اتهم الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازى من وصفهم ب«المتأسلمين» بالتجني على فكر الدكتور طه حسين وتشويه صورته وتعكر صفحته، رغم أنه كان أشد حرصًا على الإسلام منهم. «حجازي» قال إن حديث الدكتور أحمد الطيب عن طه حسين لم يتغير كثيرا عن مواقف شيوخ الأزهر السابقين، واتهام بعض طلابه بالإلحاد، ولكنه في الوقت نفسه اعتبر ما قاله «الطيب» الآن خطوة جيدة وإن كانت غير كافية لأن علاقة طه حسين بالتراث الأدبي والعربي والفكري كانت بالغة المعرفة والعمق في الفهم له. وقال الشاعر عبدالمعطي حجازي: «كان طه حسين واسع العلم، ولابد أن يقال عنه وينقل هذه الصورة، وحديث الطيب مؤخرًا ليس تراجعًا عن موقف الأزهر وإنما هي مجاملة لطه حسين لأنه لم يعترف بالخطأ الشديد الذي وقع في حق عميد الأدب العربي وغيره من الأدباء الكبار، وهي نفسها الأخطاء التي وقع فيها الأزهر مع الإمام محمد عبده». «عبدالمعطي» طالب الأزهر بتغيير موقفه تماشيًا مع مطالبات تجديد الخطاب الديني، وفي ظل ثورة قامت ليس على الحكام فقط ولكن لتغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة، وهو ما يفرض على الأزهر أن يعيد مواقفه من الأدباء والمفكرين المتهمين بالإلحاد والتكفير، وعلى رأسهم نصر حامد أبو زيد. وفي رده على المهاجمين لتلميذ المعرى، أكد حجازي أن هؤلاء المهاجمين لم يميزوا بين ما قاله «العميد» في الدين وما تحدث عنه في العلم، قائلا: «نحن نفهم الدين بطريقة ونفهم العلم بطريقة أخرى، فالعلم نبحث ونصحح ونفكر وهؤلاء المهاجمون لا يفقهون هذا لأن العلم شيء والدين شيء آخر». وضرب حجازي مثالا على ما سبق، بتأكيده أن التاريخ الفرعوني في الدين هو للموعظة والاستفادة منه في أخذ العبر ولكنه ليس هو التاريخ الفرعوني المشيد لحضارة كانت منذ 7 آلاف عام. وسخر حجازي من اتهام طه حسين بالبحث عن الشهرة والأضواء، قائلا: «إن من يقول هذا هو جاهل وهو الذي يبحث عن الشهرة والأضواء لأن الذي يشتم طه حسين يشتهر وتسلط عليه الأضواء لقامة عميد الأدب».