توالت ردود فعل الدوائر الإعلامية الأمريكية فيما يتعلق بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 71 ولقاء الرئيس بمرشحي الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب. ويبدو واضحًا أن لقاء الرئيس السيسي بمرشحي الرئاسة الأمريكية عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي دونالد ترامب وهيلاري كلينتون كان هو الملمح الذي حظى بالاهتمام الأكبر من قبل وسائل الإعلام الأمريكية ليس فقط على مستوى الرصد الخبري لتلك اللقاءات وإنما على مستوى قراءة ما وراء اللقاء من رسائل تلقى بظلالها على طبيعة العلاقة التي ستربط بين القيادة المصرية والفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفيما يلي أهم ردود الفعل الصادرة من مختلف الدوائر الإعلامية الأمريكية: أشار التقرير الصادر في مجلة Time الأمريكية يوم 20/9/2016 والذي أعده Jared Malsin مراسل المجلة في إسطنبول، إلى أنه في حال فوز هيلاري كلينتون بالانتخابات الرئاسية، فليس من المتوقع أن تتبنى تغييرات ملحوظة على مستوى سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية تجاه مصر، أما فيما يتعلق بترامب، فقد أشار التقرير إلى أن دونالد ترامب أعرب عن إعجابه الشديد بعدد من حكام العالم وقادته بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس العراقي الراحل صدام حسين والذي وصفه ترامب بقاتل الإرهابيين فإنه من المتوقع أن يقدم مزيدا من الدعم والمساندة للرئيس السيسي حيث وصف ترامب نظام الرئيس السيسي بأنه الحصن المنيع ضد الجماعات المتطرفة وفقا لما جاء في التقرير. وأشار التقرير إلى أن هيلاري كلينتون لعبت دورا معقدا في الشارع المصري، حيث لم ترحب كلينتون في البداية بثورة عام 2011 وأعلنت أن نظام الرئيس السابق مبارك هو نظام مستقر ويسعى للاستجابة لمطالب المتظاهرين وحذرت من الإطاحة السريعة والمفاجئة بالنظام السابق، وهو الموقف الذي كان له تداعياته السلبية فيما يتعلق بموقف المتظاهرين الرافض لتصريحات كلينتون في ذلك الوقت وفقا لما جاء في التقرير أما فيما يتعلق بترامب وموقفه من ثورة عام 2011 فقد أعلن عن اعتراضه على تنصل الإدارة الأمريكية من دعمها لنظام مبارك بصورة مفاجئة وفقا لما جاء في التقرير. ووفقا لتقرير الصادر في مجلة Politico بوليتيكو يوم 20/9/2016 والذي أعدته Nahal Toosi مراسلة الصحيفة في واشنطن حيث أشار التقرير إلى أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب أمطر الرئيس المصري ثناءً وإشادة أثناء اللقاء الذي جمع بينهما على هامش مشاركة الرئيس السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وفقًا لتوصيف التقرير والذي أضاف أن ترامب الذي طالب بفرض الحظر على الهجرة من البلاد التي يعتصرها الإرهاب وهي البلاد التي من المتوقع أن تشمل مصر، أثنى بشدة على الرئيس السيسي أثناء اللقاء ووعد بتوجيه الدعوة له لزيارة الولاياتالمتحدة حال فوزه بالانتخابات الرئاسية وفقًا لما جاء في التقرير. وأشار التقرير إلى ما تضمنه البيان الصادر من قبل الحملة الانتخابية لترامب عقب اللقاء وهو البيان الذي وصفته مجلة بوليتيكو بأنه جاء مليئًا بكلمات الثناء والإشادة حيث أوضح البيان أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب أعلن من خلال اللقاء دعمه الكامل لجهود مصر في حربها ضد الإرهاب وأكّد على أن الإدارة الأمريكية حال فوزه بالانتخابات، ستكون صديقة وفية لمصر يمكنها الاعتماد عليه وليس مجرد حليف كما أوضح البيان أن دونالد ترامب كان حريصًا على التأكيد للرئيس السيسي على تقديره البالغ للمسلمين المحبين للسلام وفقًا لما جاء في تقرير مجلة بوليتيكو نقلًا عن البيان الرسمي الصادر من قبل الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، وقد أضاف تقرير مجلة بوليتيكو أن اللقاء الذي عقد بين الرئيس السيسي ودونالد ترامب كان بحضور كل من السيناتور الجمهوري عن ولاية ألاسكا Jeff Sessions والفريق متقاعد Michael Flinn المدير السابق لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية وفقًا لما جاء في تقرير مجلة بوليتيكو. وأشار التقرير الصادر في صحيفة وول ستريت جورنال والذي أعده كل من Michael Bender وCarol Lee مراسلي الصحيفة إلى أن مرشحي الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب اعتزما أن تحيطهما هالة السباق الرئاسي وذلك من خلال قراراتهما بإجراء لقاءات مع قادة العالم على هامش المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 71 وقد أشار التقرير إلى أنه من خلال اللقاء الذي جمع بين الرئيس السيسي والمرشح الجمهوري دونالد ترامب أكد الرئيس السيسي على أن العالم بأسره بات يعاني من أزمة الفكر المتطرف وفقًا لما جاء في التقرير. وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن لقاءً آخر جمع بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والرئيس السيسي، والرئيس السيسي أوضح لهيلاري كلينتون أثناء اللقاء أنه يريد الحديث معها عن المسار الذي اختارته مصر لبناء مجتمع مدني جديد ودولة حديثة ترتكز على سيادة القانون وتحترم الحقوق والحريات، وفقًا لما جاء في التقرير الصادر في صحيفة وول ستريت جورنال. وأشار التقرير الصادر في صحيفة نيويورك تايم والذي أعدته Elizabeth Williamson إحدى كتاب المجلس التحريري للصحيفة حيث أشار التقرير إلى أن اللقاء الذي جمع بين الرئيس السيسي والمرشح الجمهوري دونالد ترامب جاء ليؤكد من جديد الازدواجية في حديث ترامب، حيث أنه أكد من خلال اللقاء احترامه وتقديره للمسلمين المحبين للسلام وهو التصريح الذي جاء في نفس اليوم الذي صرّح فيه أحد مستشاريه بأنه يمكن لترامب أن يحظر دخول أي شخص قادم من مصر إلى داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو ما يؤكد التضارب الواضح في حديث ترامب وازدواجية تصريحاته وفقًا لما جاء في التقرير. وأوضح المقال أن مصر التي طالما كانت قوة مؤثرة ذات ثقل سياسي في المنطقة تأثرت بصورة بالغة بسبب الاضطرابات التي عصفت بالبلاد على مدى الخمس سنوات المنقضية وخلفت وراءها موجة من الفوضى السياسية والتدهور الاقتصادي وهو ما ترك مصر في موقف تحاول من خلاله البحث عن سبيل للعودة إلى الصدارة من جديد ومن ثم فالرئيس السيسي يبحث عن أصدقاء من خلال لقاءاته في نيويورك وفقًا لما جاء في التقرير والذي ركز بصورة رئيسية على ازدواجية حديث ترامب وتقلب مواقفه وانتهازيته السياسية وفقًا لتوصيف التقرير.
