غرب مدينة الغردقة تقع الغابة الشجرية بمنطقة عش الملاحة على بعد خطوات من الطريق الدائرى، في مساحة 400 فدان تم زراعتهم من أنواع عديدة من الأشجار والنباتات الملائمة للظروف البيئية للمنطقة ونوع التربة ومناخ المحافظة. وتعمل الغابة كحزام أخضر ومصدات رياح تساعد على تهدئة سرعة الرياح وتلطيف الجو، ويعتمد المشروع على مياه الصرف الصحي المعالجة، ولاسيما أن الغابات تستوعب ما يزيد عن 16000م3 يوميا من مياه الصرف. الغابة الشجرية قال المهندس يحى صديق رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالبحر الأحمر، إنه تم إنشاء محطة معالجة مياه الصرف الصحى لرى الغابة الشجرية بمنطقة عش الملاحة في مدينة الغردقة. وأكد أن إنشاء المحطة جاء لمعالجة مياه الصرف الصحى الواردة من مدينة الغردقة، من خلال خطى طرد من الخرسانة سابقة الإجهاد، من محطتى الرفع الرئيسية رقم 5 رقم 8 بمدينة الغردقة. وتابع: المحطة تعالج مياه الصرف الصحى بنظام الأكسدة والمياه المعالجة الخارجة من المحطة، والتي تتجه إلى حوضين من أحواض الموازنة، ثم تستخدم في رى وزراعة نحو 400 فدان من الغابة الشجرية وتستوعب 16000م3 يوميا من مياه الصرف. وأكد رئيس شركة مياه البحر الأحمر، الانتهاء من المرحلة الأولى لأعمال التوسعات بالغابة الشجرية في الغردقة، لتصل المساحة المنزرعة إلى أكثر من 400 فدان. وأضاف أن الشركة، تهدف من خلال تطوير هذه الغابات إلى الحفاظ على بيئة نظيفة وتنقية المناخ، مشيرا إلى زراعتها بأنواع مختلفة من النباتات التي يتم اختيارها بخبرة علمية من حيث ملائمتها للظروف البيئية للمنطقة ونوع التربة ومناخ المحافظة. وتابع: يتم عرض النباتات التي يتم زراعتها بالغابة للبيع، للمساهمة في زيادة المساحات الخضراء بالمحافظة، في ظل وجود عدد من مشاتل نباتات الزينة بالإضافة إلى زراعة الأشجار التي تعمل كمصدات للرياح وتساهم الغابات الشجرية بشكل كبير في زيادة التنوع الحيوى بهذه المناطق، وأيضا في عائد مادي كبير. عائد اقتصادى وبيئى من ناحيته، قال "ميلاد ميخائيل" مهندس زراعى ووكيل مديرية الزراعة السابق إن الغابة الشجرية بالغردقة تحقق عائدا اقتصاديا وبيئيا يتمثل في تقليل التلوث الناتج عن صرف مياه الصرف الصحى، فضلا عن استخدامها في زراعة المحاصيل المختلفة، بالإضافة إلى المنتجات المتنوعة كالطاقة والأخشاب والأسمدة العضوية الناتجة من المشروع. وتابع: من بين الأهداف الرئيسية، تقليل التلوث بزراعة أشجار تمتص ثاني أكسد الكربون، وإنتاج الوقود الحيوى، وإقامة صناعات خشبية جديدة، وحماية القرى السكنية والمزارع بالمناطق الصحراوية من الرياح والرمال، وتثبيت الكثبان الرملية، وحماية السواحل وتوفير فرص عمل جديدة لشباب الخريجين لخفض نسب البطالة وبناء قدرات وتنمية بشرية في مجال إدارة الغابات، وزيادة السياحة الداخلية والدولية. وأوضح أن المشروع بدأ بتبادل الخبرات بين الجانبين الألمانى والمصرى في مجالات التشجير والغابات، ومساعدة مصر في إنشاء إدارة لتنمية الغابات. وأكد أن الغردقة استقبلت وفدا من الخبراء في المجال الزراعى بجامعة ميونخ الألمانية، وذلك تزامنا مع تنفيذ المشروع، ووضعوا تصورهم للزراعات الصديقة للبيئة، واستغلال المناطق الصحراوية في زراعة نباتات أخرى ذات قيمة اقتصادية من بينها النباتات العطرية التي تتماشى مع طبيعة الأراضى الصحراوية، مؤكدا أن الغابات الشجرية كحزام أخضر للمدن خاصة المدن الصحراوية، والتي تتعرض أكثر من غيرها لنوبات هبوب الرياح الرملية والترابية، تعمل على تلطيف الجو بإنتاجها لكميات كبيرة من الأكسجين وامتصاصها لثانى أكسيد الكربون. وأوضح أنها تعمل كمصدات للرياح، وتساعد على تهدئة سرعة الرياح والعواصف وترسيب ما تحمله من رمال وأتربة خارج المدن بين صفوف الأشجار.
