نصر أكتوبر المجيد، واحد من الحقائق التي لا تزال صفحات التاريخ تكشف – يوما بعد الآخر- عنها.. حقائق تم إخفاؤها ب"فعل فاعل"، لا لشيء إلا لإبعاد أضواء البطولة عن صانعيها وأبطالها الحقيقيين، الذين قدموا للوطن تضحيات عدة، ولم ينتظروا من أحد سوى قول الحق. أحمد محمد أحمد إدريس، ابن قرية توماس وعافية النوبية في محافظة أسوان، صاحب فكرة استخدام الشفرة النوبية في رسائل حرب أكتوبر، ظل محتفظًا بالسر كما طلب منه الرئيس الراحل محمد أنور السادات 40 عامًا، ظل خلالها جنديا مجهولا لايعرفه أحد، حتى الحكومة المصرية تجاهلته ما تسبب له في جرح لشعوره بعدم التقدير. البطل النوبى، أوضح أنه كان متطوعًا في الجيش المصرى، وعندما تم تهجير النوبيين جاءت لجنة إلى القرى النوبية لحصر الأهالي، وتخصيص منازل لهم بدلًا من التي هجروا منها، ونظرًا لعدم وجوده في قريته أثناء مشاركته في حرب اليمن، لم يكتب اسمه ضمن مستحقى المنازل، وعندما عاد من الحرب حاول مرات عدة إدراج اسمه لكن وزارة الإسكان رفضت، وأصبح دون منزل وترك قريته، وحتى الآن لم يعوض عن منزله، وعانى نفسيًا من عدم تقدير مصر لأبنائها. "إدريس" أكد أنه في عام 2010 اضطر للحديث عن أنه صاحب اقتراح فكرة استخدام الشفرة النوبية في الحرب، بعد أن أدعى أحد الأشخاص من أبناء قريته أنه صاحب الاقتراح، لافتًا إلى أن أول ظهور له كان عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" من خلال زميل له في الجيش سجل له فيديو ونشره على صفحته الشخصية، ومن هنا بدأت وسائل الإعلام والمنظمات والجمعيات الأهلية تتعرف على شخصه. وأوضح "إدريس" أنه اقترح استخدام الشفرة النوبية في الحرب لأنها تنطق ولا تكتب ولا يستطيع العدو فك شفراتها عندما سمع منه السادات ذلك أثناء مقابلته في الاتحادية طلب منه عدم إفشاء هذا السر بعيدًا عن الخمسة أشخاص وهم قائد الجيش، وقائد الأركان، وقائد اللواء، والسادات، وأحمد إدريس فقط، ومنحه مكافأة 100 جنيه، ليحتفظ الجندى النوبى البطل بالسر طيلة 40 عامًا. وفى نهاية حديثه طالب البطل النوبى أحمد إدريس، رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي بتعويضه عن منزله في أي مكان بمحافظة أسوان.