من الملاحظ في الفترة الأخيرة، تطور اللغة العربية في مصر.. أنا فاكر زمان وأنا صغير، لما كنت أبقي عايز حاجة من حد، كان لازم أقوله "من فضلك"، "بعد إذنك"، واللي قبلنا كمان كانوا بيقولوا "لو تكرمت"، لكن دلوقتي أصبح الحال، "بقولك إيه يابرنس"، "والنبي يا شبح".. وهو ده التطور اللي كنت بحكي عليه، حتى وإحنا بنطلب حاجة من حد، بقينا بنهتم بالطلب، ومش مهم نستسمح اللي هيعمل الطلب أصلًا.. لما كنت بشوف واحد ماشي كويس وناجح، كنت بتمناله الخير بقلبي، وأعبر عن التمني ده بألفاظي دايمًا فتلاقيني بقوله "ربنا يكرمك"، "براڤو".. أو مثلًا "شد حيلك".. لكن دلوقتي.. أصبحت كلمة "علوضعك" هي اللغة السائدة والراعي الرسمي للفظ التشجيعي في مصر..!. يعني تلاقي أم ناشرة صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليها هي وابنها وفرحانة بيه، فيقوم داخل ابنها كاتب "علوضعك يا ماما".. أو مثلًا أخ بيحكي لأخيه عن نجاحه في شغله فيقوله "ياسطي علوضعك".. في الحقيقة مش فاهم إيه النجاح في إنه يفضل "علوضعه".. هل الوضع أصبح هدف وعند تحقيقه لازم أفكره إنه وصلّه فأقوله "إنت كدة علوضعك" ؟! كمان لما كان في مواضيع بتتقفل كان بيتقال "موضوع وراح لحاله"، قسمة ونصيب".. حتى لو مش مقتنع برد فعل اللي قدامي بقوله "ماشي" وماشي بقت إشطة، وإشطة بقت فاكس، والحمدلله فاكس بقت "خلصانة".. لأ وأيه.. دي "خلصانة بشياكة".. صعبان عليا التطور المُحزن اللي وصلناله، وصعبان عليا حروفنا اللي دخلت في كلام هو نفسه عارف إنه مايصحش يتقال ويخرج من ناس فاهمة قيمة الكلمة.. آسف بقت "يابا عندي أنا دي".. وموافق بقت "خلصانة".. وبراڤو بقت "علوضعك".. يا تري إيه تاني مستخبي.. وياتري كمان عشر سنين المقالة دي هتتفهم ولا اللي فيها هيكون خلاص اتبدل بكلام تاني ؟ ده أنا حتى خايف يجي اليوم اللي أقرأ شعر ألاقي فيه: " ياحبيبي إرجعلي خلاص حن ومن غير فتاكة مش عايز أقول للناس حكايتي خلصانة بشياكة!