السادات كافأه بعد أن سقط فى شباك صوته ولد الشيخ شعبان عبد العزيز الصياد بقرية صراوة التابعة لمركز آشمون بمحافظة المنوفية فى 20/9/1940م. وتوفى عام 1998 م ، وكان أبوه قارئاً فى هذه القرية التى تعرف بقرية القرآن الكريم حيث تتميز بكثرة الكتاتيب والمحفظين الأجلاء الذين حفظ وتخرج على أيديهبعض الأعلام والمشاهير. نشأ الشيخ شعبان الصياد فى منزل ريفى متواضع وأبوه هو الشيخ عبد العزيز إسماعيل الصياد, الذى كان يتمتع بجمال فى الخلق والخلق إضافة إلى جمال وعذوبة صوته الذى كان يعرفه الجميع فقد كان صوته ملائكياً يشبه إلى حد كبير صوت الشيخ محمد رفعت وقدم نفسه الى الاذاعة المصرية وكان ذلك فى أوائل الأربعينيات وعندما ظهرت نتيجة امتحانه أمام لجنة الاستماع فى الاذاعة وتم ارسال خطاب له للحضور الى الاذاعة. كان على موعد مع القدر حيث كان هذا اليوم نفسه هو يوم وفاته فى عام 1944م. وكان وقتها الشيخ شعبان الصياد لم يتجاوز الرابعة من عمره لذا فقد نشأ الشيخ شعبان عبد العزيز الصياد فى بيت مليء بآيات الله عن أب يحمل كتاب الله ويمتلك صوتاً جميلاً عذباً.فورث الشيخ شعبان الصياد هذا المسلك حيث كان يتردد بانتظام على كتاب القرية ( كتاب الشيخة زينب ) وقد كان الشيخ شعبان الصياد متميزاً بين أقرانه فى الكتاب حيث كان الأسرع حفظاً والأجمل صوتاً ، وأتم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو فى السابعة من عمره وكان طبيعياً أن يكمل المسيرة الدينية التى نشأ عليها. فالتحق بالمعهد الدينى الابتدائى ثم التحق بالمعهد الدينى بمدينة منوف حتى أتم دراسته الثانوية والتحق بكلية أصول الدين شعبة العقيدة والفلسفة، وكان يجمع بين الدراسة التى كان متفوقا فيها وبين دعواته الى المناسبات المختلفة. وذاع صيته وسمع به مشاهير القراء فى ذلك الوقت وفى احدى الليالى كان عائداً من مناسبة كان يتلو فيها كتاب الله, وذهب الى صحن الأزهر الشريف ليستعد للامتحان فى الكلية صباح اليوم التالى ، و بدأ مباشرة فى الاستذكار ولكن غلبه النوم ، وفى هذه الاثناء كان الشيخ مصطفى إسماعيل فى الجامع الأزهر لصلاة الفجر وإذا به يرى الشيخ شعبان الصياد وهو نائم وفى يده كتابه الذى كان يستذكره فقال لمن معه انظروا وتمعنوا فى هذا الشاب النائم أمامكم فإن له مستقبلا عظيما فى دنيا تلاوة القرآن الكريم. وهكذا فإن موهبة الشيخ الصياد فرضت نفسها على الجميع بما فيهم كبار القراء الذين كان يتقابل معهم فى المناسبات المختلفة التى يتم دعوته إليها فكان دائما يثقل موهبته بكثرة الاستماع الى قراء القرآن فى ذلك الوقت وايضا السابقين وخاصة الذين كان يعجب بهم جداً ومنهم الشيخ محمد رفعت والشيخ محمد سلامة والشيخ مصطفى إسماعيل وهو قارئه المفضل وبرغم أنه لم يعاصر والده الشيخ عبد العزيز الصياد إلا أنه كان له دائما المثل الأعلى حسبما كان يروى له ويحكى له عن جمال صوته وعذوبته وشهرته برغم أنه لم يكن قد التحق بالاذاعة فى ذلك الوقت. أتم الشيخ تعليمه الجامعى وتخرج في كلية أصول الدين شعبة العقيدة والفلسفة وحصل على الليسانس بدرجة جيد جداً فى عام 1966 ورشح للعمل بالسلك الجامعى كمحاضر بالكلية ولكنه رفض من أجل القرآن الكريم حيث قال: إن الجامعة وعمله بها كمحاضر وأستاذ سيجعل عليه التزامات تجاه الجامعة والطلبة مما يعيقه عن رسالته التى يعشقها ويؤمن بها وهى تلاوة القرآن الكريم. اتسعت شهرة الشيخ شعبان الصياد بجميع أنحاء الجمهورية. فتقدم للامتحان بالاذاعة والتليفزيون و اجتاز الامتحان بنجاح باهر وتم اعتماده كقارئ للقرآن الكريم بالبرنامج وكان ذلك عام 1975، و فى أول شهر من التحاقه بالاذاعة والتليفزيون أسند إليه تلاوة القرآن الكريم يوم الجمعة من الاذاعة فى صلاة الجمعة وأيضاً اسند إليه تلاوة القرآن الكريم يوم الجمعة التالية مباشرة فى التليفزيون. كان الشيخ شعبان الصياد يقرأ قرأن الفجر كل ثلاثة أسابيع فى مساجد مصر مثل مسجد ي مولانا الإمام الحسين والسيدة زينب. و ذاعت شهرته حتى أنه أختير كأول قارئ يتلو آيات الله فى مسجد القنطرة شرق بمحافظة سيناء فى حضور الرئيس الراحل أنور السادات وذلك بعد عودة سيناء الى مصر من أيدى الاحتلال وقد أثنى الرئيس أنور السادات على ادائه فى هذا اليوم وشد على يده وعانقه وأمر له بجائزة فورية إعجاباً به وتقديراً لجمال تلاوته وعذوبة صوته ، و لذلك دعى الشيخ على رأس بعض القراء لإحياء مأتم وفاة الرئيس محمد أنور السادات رحمه الله. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات التقديرية من معظم الدول التى دعى إليها لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك وكان آخرها سلطنة بروناى. ظل الشيخ شعبان الصياد فى عطائه المستمر فى تلاوة القرآن الكريم فى جميع انحاء المعمورة الى أن فاجأه المرض عام 1994م. فأصيب بمرض الفشل الكلوى ، فاستمر فى تلاواته ولكن فى أضيق الحدود حتى اقعده المرض وفاضت روحه الطاهرة الى بارئها فى صباح 19/1/1998 ، وحضر الجنازة جمع غفير من جميع المحافظات.