تابعت وسائل الإعلام الألمانية زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، باهتمام كبير لما تحمله من رمزية في تاريخ العلاقات بين البلدين. الزيارة كانت أيضا مناسبة لتسليط الضوء على إرثه في السياسة الخارجية بما في ذلك سوريا. يجتمع القادة الأوروبيون الرئيسيون في برلين للقاء أخير مع باراك أوباما، آملين في الحصول على تطمينات حول القفزة في المجهول التي تمثلها رئاسة دونالد ترامب في الولاياتالمتحدة بالنسبة لأوروبا والعالم. ويلتقي الرئيس الأمريكي في ختام زيارته الأوروبية، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورؤساء وزراء بريطانيا تيريزا ماي وإسبانيا ماريانو راخوي وإيطاليا ماتيو رنزي، للمرة الأخيرة قبل رحيله من البيت الأبيض. الصحف الألمانية ركزت في معرض تعليقاتها على علاقة الصداقة بين الرئيس الأمريكي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسلطت الضوء على إرثه في السياسية الخارجية. صحيفة "شفيبيشه تسايتونغ" كتبت في تعليقها على الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته: "الكثيرون في أوروبا يتعاطفون مع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته. فهو سياسي حماسي له كاريزما خاصة ولغته الخطابية ساحرة ورائعة. وهو ما أثبته مرة أخرى في لقائه الأخير مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ولكن ما الذي حققه أوباما على أرض الواقع في السياسة الخارجية؟ لقد سمح بالتجسس على حلفائه، قام بتوسيع نطاق الحرب بواسطة الطائرات بدون طيار وترك الأسد يستمر على رأس السلطة في سوريا. ولكن حتى لا يكون هناك انطباع خاطئ بأن أوباما كان رئيسا سيئا. لقد اتفق مع روسيا على تأمين الأسلحة النووية. وبفضل جهوده في الإقناع، تم التوصل أيضا إلى اتفاق نووي مع إيران. ولكن إنجازاته على أرض الواقع لم ترق لتطلعاته". وأما صحيفة: "فرانكفوتر ألغماينه تسايتونغ" فركزت على التخوفات الأوروبية من خليفة أوباما: "زيارة وداع أوباما قد تكون مصحوبة ببعض الحزن. ولكن علينا النظر إلى المستقبل: ما مدى أهمية العلاقة الألمانية الأمريكية بالنسبة لخليفة أوباما، التي أصبحت محورية في العلاقات الأوروبية الأطلسية؟ أم أنه سيبحث عن شريك مفضل آخر؟ كيف ستكون سياسة دونالد ترامب تجاه الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي، الذي قلل من شأنه بتصريحاته المهينة ؟ (...) بالرغم من أن الغالبية العظمى من الألمان لديه نظرة سلبية عن خليفة أوباما، ولكن ذلك لا ينبغي أن يعكس بالضرورة مستقبل العلاقات مع أمريكا. علينا أن نفكر أكثر في كيفية التأثير على الرجل الأول في البيت الأبيض". من جهتها علقت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" على زيارة أوباما الرسيمة السابعة والأخيرة لألمانيا: "الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقوم بعمل كل ما بوسعه مع نهاية فترة حكمه. يشيد بالديمقراطية، يمدح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. والرئيس ال44 للولايات المتحدة لا يتوقف أيضا عن تأكيد أن الوضع لن يكون أسوأ في ظل الرئيس ال45. ولكن عند سماع الأخبار يأمل المرء في أن تجتمع القوى التقدمية على جانبي المحيط الأطلسي، ليس فقط للوقوف ضد الديماغوجي من نيويورك، بل لجعله أيضا شخصا يمكن التخلي عنه عبر الخيارات السياسية الصحيحة. غير أن الأمل وحده لايكفي. ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية قد يحتاج الديمقراطيين لوقت طويل من أجل التعافي من هذه الهزيمة. أوروبا الآن للأسف في حالة سيئة جدا ومشغولة جدا بمشكلاتها الخاصة. وهكذا يتولد الانطباع بأن جولة وداع أوباما، هي مجرد حفل صاخب، يحاول فيه المحتفلون طرد مخاوفهم". بدورها ركزت صحيفة "شتراوبينغر تاغبلات" على التخوفات الأوروبية من خليفة أوباما، حيث كتبت: "إنها بمثابة مأساة أن تكون مهمته الأساسية في نهاية رئاسته، هي تبديد مخاوف الحكومات الأوروبية من خليفته الجمهوري دونالد ترامب. أوباما لم يعد يثير موجات الحماس منذ فترة طويلة. بل يترك وراءه بالأحرى شعورا بعدم الارتياح، بأن العالم سيفتقده في الأربع سنوات المقبلة. وذلك على الرغم من كل شيء ". هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل