أعاد بناء القوات المسلحة ورسم خطة العبور «لسان التمساح» تقتص للشهيد بقتل 40 إسرائيليا «إذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فالهزيمة محققة.. إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية» ..هكذا قال وعاش الفريق الشهيد عبدالمنعم رياض الذى كتب الله له الشهادة وسط المعركة فى الصفوف الأولى وسط الجنود بالإسماعيلية، لتبكيه مصر بأكملها وتخرج جنازة شعبية تودعه تضم أكثر من مليون مصرى أحبوه دون أن يعرفوه، ولعل أبلغ رد على قتله كانت عملية » لسان التسماح« التى حصدت من العدو الإسرائيلى 40 قتيلا, إلى جانب الخسائر المادية. فى 8 مارس 1969 فتحت المدفعية المصرية نيرانها على مواقع العدو وتحصيناته في إطار حرب الاستنزاف، وسافر «الفريق» , وكان رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة إلى الإسماعيلية لمراقبة الأمور على الطبيعة, وكانت اسرائيل قد انتهت في ذلك الوقت من بناء خط بارليف، وكان عبد المنعم رياض أحد الذين أشرفوا على تنفيذ خطة لتدمير هذا الخط المنيع . وفي الساعة الحادية عشرة صباح يوم 9 مارس 1969 غادر عبد المنعم رياض مقر قيادة الجيش الثاني بالإسماعيلية بطائرة هليوكوبتر لزيارة الضباط والجنود ليناقش معهم الدروس المستفادة من معركة اليوم السابق، وبعد هبوط الطائرة استقل «الفريق» سيارة عسكرية إلى الجبهة, وأصر على زيارة المواقع الأمامية التى لا يفصلها عن العدو سوى عرض القناة، لأنه كما كان يردد دائما «أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة, ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة». وفي الساعة الثالثة والنصف عصرا وصل إلى الموقع المتقدم رقم 6 وأخذ يشاهد بمنظاره المكبر الضفة الأخرى المغتصبة والحصون الإسرائيلية، وبدأ القصف الإسرائيلي فجأة مركزا على المناطق المدنية, وتقدم البطل ليتابع سير المعارك, وفجأة انهالت دانات المدافع بعد وصوله للموقع المتقدم ب 15 دقيقة, وتجددت اشتباكات المدفعية, وتبادل الجانبان القصف, وقام الفريق بتوجيه وإدارة المعركة النيرانية, وإلى جانبه قائد الجيش الثاني ومدير المدفعية. وقبيل الرابعة وتحت هدير المدافع هجم على البطل فجأة الضابط المرافق له يجذبه بقوة خوفا عليه إلى حفرة قريبة, وبعدها بدقائق معدودة سقطت قذيفة مدفعية بالقرب من الخندق الذى يحتمي فيه ومعه قائد الجيش, ووقع انفجار هائل وانطلقت الشظايا إلى داخل الحفرة. بعدها قال الضابط: أنا اتصبت يا فندم، ورد "الفريق" : وأنا كمان.. لكن بسيطة. وبعد خمس دقائق أعاد الضابط نفس الكلام، لكنه لم يتلق جوابا. " زعق الوابور ع السفر..انا قلت كان بدري ..نعق الغراب ع الشجر..خطف الفراق بدري..جدع ما شفناش جدع ..فات فى البلد زيه ..عيط عليه القمر..والنجمة فى البدري ..يا نني عين البلد يا ابن البلد يا عزيز..بكيت عيون الولد والبنت والعواجيز..يا قلب مصر النقي ..وقلب مصر بياض..عزيز علينا اللقا ..بعد الفراق يا رياض..يا عترة الحراس..يا بو الايدين تنباس..ياريتنى كنت معاك ..وشربت نفس الكاس..هطال يا دمع البكا..واللى بكي لم طال..دم الجدع ..يا جدع سال ع الكنال هطال..يروي على ارضنا..حدوتة بالموال..بعد الصلا ع النبي ..يا ليل يا عين يا نضال..ملعون يا داء البكم..ملعون يا طول البال..بعد الوطن ما اندهس..وصار ترابه حلال للغاصب الاجنبي ..والجبنا والاندال ..يا حر قلب الناس..على رنة الاجراس ..الشعب كله رياض ..ورياض مثل يا ناس ..يا نني عين البلد..يا ابن البلد يا شجيع ..دمك عزيز ع البلد ..عمر العزيز ما يضيع ..كلمة وقالتها البلد..فى لحظة التوديع ..بالدم نفدي البلد لا سلم لا تمييع ..وإن كان طريقك سفرتفنيه خطاوينا ..وتغوص فى جوف السحر..وعقولنا تهدينا ..وإن كان طريقك حجر..حتبشبشه ادينا ..ونرشه من دمنا ..من عندنا لسينا ..يا رنة الاجراس..دقي وصحي الناس ..ملعون ابوك يا خوف ..بعد الشرف ما انداس"، هكذا بكى الشاعر أحمد فؤاد نجم الشهيد عبدالمنعم رياض الذى خرجت مصر بأكملها تودعه يتقدمهم الرئيس جمال عبدالناصر. وجاء رد القوات المسلحة, إذ صدرت أوامر الرئيس عبدالناصر بالثأر للشهيد فكانت عملية "لسان التمساح" على يد الفرقة 39 ، والتى عبرت الضفة فى موقع لسان التمساح, وتم تدمير الموقع ونسفه بالكامل, ونسف مدرعتين وقتل طاقميهما وكانت محصلة العملية قتل 40 اسرائيليا, هم قوة المدفع.