ولو فعلتها السيدة ميرفت التلاوى وتحجبت، ولو تزيدت وتنقبت، لن يرضى عنها الرئيس وأهله وعشيرته، ميرفت ليست من الأخوات السامعات الطائعات، الأخوات لا يقبلن رفقة سوى الأخوات، أنعم وأكرم، ميرفت ليست أختاً، لم تتأخون صغيرة، ولن تتأخون على كبر، سافرة، غريبة على مجتمع الأخوات، يرفضنها، يقلن فيها العِبر، ويدسسن لها عند الرئيس، أتجعل فينا سافرة تحكم وتتحكم، ونحن نسمع كلامك ونطيع لك؟!! لولا الملامة لخرجت الأخوات فى مظاهرة نسوية أمام مكتب الإرشاد لخلع «تلاوى» من رئاسة المجلس القومى للمرأة، والتهمة جاهزة وبحسب الصفحة الرسمية لحزب البناء والتنمية على «فيس بوك»: «ميرفت التلاوى الماسونية عدوة الإسلام فى مصر»، الإخوة، فضلاً عن الأخوات، لا يطيقون ذكرها، والأخت الكبيرة باكينام الشرقاوى لا تبلعها، والأخت غير الشقيقة أميمة كامل السلامونى، مستشارة الرئيس لشؤون المرأة والأسرة، تروم مقعدها، فى زمن الإخوان كيف لا تُمكّن الأخوات، اشمعنى الإخوة يمكّنون، عايزين من ده؟! التلاوى قيمة وقامة فى زمن انعدام القيمة، زمن الإخوان، الكبير فى مصر هان، إلا من رحم ربى، واستغنى، واعتصم بالعروة الوثقى، وكبش جمر الوطن بيديه، حباً للوطن ليس طمعاً فى جاه أو سلطان، التلاوى لا يلزمها ما لا يلزم الأخوات، والمجلس القومى للمرأة لزوم ما يلزم، حد فاكر المرأة المصرية، تُصفع وتُهان وتُنتهك وتُداس بالأقدام! بلاها المجلس القومى للمرأة، التلاوى لديها ما يكفيها من مناقب ما يعزّ على كثير من الأخوات، الوكيل السابق لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، الأمينة التنفيذية ل«الأسكوا»، شغلت منصب وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية المصرية (1997-1999)، انضمت كعضو مؤسس للحزب المصرى الديمقراطى. تخرجت فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة (1961)، حصلت على شهادة الدبلوماسية الدولية من معهد الدراسات الاستراتيجية فى القاهرة (1963)، والدكتوراة من معهد الدراسات العليا الدولية فى جينيف (1977). أول سيدة من السلك الدبلوماسى المصرى تنال لقب ودرجة سفير ممتاز (1987)، سفيرة مصر لدى اليابان، ووكيل لوزير الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية (1993 – 1997). رئيسة وفد مصر فى المفاوضات متعددة الأطراف حول التعاون الاقتصادى الإقليمى (1991 – 1993)، سفيرة لمصر لدى النمسا. كل هذا لا يشفع للسيدة ميرفت التلاوى عند جماعة أبوأصبع والتابعين، يفضلون أنصاف المتعلمين من الإخوان والمتأخونين والمؤلفة قلوبهم، سلْو جماعتهم، يمكّنونهم مناصب الكبار فتصغر المناصب ولا يكبر الصغار، الكبير كبير من يومه، والشبعان شبعان من بيته، جماعة شبعة بعد جوعة، لا يتحملون كبيراً أو كبيرة، لا يحتملون رأياً مخالفاً، ولا فكراً سديداً، ولا قامة، ولا هامة، يتصاغرون لدرجة التآمر على سيدة لم تقل لهنّ أفٍّ ولم تنهرهن بعيداً عن المجلس. الأخوات يفضلن المحجبات، محجبات رأساً وعقلاً، الدور الآن على السفيرة ميرفت التلاوى لتكون عبرة وعظة، فى زمن الإخوان تُمكّن الأخوات، باكينام الشرقاوى لا تطيق ميرفت التلاوى، «ميرفت» محط أنظار، شياكة، ولباقة، وعلم، ودبلوماسية، وعلاقات دولية، شبعانة مناصب، شبعانة سفر، غيرة نسائية تأكل قلب «باكينام»، أخشى أن تعمل «باكينام» ل«ميرفت» عمل أسود، كيد النساء أقوى من كيد الشيطان، إن كيدهن عظيم، بلاها «ميرفت» خد «أميمة» يا ريس. نقلاً عن المصري اليوم