«دستور الإخوان الذى طرحه الرئيس محمد مرسى للاستفتاء يوم 15 ديسمبر الحالي ، يضيف عبارة فى قانون العقوبات فى المادة «76» ، تجيز لأى مواطن الاستيلاء على المال العام، بحجة أن له نسبة فيه, هكذا يؤكد حافظ أبوسعدة - رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان - واصفا هذه المادة بأنها كارثية، لأنها تعطى سارقي المال العام ذريعة للإفلات من العقاب، و«كله بالقانون» –على حد تعبيره , والمزيد من التفاصيل في هذا الحوار : ما هى أكثر المواد التى تخيفك من الدستور المطروح للاستفتاء؟ - هناك عدة مواد بها انتهاكات للحريات, وخاصة مواد حرية التعبير , ولكن من أكثر المواد غرابة وخطورة هى المادة (76) التي تنص على « العقوبة شخصية, ولا جريمة ولا عقوبة إلا بنص دستوري أو قانوني, ولا توقع إلا بحكم قضائي, ولا عقاب إلا على الأفعال اللاحقة لتاريخ نفاذ القانون», وهى بذلك تقدم لمن يستولى على المال العام حجة له هي النص. كيف ذلك؟ -لأول مرة فى تاريخ أى دستور ، تكون العقوبة فى قانون العقوبات بنص دستوري , وهو ما يعنى أن لأى مواطن أن يستند لأى رأى فقهي لسبب استيلائه على المال العام , كالقاعدة التي تقول إن « الأموال التي يمتلك فيها شخص نسبة، ولو بسيطة، لا تعد سرقة» , وبهذا فإنه من حق أى مواطن الاستيلاء على أراضى الدولة، لأنه كمواطن مصري له فيها نسبة . وما وجه الاستفادة التي ستعود عليهم من تلك المادة ؟ - لا اعرف بالتحديد, ولكن الدستور بأكمله يسير فى اتجاه الدولة الدينية , و الصراع القادم سيكون بين الدولة الدينية والدولة المدنية , ومن ضمن أركان الدولة الدينية التى يريدون بناءها قانون العقوبات الذى أصيب فى مقتل بهذه المادة. وهل المادة «145» - التي تسمح للرئيس بالتوقيع على معاهدات السيادة – سوف تتيح له إعادة ترسيم الحدود؟ - المسودة الأولى كانت تسمح بذلك, بل ونصت عليه صراحة, وحينما بدأ الرأي العام يفجر القضية, خوفا من أن يكون ذلك على حساب سيناء ولصالح الفلسطينيين, تحجج الإخوان بأن هذه المادة لترسيم الحدود, فقدمت لهم هذا النص - الذي وضع بالدستور - بأن يكون للرئيس حق التوقيع فقط , وبموافقة ثلثي أعضاء مجلسي الشعب والشورى , وهذا لن يمكنهم من تغيير الحدود كما كان مسموحا به في المسودة الأولى. هل هناك أى مواد أخرى يمكن أن تضر بالسيادة على الأراضى المصرية؟ - لا . هل سيمرر هذا الدستور تحت مسمى «الجنة والنار» ؟ لا, لن يحدث استفتاء أصلا , ويجب على الرئيس التراجع وإلا سيفقد شرعيته, خاصة بعد المشاهد التي بدأت تتكرر في مليونيات التحرير وحتى في ثلاثاء الزحف أمام الاتحادية .