موكب الرؤية أشهر احتفالات الخليفة بقدوم الشهر الكريم الحاكم بأمر الله أهدى مسجد عمرو بن العاص 7 قناطير فضة الفاطميون استمالوا قلوب المصريين بالعطايا والفوانيس المقاهى ظهرت فى الفسطاط وكانت تقدم الحلبة والزنجبيل حرص المصريون على الاحتفال بشهر رمضان، وخاصة فى عصر الدولة الفاطمية حيث أعطت اهتماما خاصا بالاحتفال بالشهر الكريم، بعادات وتقاليد جديدة ابهرت بها المصريين , الذين أورثوها لأبنائهم. ويحكى الروائى جمال الغيطانى ل« فيتو» عن مظاهر استقبال شهر رمضان على مدار 200 سنة، حكم الفاطميون مصر خلالها بقوله :إنهم كانوا حريصين على استمالة قلوب المصريين بالمظاهر، فالدولة الفاطمية هى اكثر دولة عرفت الاحتفالات، وكان شهر رمضان مناسبة لإقامة العديد من الاحتفالات، وكان يعهد فيه للقضاة بالطواف بالمساجد فى القاهرة وباقى الاقاليم، لتفقد ما تم إنجازه من إصلاح وفرش وتعليق القناديل، مشيرا الى ان الرحالة ناصر خسرو الذى زار مصر فى القرن الخامس الهجرى وصف « الثريا» التى اهداها الخليفة الحاكم بامر الله الى مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط بأنها كانت تزن سبعة قناطير من الفضة الخالصة وكان يوجد به فى ليالى المواسم والاعياد اكثر من 700 قنديل وكان يفرش بعشر طبقات من الحصر الملونة بعضها فوق بعض ، وبعد انتهاء رمضان -وفقا لكلام الغيطانى- كانت تعاد الثريا والقناديل الى مكان مخصص لحفظها داخل المسجد وكانت الدولة الفاطمية تخصص اموالا لشراء البخور الهندى والكافور والمسك لتوزيعه على كل المساجد . وكما يروى الغيطانى فإن اول احتفال بشهر رمضان فى الدولة الفاطمية كان «موكب الرؤية» ويخرج فيه الخليفة ومعه كبار رجال الدولة وقائد الجيش من باب الفتوح ويتجهون الى جبل المقطم حيث مرصد النجوم لاستطلاع هلال الرؤية وكان الحاكم بامر الله من اهم علماء الفلك فى الدولة الفاطمية وبعد ثبوت الرؤية يعلن المنادى الخبر ثم يجلس الخليفة من وراء ستار ولم يكن يراه احد ولا يدخل عليه إلا واعيان الدولة ليقدموا له التهنئة بقدوم شهر رمضان . ثانى الاحتفالات والكلام للغيطاني كان عبارة عن إفطار جماعى اعتاد الحاكم الفاطمى على اقامته فى يومى السماط وكان يجمع له كبار رجال الدولة والحرفيين والعمال والصنايعية والفقراء حيث يقال إن الخليفة يأكل مع جميع الشعب. ويقول الغيطانى عن مظاهر الاحتفال الرسمية إن الخليفة كان يخرج فى عدة مواكب منها مهرجان اعلان حلول شهر رمضان من باب الذهب احد ابواب القصر الفاطمى وحوله الوزراء وامامهم الجند تتقدمهم الموسيقى ويسير فى الاحتفال التجار وصانعو المعادن والصاغة وكان الجميع يتبارون فى هذا الاحتفال لإقامة مختلف انواع الزينة على حوانيتهم لكى تبدو الشوارع والطرقات فى ابهى زينة . كذلك كان موكب الخليفة يبدأ من بين القصرين «شارع المعز بالصاغة الآن «و يسير فى منطقة الجمالية حتى يخرج من باب الفتوح، احد ابواب سور القاهرة الشمالية، ثم يدخل من باب النصر، عائدا الى باب الذهب بالقصر، واثناء المسير توزع الصدقات على الفقراء والمساكين، وبعد عودة الخليفة للقصر، يستقبله المقرئون بتلاوة القرآن الكريم فى مدخل القصر ودهاليزه، ويرسل لكل امير فى ولايته بطبق من الفضة، مملوء بالحلوى تتوسطه صرة من الدنانير الذهبية، و