سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل الجلسة الافتتاحية لتعليم اللغة العربية بالأزهر.. القوصى: حصن العروبة.. الهدهد: الأزهر حارس لغة الضاد..الناقة: لها سحر خاص.. فرج: ضرورة لنشر الثقافة الإسلامية
افتتح اليوم، الدكتور إبراهيم الهدهد القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، المؤتمر العلمى الثانى لتعليم اللغة العربية بمركز الشيخ زايد بمقر الجامعة، بعنوان "اختبارات قياس مهارات اللغة العربية لغير الناطقين بها تجارب وإنجازات"، تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. حصون العروبة وقال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى وزير الأوقاف الأسبق، نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر:" إننا اليوم في أمس الحاجة إلى تضافر جهود أبناء الأمة العربية والإسلامية، خاصة وأن حصون العروبة تكاد أن تندثر في ظل الهجمة الشرسة التي نتعرض لها". وأشار خلال كلمته، إلى أنه لم يتبق لنا من هذه الحصون سوى حصن اللغة العربية الذي يتعرض هو الآخر لتحديات جسام تكمن في استخدام اللغة العامية، وتارة بإساءة استخدامها، وأخرى من خلال تعلم لغات عدة غير العربية والانعكاس السلبى لهذه اللغات على تلك اللغة لغة القرآن الكريم، لذا فإننا مطالبون جميعًا بالوقوف صفًا واحدًا والتكاتف من أجل الحفاظ على لغتنا الجميلة لغة القرآن الكريم. دور الجامعة العريقة وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، إن الأزهر الشريف هو المؤسسة الوحيدة التي تقوم على الحفاظ على اللغة العربية والعلوم الشرعية ليس في مصر وحدها، بل في شتى بقاع العالم من خلال آلاف الطلاب الوافدين من جميع انحاء العالم الذين وفدوا إلى مصر الأزهر للدراسة في الأزهر الشريف وجامعته العريقة. وأشار رئيس جامعة الأزهر، إلى أن هناك العديد من اللغات قد ماتت واندثرت حيث تخطى عددها أكثر من 400 لغة في مختلف أنحاء العالم بسبب عدم رعايتها والاهتمام بها. مفترق الطرق وقال الدكتور محمود كامل الناقة- نائب رئيس المؤتمر- في كلمته:"إن اللغة العربية تحتاج منا جميعا أن نوليها رعاية واهتمامًا في حياتنا اليومية حتى نرتقى ونرتفع بها، مشيرًا إلى أن اللغة العربية اليوم في مفترق طرق سواء لأبنائنا نحن العرب أو لغير أبنائنا من الناطقين بغيرها. وأوضح أن اللغة العربية لها ذوق خاص وجمال روحى، مشيرًا إلى أنها اللغة التي إذا تكلم بها الإنسان سكنت جوارحه، ووصلت هذه اللغة إلى القلوب والأفئدة والأرواح، إضافة لما تحمله تلك اللغة من جمال الفكر الإسلامى وجمال آيات القرآن الكريم التي تتناغم فيها الآيات تلو الأخرى. سحر خاص وقال إن اللغة العربية لها سحر خاص عن غيرها من سائر اللغات، وتساءل: كيف انتشرت هذه اللغة مع انتشار الإسلام؟ لافتًا إلى أن اللغة العربية هي العمود الفقرى لعقل المتحدث. نشر الثقافة الإسلامية وقال الدكتور محمود عبده فرج مدير مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية، إنه لا يخفى على أحد أن الأزهر الشريفَ يُعَدُّ أبرزَ المؤسسات الدينيةِ والمراكزِ العلميةِ التي اهتمت وتهتمُّ بنشرِ الثقافةِ الإسلامية واللغةِ العربيةِ لجمهورِ المسلمينَ، سواءٌ من الناطقين بالعربيةِ أم من الناطقين بغيرها. لغة القرآن الكريم وأشار إلى أنه لما كان هذا يتمُّ إلا بتعلمِ اللغةِ العربيةِ وإتقانِها لكونِها لغةَ القرآنِ الكريمِ وتعاليمِ الدينِ الإسلاميِّ الحنيف، فإن تعلمَ هذه اللغةَ يصيرُ واجبًا وضرورةً، وما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ، ولقد أفتَى الإمامُ "الشافعيُّ" في كتابهِ "الرسالةِ" بأن تعلمَ العربيةِ فرضٌ على كلِ مسلمٍ - عربيًا كان أم أعجميًا - كما أَفتَى بذلك وأكَّدَه "الإمامُ الشَّاطِبيُّ" في كِتَابَيه "الاعتصامِ" و"الموافقاتِ"، كما رُوِىَ عن مالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ كراهيةُ التخاطبِ بغيرِ العربيةِ إلا لحاجةٍ. صرح عملاق وأضاف أنه استجابةً لهذه التعاليمِ، ومن واقعِ المسئوليةِ الدينيةِ، رأى الإمامِ الأكبرِ أن من واجبِ الأزهر إنشاءَ مركزٍ لتعليمِ اللغةِ العربيةِ لغيرِ الناطقين بها، ليقومَ بمهمةِ تعليمِ العربيةِ الفصحَى لأبناءِ المسلمينَ من مختلفِ دولِ العالمِ من الناطقين بغيرِ العربيةِ، فكان هذا الصرحُ العملاقُ الذي نحن بمقرِّه الآن.