شهدت الأيام القليلة الماضية مشكلة كادت تتطور لتصبح أزمة دبلوماسية، وتردد اتهام السفير الألماني بالقاهرة يوليوس جيورج لوي، بتهريب العملة الصعبة عبر الحقيبة الدبلوماسية، ونفى السفير ذلك في مؤتمر صحفي. وتعتبر الحقيبة الدبلوماسية وسيلة مهمة من وسائل الاتصال بين البعثات والقنصليات الدبلوماسية والدول التي تمثلها، وهي عبارة عن مظروف أو طرد أو صندوق تستخدمه البعثة الدبلوماسية، وليس للحقيبة الدبلوماسية حجم أو وزن أو شكل معين كشرط لتمتعها بالحصانة، وترسل بالبريد أو عن طريق أحد الأشخاص. وأوضح مصدر جمركي أن الحقيبة الدبلوماسية لها علامات مميزة حتى لا يتم فتحها في المناطق الجمركية للمطارات من قبل لجان التفتيش. وأشار إلى أن الحقيبة الدبلوماسية تمر عن طريق جهاز "الإكس راي"، للتأكد من عدم وجود أي مواد مهربة بها، موضحا أنه في حالة الاشتباه يتم تشكيل لجنة من وزارة الخارجية والجمارك ومندوب السفارة المالكة للحقيبة لإفراغ محتواها. وكثيرا ما تستعمل الحقيبة الدبلوماسية في أغراض غير مشروعة أو تتنافى مع قوانين الدول المستقبلة لها أو التي تمر بها، فتستخدم الحقيبة الدبلوماسية في تهريب الآثار أو المخدرات أو بعض الأشياء التي تضر بمصلحة الدولة المستقبلة. ومن السوابق الخطيرة في هذا الشأن؛ ضبط سفير المكسيك في بوليفيا وسفير جواتيمالا في بلجيكا وهولندا وهما يهربان في الحقيبة الدبلوماسية كميات من الهيروين إلى الولاياتالمتحدة وتبين أنهما عضوان في عصابة دولية لتهريب المخدرات تمكنت من إدخال مخدرات إلى أمريكا تقدر بملايين الدولارات. وعام 1974 ضبطت السلطات المصرية أحد أعضاء سفارة الكونغوبالقاهرة وهو يحمل الحقيبة الدبلوماسية وبداخلها كمية من المخدر أثناء دخوله مصر من خلال ميناء القاهرة الجوي. وشهد مطار القاهرة أواخر العام الماضي واقعة مماثلة، وسمحت سلطات الجمارك بسفر الحقيبة الدبلوماسية للسفارة الألمانية بالقاهرة بعد تدخل وزارة الخارجية، دون فتحها، رغم تحفظ الجمارك ومركز الوحدات الأثرية بالمطار، على الحقيبة بعد اكتشاف الجمارك وجود تمثال داخل الحقيبة.