ربح المنتجين أو خسارتهم من صناعة الدراما ترتبط في المقام الأول بمدى متابعة الجمهور كان شهر رمضان قبل الثورة هو التوقيت الأمثل عن باقي أشهر السنة لعرض المنتجين لمسلسلاتهم والاستثمار والربح من خلالها لأن رمضان يحظى بالإقبال الشديد من الجمهور على مشاهدة المسلسلات كما أنه يشهد انتعاشا في سوق الإعلانات التي تدر الربح على الأعمال الدرامية وفضلاً عن شراء القنوات للمسلسلات من المنتجين بملايين كثيرة مما جعل كل منتج مسلسل يحاول أن يحجز مقعدا له في رمضان لضمان استعادة التكاليف التي أنفقها وتحقيق الربع المنشود. المنتج عصام شعبان -صاحب شركة كنج توت للإنتاج الفني- يؤكد أن منتجي المسلسلات التليفزيونية يلجأون إلى عرض أعمالهم في شهر رمضان وتحديدا في توقيت ما بعد الإفطار لضمان نسبة كبيرة من المشاهدة ، ففي البداية يقوم المنتج بعملية التسويق لبيع مسلسله قبل رمضان في القنوات المختلفة لتعويض التكاليف التي أنفقها على المسلسل والتي تقدر دائما بالملايين، ثم تقوم القناة بتحديد سعر المسلسل بناء على نجومه وأبطاله، فكلما كان المسلسل يحتوي على نجم أو مجموعة من النجوم لهم شهرة كبيرة في عالم التمثيل فترفع القناة سعر شراء المسلسل من المنتج لأنها تعرف أن نسبة مشاهدته ستكون كبيرة، بالإضافة إلى أن المنتج يتفق مع القناة علي التعاقد مع وكيل إعلاني يقوم ببث إعلاناته قبل وأثناء وبعد المسلسل ويتم تقاسم نسبة الإعلانات بين الطرفين، وترتفع أسعار الإعلانات هي الأخرى أو تنخفض بحسب شهرة بطل المسلسل. شعبان أكمل قائلا: إلى أن أسعار شراء القنوات للمسلسلات من المنتجين وأسعار الإعلانات تزداد في شهر رمضان عن باقي أشهر السنة ولهذا يحاول المنتجون دائما أن يحجزوا لأعمالهم مكانا في رمضان لتعويض تكاليف الإنتاج ولو أن هناك منتجا لم يستطع عرض مسلسله في رمضان لا يقوم بعرضه في أوقات السنة العادية لأن إقبال القنوات على شراء المسلسلات يقل وكذلك تقل أسعارها وتقل أيضا أسعار شركات إعلانات المسلسل فيضطر لانتظار رمضان المقبل. فيما يؤكد المنتج محمد فوزي - أنه لا يمكن للمنتج أن يربح من مسلسله من خلال شهر رمضان فقط لأن هذا الربح يأتي عن طريق بيع المسلسل داخل مصر وخارجها للقنوات لتكرار عرضه بعد رمضان بالإضافة إلى الإعلانات فكلما تم عرض المسلسل كلما كان ذلك ربحا للمنتج ولكنه يحصل في رمضان على نسبة تغطية كبيرة فقط من تكاليف المسلسل بسبب ارتفاع أسعار الإعلانات وكذلك أسعار بيع المسلسل للقنوات والتي تشهد ارتفاعا كبيرا من زيادة نسبة مشاهدة الجماهير للمسلسلات في رمضان. ودلل فوزي على ذلك بالتكاليف الضخمة التي أنفقت على 60 مسلسلا لرمضان القادم كمسلسل (فرقة ناجي عطالله) للفنان عادل إمام والذي أنتجته شركة سبوت 2000 المملوكة لصفوت غطاس وتكلف المسلسل نحو 90 مليون جنيه وكذلك مسلسل (خطوط حمراء) للفنان أحمد السقا الذي أنتجته شركة عرب سكرين وتكلف حوالي 45 مليون جنيه، وأيضا مسلسل (الخواجة عبد القادر) للفنان يحيى الفخراني الذي أنتجته شركة آل الجابري وتكلف حوالي 45 مليون جنيه ومسلسل (شربات لوز) للفنانة يسرا الذي كلفته شركة العدل جروب 40 مليون جنيه وكذلك مسلسل (باب الخلق) للفنان محمود عبد العزيز الذي أنتجته شركة فنون مصر وتكلف حوالي 45 مليون جنيه وأيضا مسلسل (قضية معالي الوزيرة) للفنانة إلهام شاهين الذي أنتجته شركة كنج توت وتكلف حوالي 30 مليون جنيه وباقي المسلسلات التي تراوحت تكلفتها من 15 إلى 25 مليون جنيه. وقال إن من الصعوبة مع ضخامة هذه الأرقام التي تعدت المليار و 200 مليون جنيه أن يتمكن المنتجون من استعادتها في شهر واحد لكنهم يحصلون على نسبة كبيرة منها في فترة رمضان. وأشار فوزي إلى أن هناك بعض شركات الإعلانات دخلت أيضا في مجال استثمار إنتاج المسلسلات في رمضان ولكن بالشراكة مع شركات أخرى كشركة ميديا لاين وشركة (فيوتشر) لزيادة الربح، فبدلا من أن كانت شركة الإعلانات مجرد وكيل إعلاني فقط أصبحت هي المنتجة للمسلسل وهي التي تبيعه للقناة وهي التي تأخذ حق عرض إعلاناتها وقت بثه وهذا يزيد الاستثمار والربح أكثر مما تكون مجرد شركة للإعلانات فقط. يذكر أن طارق نور أحد أهم الشخصيات في مجال الإعلانات دخل أيضا في مجال إنتاج المسلسلات وأنتج مسلسل ألف ليلة وليلة والذي تكلف ميزانية ضخمة وكان من المفترض إذاعته في رمضان 2012 لكن توقف بسبب انشغال بعض أبطاله بالأعمال الدرامية الأخرى وتم تأجيله لرمضان 2013. بيزنس الدراما فى رمضان يشعل المنافسة بين المنتجين، بسبب الإقبال الشديد على مشاهدة التليفزيون فى ليالى الشهر الكريم، وقد وصلت الأعمال الدرامية المقدمة هذا العام إلى 06 عملاً تكلفت ملياراً و 002 مليون جنيه.