مبررين البعد الكبير لمدينة 15 مايو، وظل الحال كما هو. قنبلة موقوتة وفور تولي المهندس «عاطف عبد الحميد» منصب محافظ القاهرة، نشب حريق بسوق الجمعة؛ ليخرج المحافظ، ويؤكد أن السوق "قنبلة موقوتة" في قلب العاصمة، ويفتقد جميع عناصر الأمان والحماية المدنية، مشيرا إلى أن هناك أرض مقترحة، بجوار السوق القديم، يتم دراسة نقلهم إليها. ولم يمر شهران على تصريحات «عبد الحميد»، إلا واشتعل السوق أمس، في ما يقرب من 8 باكيات، وتمت السيطرة على الحريق، بمعرفة رجال الحماية المدنية سوق بديل وأعلن «عبد الحميد» أن المحافظة تقوم حاليا بإنشاء سوق بديل بمنطقة الخليفة؛ لنقل باعة التونسي إليه، مشيرا إلى أن السوق الجديد يبعد عن مقر السوق القديم العشوائي 500 متر، وجار تجهيزه؛ ليصبح سوقا نموذجيا، به كافة الاشتراطات اللازمة للحماية المدنية. وأضاف المحافظ في تصريحات صحفية، أنه سيتم مراعاة وصول سيارات البضائع والطوارئ في السوق الجديد، فضلا عن تولي شركة أمن ونظافة إدارة السوق، موضحا أن الباعة رفضوا الانتقال إلى سوق 15 مايو؛ لبعد المسافة، وقلة زبائنه. يذكر أن سوق الجمعة من الأسواق الشعبية العشوائية، التي أقيمت منذ ما يقرب من 20 عاما تقريبا، وتجد داخل السوق كل ما تحتاجه، «من الإبرة إلى الصاروخ»، حيث يتم بيع الحيوانات والطيور، وأثاث البيوت والسيراميك، ويمتد السوق من منطقة السيدة عائشة، مرورا بالبساتين، وحتى صقر قريش بالمعادي.