«أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية إحدى نساء بني مازن النجار» هي بطلة غزوة أحد وما بعدها والتي قد لا يعرفها الكثير، وإحدى أشهر النساء المسلمات على مر العصور، وإحدى الصحابيات اللائي شهدن الكثير من الغزوات مع الرسول. وكانت إحدى امرأتين بايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيعة العقبة الثانية) حسن إسلامها وكانت زوجة (لزيد بن عاصم) وما تركت غزوة إلا وخرجت فيها مع رسول الله تضمد الجرحى وتسقي الجنود وتعد الطعام وتحمس الرجال على القتال. وفي (يوم أحد) لما رأت المشركين يتكاثرون حول رسول الله أستلت سيفها وكانت مقاتلة قوية، وشقت الصفوف حتى وصلت إلى رسول الله تقاتل بين يديه وتضرب بالسيف يمينًا وشمالًا حتى هابها الرجال وأثنى عليها النبي وقال: (ما التفت يمينًا ولا شمالا يوم أحد إلا وجدت نسيبة بنت كعب تقاتل دوني). وشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في الحديبية، وهي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله كما شهدت يوم حنين، ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى ارتدت بعض القبائل عن الإسلام وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب، حتى سارعت أم عمارة إلى أبي بكر الصديق- رضي الله عنه - تستأدنه بالالتحاق بهذا الجيش لمحاربة المرتدين فأذن لها فخرجت ومعها ابنها عبد الله بن زيد وأبلت بلاء حسنا وتعرضت لكثير من المخاطر. وعرف عنها إنها أول محامية امرأة في الإسلام ومن أشهر مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ذهبت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسألته لماذا تختص جميع آيات القرآن بالرجال ولا تذكر النساء. وقالت الصحابية الجليلة للرسول: ''ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء؟''. فنزلت آية: ''إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا''.