سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعويم الجنيه يهدد أرواح الغلابة في «الدمرداش».. نقص الأدوية ومستلزمات الجراحة يهدد المرضى بالموت البطيء.. صيدلية المستشفى: أدوية الأورام تباع في السوق السوداء فقط
"المرض يفتك بأجسادنا وينهش لحمنا ولا نجد علاجًا له"... جملة رددها مرضى مستشفى الدمرداش الجامعى، يرثون بها حالهم بعدما ترددوا أكثر من مرة خلال الأسبوعين الماضيين لصرف علاجهم ولكن أزمة نقص الدواء حالت دون حصولهم على العلاج. كارثة التعويم وتعانى المستشفيات الجامعية من نقص هائل في أكثر من 1200 نوع دواء ومستلزمات الجراحة، مما يهددها بتوقف بعض الجراحات العاجلة كعمليات قلب الأطفال، حيث يوجد نقص في أدوية الصرع والتوحد والفشل الكلوى والعلاج الكيماوى بالنسبة لمرضى الأورام، بالإضافة إلى نقص في الخيوط الجراحية والتخدير والإبر الدقيقة وفلاتر الغسيل الكلوى والرئات الصناعية اللازمة لعمليات قلب الأطفال الذين يقل وزنهم عن 8 كيلو جرامات. وتولدت الأزمة بعد تطبيق قرار تعويم الجنيه، إذ ارتفع سعر الدولار بأكثر من 100% من قيمته، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة صناعة الدواء بأكثر من 40% مما أدى لبعض الشركات للتوقف عن استيراد المواد الخام، كما امتنعت بعض الشركات عن توريد الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات الجامعية. وتبادلت وزارتا التعليم العالى والصحة أصابع الاتهام بالمسئولية عن نقص تلك الأدوية في المستفيات الجامعية، إذ صرح الدكتور أشرف حاتم أمين المجلس الأعلى للجامعات ووزير الصحة السابق أن المستشفيات الجامعية في خطر بسبب نقص الدواء والمستلزمات الطبية، مضيفًا أن الجامعات لا يمكنها تقديم أي شيء وأن الأمر بات في يد وزارة الصحة ومجلس الوزراء بسبب قيام بعض الشركات برفع سعر المادة الخام المستوردة بعد تحرير سعر العملة، مؤكدًا أن الاحتياطي بالمستشفيات الجامعية لا يكفى سوى شهرين على أقصى تقدير. بينما قال الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة إن الوزارة مسئولة عن المستشفيات التابعة لها فقط، واتهم وزارة التعليم العالى بالتقصير في توفير المستلزمات الطبية لمستشفياتها الجامعية. علاج الأورام وأكدت إحدى الطبيبات بصيدلية التبرعات في مستشفى الدمرداش أن المستشفى يعانى نقصا هائلا في أدوية الصرع، والأنسولين، وحقن الدوبامين التي تستخدم عند دخول مريض الفشل الكلوى في غيبوبة، بالإضافة إلى أدوية التوحد والتي لا يوجد لها بديل نهائيًا. وأضافت أن العلاج الكيميائى لمرضى الأورام به نقص شديد، حيث إن هناك بعض العلاجات غير متوافرة إلا في السوق السوداء فقط، مشيرة إلى أنه يباع ب650 جنيها للجرام، وأن الجرعة الواحدة للمريض تتراوح مابين 10 جرامات إلى 15 جراما. وتابعت "كثيرًا ما نجد صعوبة في توفير العلاج المطلوب للمرضى لعدة أسباب منها الإقبال الشديد من المرضى على المستشفيات الجامعية، إذ تخدم المستشفيات الجامعية ما يقرب من 70% من الحالات المعقدة لغير القادرين كمرضى الأورام والقلب، وتجرى ما يقرب من 30% من العمليات الجراحية، كما أن ارتفاع ثمن العلاج وعدم توافر المواد الخام للأدوية لدى الشركة المنتجة يمنع المستشفى من توفير العلاج للمرضى، مما يضطرنا إلى أن نحول المرضى لإحدى الجمعيات الشرعية لتكملة علاجها مجانًا أو الانتظار لتبرعات أهل الخير لحين توفير ثمن علبة العلاج، مشيرة إلى أن ثمن العلبة الواحدة لعلاج الأورام تبدأ من 700 جنيه وتصل أحيانًا إلى 10 آلاف جنيه على حسب الحالة. وأضاف مصدر بالمستشفى أن وحدة الغسيل الكلوى والحضانات لن تستقبل مرضى جددا خلال الفترة القادمة وحتى انتهاء الأزمة الحالية وتوفير فلاتر الغسيل الكلوى ومستلزمات الحضانات من وصلات رئوية وأجهزة تنفس وغيرها. ومن جانبه، رفض الدكتور أيمن صالح مدير عام مستشفيات جامعة عين شمس التعليق عن أزمة نقص الأدوية، عدم قدرة وحدة الغسيل الكلوى والحضانات على استقبال مرضى.