توزع الكسوة والصدقات والبخور واعواد المسك على الفقراء، ثم يتوجه لزيارة قبور ابائه كعادته، ويكتب كتبا الى الولاة بالاحتفال بليلة القدر ليلة 27 رمضان، وكان فيها يتم ختم القرآن داخل قصر الخلافة، وبعدها يتم توزيع العطايا والهدايا على الناس . وكان الخليفة الفاطمى يصلى ايام الجمع الثانية والثالثة والرابعة على الترتيب فى جامع الحاكم، وجامع الازهر، وجامع عمرو بن العاص بالفسطاط ، على الترتيب، وعقب صلاته الثالثة يذاع بيان رسمى بسجل البشارة وكان يتم إحياء اخر ليلة من رمضان عن طريق الفقراء والمنشدين بالقصر الشرقى الكبير . وبالنسبة للفانوس يقول الغيطانى :إنه كان موجودا قبل العصر الفاطمى فالقاهرة كلها كانت تضاء بالفوانيس وصنعوا اشكالا مصغرة منها واضافوا اشياء جديدة مثل كعك العيد والغريبة وهى عادة فاطمية لم يعرفها المصريون إلا مع الفاطميين وكان يتم عمله قبل حلول العيد وكان هناك ما يسمى بكعك الخليفة يوزع على الناس كهدايا ، وكان يتم ايضا عرض انواع الحلوى مثل القطايف والكنافة. وعن الاسواق التى كانت تنشط فيها الحركة التجارية خلال شهر رمضان يقول الغيطانى، ان سوق الشماعين بالنحاسين، كان من اهم الاسواق خلال القرنين الثامن والتاسع الهجريين فكان به فى شهر رمضان موسما عظيما لشراء الشموع، وكانت الواحدة تزن عشرة ارطال، ويلتف حولها الاطفال وبايديهم الفوانيس يغنون ويتسامرون فى مواكب، ويلفون الحوارى والشوارع من بعد الافطار وحتى صلاة التراويح، وكان هذا السوق من ابهى الاسواق، ويصنع فيه سكر على اشكال الخيول والسباع، وغيرها تسمى «العلايق» . وبحسب الغيطانى كان هناك ايضا سوق السكرية داخل باب زويلة «بوابة المتولى بالغورية»، ويعج بانواع الياميش وقمر الدين وكانت وكالة «قوصون» شارع باب النصر التى ترجع الى القرن الثامن الهجرى بمثابة مقر لتجار الشام لبيع الزيت والصابون والفستق والجوز والفوز والخروب وهى ما تعرف بتجارة المكسرات وانتقلت تلك التجارة فيما بعد الى وكالة مطبخ العمل بالجمالية وكانت مخصصة لبيع اصناف المكسرات كالجوز واللوز وغيرها . ويؤكد الغيطانى ان القاهرة لم تعرف المقاهى بمفهومها الحالى اثناء الدولة الفاطمية حيث كانت قاصرة على الخليفة وكبار رجال الدولة وكان هناك مقاه فى الفسطاط بالقرب من باب زويلة «منطقة تحت الربع الآن» تقدم للناس الذين يعيشون فى تلك المنطقة مشروبى الحلبة والزنجيل ولم يكن بها قهوة اوشيشة او دخان ولم يعرف المصريون القهوة كمشروب الا فى القرن السادس عشر وهو القرن الذى دخل فيه ايضا مدفع الافطار وقبله كان يخرج مناد ومعه طبلة كالمسحراتى وينبه الناس بحلول موعد الافطار. رمضان كريم كان موكب الخليفة يبدأ من شارع بين القصرين «شارع المعز بالصاغة الآن» و يسير فى منطقة الجمالية حتى يخرج من باب الفتوح، احد ابواب سور القاهرة الشمالية، ثم يدخل من باب النصر، عائدا الى باب الذهب بالقصر، واثناء المسير توزع الصدقات على الفقراء والمساكين، وبعد عودة الخليفة للقصر، يستقبله المقرئون بتلاوة القرآن الكريم فى مدخل القصر ودهاليزه، ويرسل لكل امير فى ولايته بطبق من الفضة، مملوء بالحلوى تتوسطه صرة من الدنانير الذهبية، و توزع الكسوة والصدقات والبخور واعواد المسك على الفقراء، ثم يتوجه لزيارة قبور ابائه.